قداس على نية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية في دير مار الياس في الكنيسة

أقيم اليوم قداس على نية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والمعتقلين قسرا، بدعوة من جمعية “عدل ورحمة” والناشط السياسي والاجتماعي رمزي بو خالد، في دير مار الياس الكنيسة- المتن الأعلى، ترأسه رئيس الدير ورئيس الجمعية الأب نجيب بعقليني، بحضور النائب السابق غسان مخيبر، رئيس بلدية العربانية الدليبة جهاد رزق الله، ممثل جمعية “سوليد” فاضل طيار، عائلة المرحوم غازي عاد وفاعليات.


وألقى بعقليني عظة قال فيها: “كمجتمع مدني، نحرص على معرفة مصير المعتقلين والمخفيين قسرًا في السجون السورية وحتى على الأراضي اللبنانية خلال الحروب على أرضنا، لا سيّما الأبوان ألبير شرفان وسليمان أبي خليل، ونطالب الدولة بكشف مصير جميع المخطوفين والمعتقلين بالتعاون مع المنظمات الدوليَّةِ وبعض الدُّول الفاعلة في مجال حقوق الإنسان”.
أضاف: “نطلب من الرَبِّ يسوع مساعدتنا لاكتشاف الحقيقة كي تبلسم جراحات الأهالي وعذاباتهم. نُصلي من أجل المعتقلين والمخطوفين لينالوا رحمة الرَبِّ وحنانه. نطلب من الرَبِّ أن يهبنا النعمة الكافية لنُجنِّدَ فِكرنا وعقلنا وعاطفتنا في خدمة مُناهضة التعذيب وبناء السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الادنى . لنكن أبناء الرجاء”.


في نهاية القداس كانت كلمة لبو خالد أكد فيها أن “هدفنا اليوم من خلال رفعنا للذبيحة الالهية تسليط الضوء على محنة المفقودين المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، فقضية المفقودين اللبنانيين تمثل جرحا نازفا من آثار الحرب الأهلية وزمن الوصاية. نرفع اليوم صلاتنا تضامنا مع هذه القضية الإنسانية ومع الأهالي الذين ما زالوا يعانون من حالة عدم اليقين بشأن مصير أحبائهم وأماكن تواجدهم منذ أكثر من أربعين سنة حتى اليوم. يجب أن يبقى هذا الملف بمنأى عن التجاذبات السياسية، كما على السلطة اللبنانية ان تولي أهمية قصوى لهذا الموضوع. يجب أن تتضافر كل الجهود من أجهزة امنية، جيش، قوى امن داخلي، امن عام وجمعيات أهلية ووطنية والصليب الأحمر الدولي للسعي وبجدية مطلقة للكشف عن مصير اللبنانيين المعتقلين، كما أن للسفارة اللبنانية في سوريا دور كبير في هذا الملف. لقد بدأنا نسمع عن لجان تشكلت من قبل الحكومة لمتابعة الملف، هذا بالأمر الجيد على ألا تكون هذه اللجان كما في السابق مقبرة القضايا العادلة والمحقة”.


أضاف: “نشهد اليوم سياسيين كالعادة بدأوا بالحج الى سوريا ونتمنى على هؤلاء أن تكون هذه القضية أولى الأولويات لأنها قضية وطنية لا مذهبية ولا طائفية. ولا يسعني في هذه المناسبة الا أن أوجه تحية لروح غازي عاد ابن منطقتنا الذي ارتبط اسمه بقضية المعتقلين اللبنانيين، المدافع الشرس والمناضل في سبيل هذه القضية، الذي وثق أكثر من ستة مائة وخمسون اسما من المعتقلين اللبنانيين ونجح بتحرير البعض”.
وختم متمنيا “أن يبقى دير مار الياس الكنيسة للرهبان الأنطونيين منارة وأن تبقى أبوابه مشرعة للقضايا الوطنية والاجتماعية والإنسانية بشخص رئيسه الأب نجيب بعقليني ومعرفة مصير الأبوين الأنطونيين شرفان وأبو خليل وتجلي الحقيقة مع مجيء المخلص”.


كما كانت كلمة لطيار الذي أكد أن “موضوع المفقودين يمس ضمير الشعب اللبناني الذي طالما عانى من تبعات هذه القضية، ولطالما طالبنا السلطات والمرجعيات السياسية أن تتحمل المسؤولية ولكن في أغلبية الأحيان لم نستطع الحصول على أي جواب. فبالرغم من ان السلطات السورية كانت تنكر وجود سجناء لديها كانت سوليد تطالب وتسعى باسم الجميع بعيدا عن اي طائفة واي فريق واي مذهب. وبعدها تم الإفراج عن بعض المعتقلين”.


وذكّر بالاعتصام وبالخيمة التي نصبت أمام الإسكوا والتي انضم إليها العديد من أهالي المفقودين من المناطق كافة، وقال “إن قضية المعتقلين هي قضية تقنية وعلى السلطة أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الموضوع”.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *