تشهد سماء مصر غداً السبت، ظاهرة فلكية بديعة عندما تزين شهب “الدببيات” السماء بالتزامن مع بداية فصل الشتاء رسميا في البلاد.
وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن الشهب ستزين السماء بدءا من ليل السبت وحتى فجر الأحد في مشهد فلكي بديع يُرى بالعين المجردة السليمة في حالة صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وأوضح أن الظاهرة الفلكية تأتي بالتزامن مع حدوث الانقلاب الشتوي في مصر ودول النصف الشمالي من الكرة الأرضية، السبت، مشيرا إلى أن شهب “الدببيات” من الزخات الشهابية الخفيفة؛ ويبلغ عدد الشهب فيها حوالي 10 شهب في الساعة.
وذكر أن هذه الشهب تنتج عن طريق الحطام الغباري المتناثر على طول مدار المذنب Tuttle الذي تم اكتشافه عام 1790 وتسقط شهب الدببيات كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر Ursa Minor (بالقرب من النجم القطبي) وهو سبب تسميتها.
وأضاف أن التوقيت السنوي لهذه الزخة يكون من 17 إلى 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، وتصل ذروتها في ليلة 21 وفجر 22 ديسمبر / كانون الأول.
وعن أسباب ظهور الشهب، قال تادرس، إن زخات الشهب السنوية تنشأ عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات، حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع يتراوح بين 70 و 100 كيلومتر وتظهر لنا كشريط من الضوء وهذا يؤدي إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوي.
وأكد أن ظهور تلك الشهب في السماء ليس لها أي أضرار على الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض؛ إذ إنها تدخل الغلاف الجوي وتحترق فيه على ارتفاع أكثر من 70 كيلو مترا من سطح الأرض، فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمون بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
ويبدأ فصل الشتاء غدا في مصر ودول النصف الشمالي من الكرة الأرضية ويستمر نحو 88 يوما و23 ساعة و39 دقيقة، ويعد هذا اليوم ذروة فصل الشتاء فلكيا وسيكون أقصر نهار في السنة إذ يصل طول النهار حوالي 10 ساعات فقط بينما يصل طول الليل إلى 14 ساعة تقريبا.
وتبلغ الشمس أدنى ارتفاع لها فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أطول ما يمكن.