كشفت دراسة جديدة أن التمارين الرياضية لا تجعل جسمك أقوى فحسب، بل إنها تحافظ على نشاط عقلك لمدة 24 ساعة كاملة.
وهذا ليس مجرد شعور عابر بعد التمرين، إنه دفعة معرفية مستدامة يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على صحة الدماغ.
وتقول الباحثة الرئيسية الدكتورة ميكايلا بلومبرغ: “تشير نتائجنا إلى أن فوائد النشاط البدني فيما يتعلق بالذاكرة قصيرة المدى قد تستمر لفترة أطول مما كان يعتقد سابقًا، ربما حتى اليوم التالي بدلاً من مجرد ساعات قليلة بعد التمرين”.
وقد تتبعت الدراسة 76 رجلاً وامرأة على مدى 8 أيام، باستخدام أجهزة تتبع النشاط التي يتم ارتداؤها على المعصم لمراقبة نشاطهم البدني وأنماط نومهم. وقد خضع المشاركون لاختبارات معرفية يومية، ما سمح للباحثين برسم خريطة دقيقة لكيفية تأثير الحركة والراحة على وظائف المخ.
وكانت النتائج التي نشرت في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني مذهلة، فقد أظهر النشاط البدني المعتدل إلى القوي ارتباطًا بتحسن الذاكرة العاملة والذاكرة العرضية (كيف نتذكر أحداثًا معينة) في اليوم التالي.
وهناك تفسير علمي وراء هذا التحسن العقلي، فالتمارين الرياضية تزيد من تدفق الدم إلى المخ وتحفز إطلاق النواقل العصبية مثل الـ”دوبامين” والـ”نورادرينالين”، والتي تدعم العديد من الوظائف الإدراكية. وفي حين تستمر هذه التغيرات الكيميائية عادة لبضع ساعات فقط، تشير الدراسة إلى أن فوائد المخ قد تمتد لفترة أطول.
لكن قبل أن نعلن أن ممارسة التمارين الرياضية هي العلاج المعجزة للتدهور الإدراكي، يحثّ الباحثون على توخي الحذر.
ويقول البروفيسور أندرو ستيبتو، المشارك في الدراسة: “لا يمكننا أن نحدد من هذه الدراسة ما إذا كانت هذه التعزيزات قصيرة المدى للأداء الإدراكي تسهم في الصحة الإدراكية على المدى الطويل”.
وفي الوقت الحالي، الرسالة واضحة، المشي السريع أو جلسة رقص أو حتى صعود الدرج، يمكن أن يكون أفضل صديق لعقلك.