“الظاهر أن جعجع لا يريد إلّا جعجع”!

| غاصب المختار |

بدأت تتكشف بعض التفاصيل المتعلقة بسير اللقاءات القائمة حول إنجاز الاستحقاق الرئاسي، والتي من شأنها أن تؤخر ـ إن لم تُطِحْ بجلسة انتخاب الرئيس التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في 9 كانون الثاني المقبل، ذلك بسبب رغبة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالترشح للإنتخابات الرئاسية، حيث يراهن على أن التغييرات السريعة الدراماتيكية في سوريا، وفرض وقائع جديدة في المنطقة، باتت تفرض معادلات جديدة في لبنان، ما يُطيح بكل الجهد القائم من قبل الكتل النيابية واللجنة الخماسية العربية – الدولية للتوافق على مرشح حيادي وسطي.

وذكرت مصادرنيابية منخرطة في الحراك الجاري لموقع “الجريدة” أن جعجع “يُبدي بالظاهر ليونة على شخصية وسطية محايدة، لكن استثنائية، وأنه يعتبر نفسه الشخصية الاستثنائية في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها لبنان. لذلك لم يعطِ رأياً بعد في الشخصية التوافقية التي يجري البحث عنها، لا سيما أن اللقاءات الأخيرة اظهرت أن لا تقاطع حتى الآن على ترشيح قائد الجيش للرئاسة، لا لدى الثنائي ولا لدى التيار الوطني الحر ولا لدى القوات اللبنانية”.

ورأت المصادر أن “جعجع لا يرى إلّا جعجع مرشحاً مناسباً للرئاسة، في ظل المتغيرات المرتقبة في كل الوضع اللبناني بعد المتغيرات في المنطقة”، وبدأت أوساطه تتحدث عن “رئيس صاحب قرار وتوجه وبرنامج يواكب الوضع الجديد”. لذلك فإن الأمور مازالت بحاجة لمزيد من التشاور، لا سيما بين أعضاء اللجنة الخماسية أنفسهم، وبينهم وبين الكتل النيابية، لتحقيق التوافق المطلوب خارج حسابات جعجع وغيره. بخاصة أن التكتّم ما زال يحكم الموقف السعودي، والتوجهات الداخلية مختلفة حول الخيارات. مايعني أن حسم الخيارات بعد هذه المستجدات ما زال بعيداً عن التوصل إلى توافق مع زحمة المرشحين والاسماء التي تُطرح هنا وهناك، وعدم حماسة بعض من تُطرح أسماؤهم للخوض في معمعة الاتصالات والتصريح والتعليق، مثل الوزيرين السابقين زياد بارود وناصيف حتّي، بإنتظار جلاء الصورة المشوشة.

لا شك أن إعلان جعجع عن تفكيره بالترشح “إذا توافرت نسبة معقولة من الكتل النيابية تؤيد ترشيحه”، كما قال، أعاد خلط الأوراق وبلبل طبيعة الحراك الداخلي والخارجي، ذلك أنه ينعكس أولاً على محاولة إقناع رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية بسحب ترشيحه، والذي أبلغ متصلين به أنه مع التوصل إلى مرشح توافقي يرضي معظم الأطراف، لكن في حال ترشح جعجع فهو سيواصل ترشيحه ولن ينسحب. كما ينعكس ثانياً على التوجه العربي والدولي لحل المعضلة الانتخابية. هذا التوجه الباحث منذ أشهر عن رئيس توافقي، فجاء موقف جعجع لينسف هذه التوجه بإعتباره مرشحاً غير توافقي وهناك فيتوات كثيرة عليه من قبل كتل نيابية كثيرة، إلا إذا كان قصد جعجع من موقفه مناورة للضغط على المشتغلين بالموضوع الرئاسي للبحث عن خيارات أخرى تُرضيه بما يناسب مشروعه للمرحلة الجديدة الآتية على المنطقة بعد التطورات السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *