بعد ربع قرن في السلطة، و13 سنة من الحرب على معارضيه الذين سعوا للإطاحة به، غادر بشار الأسد سوريا مساء السبت وحيداً، بدون أن يُخطِر حتى أقرب الناس له”، بحسب جريدة “لو فيغارو” الفرنسية.
وتنقل “لو فيغارو” عن مصدر سوري مقرّب من النظام السابق، أن “حاشيته المهنية فقدت أثَرَهُ حوالي الساعةالعاشرة والنصف مساءً، مباشرةً بعد صعود بشار إلى طائرة خاصة قي مطار دمشق الدولي متوجّهاً إلى موسكو”. ويضيف المصدر السوري أن “أعضاء فريقِ عمل بشّار بدأوا، حينئذ، في التساؤل حينما لم يُجب بشّار على أي من اتصالاتهم الهاتفية”.
وفي “قصر الشعب”، حيث كان الرئيس السابق يعمل، فإن شخصين كان يشغلان وظيفتين مهمتين: الأمين العام للقصر: منصور عزّام، ومساعدته لينا كناية، ولم يحذّر الأسد أياً منهما، “ربما خوفاً من تسرّب الخبر”. ويضيف المصدر أن لينا كناية ما تزال في دمشق، في حين توارى منصور عزام مثل كثير من المستشارين أو من مسؤولي أجهزة الإستخبارات، بحسب المصدر السوري الذي بدوره، ينتظر تأمين طريق بيروت حتى يغادر بدوره.
وتضيف “لو فيغارو” في مقال بقلم الصحافي جورج مالبرونو، أنه “في لحظة ذُعر عامة، حوالي الساعة الواحدة من فجر يوم الأحد، شرع حرّاس بشّار الأسد وعدد من المقرّبين منه بمغادرة دمشق، إما باتجاه لبنان، أو نحو الجبل العلوي، الذي يطلّ على البحر المتوسط، وهو معقل عائلة الأسد. ويُعتقد أن مستشارة الأسد بُثينة شعبان نجحت في الوصول إلى لبنان”.
وتتابع “لو فيغارو” نقلاً عن المصدر السوري: “حيث أن الثوار كانوا قد طوّقوا دمشق، فقد توجّب التحرك بسرعة، لأن الطريق نحو لبنان قُطِعَت ابتداءً من الساعة 2 فجر الأحد”. وبحسب مصدر لبناني في بيروت، فقد “نجح بعض ضباط الإستخبارات المسيحيين وعائلة أحد الوزراء في الوصول إلى بيروت”.
ويبدو أن بعض أعضاء عائلة الأسد توقّعوا سقوط إبن عمّهم. ففي صباح السبت، هرب الأخوان إيهاب وإياد مخلوف، من عائلة أم الأسد، إلى لبنان. وتشير الصحيفة إلى مقتل إيهاب مخلوف قرب الحدود اللبنانية، في حين يخضع شقيقه للعلاج في مكان لم يتم الكشف عنه.
وذكرت “لو فيغارو” أن “شقيقهم الثالث رامي مخلوف، مُموّل النظام، الذي خضع لإقامة جبرية لعدة سنوات، فقد ساعده الحظ في ركوب طائرة من مطار اللاذقية متوجهاً إلى دبي، حيث تعيش شقيقة الأسد بشرى. وكان رامي مخلوف قد ظهر في فيديو في منتصف الأسبوع الماضي داعياً العسكريين إلى مواجهة المتمردين، في حين طلب من أهالي حلب وحماه، اللتين كانتا سقطتا للتو، أن يسامحوهم”.
وتسأل “لو فيغارو”: أين أسماء الأسد؟ ثم تجيب “الأرجح أنها في موسكو حيث تُعالج من سرطان الدم بعد شفائها من سرطان آخر. ومعها إبنها الأكبر حافظ الذي يحضّر دكتوراه في الرياضيات. ولا يُعرف مكان وجود الابنين الآخرين، زين وكريم.
كما تسأل الصحيفة الفرنسية: “لكن، أين ماهر الأسد، شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة؟”، فتجيب الصحيفة بأن “البعض يقول أنه في إمارة خليجية، ويقول سواهم أنه في بيلاروسيا، في حين يزعم آخرون أنه في واحدة من قاعدتين روسيتين في سوريا. ويقول ديبلوماسي عربي في الشرق الأوسط إن الروس احتفظوا به لإدارة أي انسحاب لوجستي لوسائطهم العسكرية الكبيرة من قاعدتهم.
زعما إذا كان الروس سيقبلون بترحيله إلى موسكو في حين أنه كان “رجل الإيرانيين” وكانت علاقاته غير حسنة مع بشار، تنقل الصحيفة الفرنسية عن المصدر الديبلوماسي العربي اعتقاده أن “مصير ماهر الأسد يتوقف على المفاوضات بين الثوار وموسكو حول مستقبل القواعد الروسية في سوريا. وفي نهاية المطاف، يمكن أن يضحي الروس به ويسلّموه للثوار مقابل إبقاء قواعدهم في سوريا”.