أسماء الأسد بمواجهة الانهيارات.. والمرض!

تعيش أسماء الأخرس، عقيلة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، عدداً لا يحصى من الأزمات المعقّدة، بدءاً بأزمتها الصحية التي تفاقمت مؤخراً بعد تجدّد إصابتها بداء السرطان، وأزمة سقوط حكم زوجها الذي اعتادت أن تكون إلى جانبه على مدى 20 عاماً، وأزمة دورها الذي حاولت أن تلعبه في داخل تركيبة النظام وتأثيرها المباشر فيه، وأزمة انتهاء منظومتها الاقتصادية التي عملت على بنائها طوال السنوات الماضية، وأزمة العقوبات الدولية على والدها فواز الأخرس الذي كان يعتبر من المقربين للنظام وقدم له الدعم المالي والسياسي.

أصبحت أسماء الأسد اليوم في المنفى، بمواجهة كل هذه الانهيارات دفعة واحدة، بعد أن تفكك النظام الذي كانت جزءاً رئيساً منه، فإذا بها تصبح أمام مستقبل مجهول، تواجه فيه تداعيات العزلة السياسية والشخصية.. إضافة إلى تدهور وضعها الصحي.

وتحمل أسماء الأسد جواز سفر بريطانيا، ويمكنها أن تعود إلى لندن مع أطفالها، وإن لم يكن ذلك ليشبه إلى حد بعيد الحياة التي ربما كانت لتعيشها.

ولكنها إن توجهت إلى بريطانيا، ستضطر إلى الانفصال عن زوجها بشار الأسد في روسيا، لأنه سيُعتقل على الفور إذا وطئت قدماه بريطانيا.

أما والدها فواز لأخرس، الذي غادر بريطانيا، موجود اليوم في روسيا، فقد كانت وزارة الخزانة الأميركية، قد فرضت عليه عقوبات لدعمه الرئيس الأسد في 2020 لأنه “قدم الدعم والتسهيلات لبشار الأسد في ما يتعلق بالمسائل المالية والتهرب من العقوبات”.

لكن صحيفة “الغارديان” البريطانية، ذكرت أن أسماء قد تواجه الاعتقال أيضاً في بريطانيا، وقد فتحت شرطة لندن في عام 2021 تحقيقاً أولياً في مزاعم مفادها أنها حرضت وساعدت في جرائم الحرب.

قبل أيام من انطلاق التظاهرات في سوريا في آذار / مارس 2011، وفي مقالة لمجلة “فوغ” بعنوان “وردة في الصحراء”، وُصفت أسماء بأنها “أكثر السيدات الأوليات نضارة وجاذبية”، لكن انتفاضة عام 2011 وتحولها إلى حرب غيرت الانطباعات.

في البداية، لم تقل أسماء الأسد شيئاً، وتوقفت عن إجراء المقابلات أو إلقاء الخطب. واعتقدالبعض أنها ربما تكون في “حالة إنكار”، أو “مخدوعة”، ورأى آخرون أنها كانت “سجينة” بحكم الأمر الواقع وأنها منعت من مغادرة البلاد مع أطفالها الثلاثة الصغار.

ولكن هذا تغير بعد عشرة أشهر من بدء الصراع عندما ظهرت إلى جانب زوجها في تجمع جماهيري في دمشق في إظهار ضمني للدعم.

بعد شهرين من ذلك، حصل نشطاء المعارضة السورية على مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني للأسد. وكشفوا أنه بينما كانت بلادها تحترق، كانت أسماء تشتري سراً لوحات فنية وأثاثاً ومجوهرات وأحذية من خلال وسطاء في باريس ولندن. وكتبت لزوجها: “إذا كنا أقوياء معاً، فسوف نتغلب على هذا الأمر معاً… أحبك”.

وأكدت صحيفة “الغارديان” أنها أصبحت مهووسة بالسلطة والثروة.

وكشف الصحيفة أنه مع مرور السنين، واستمرار الصراع، أصبحت أسماء أكثر قوة في دعمها لنظام زوجها. ونشرت صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي لاجتماعاتها مع الجنود وعائلاتهم. وأجرت مقابلات مع التلفزيون الروسي. وادعت ذات مرة أنها عُرض عليها اللجوء في الخارج لكنها رفضته بشكل قاطع.

كما أنها عززت قوتها مع وفاة أو فرار أو تهميش أفراد منافسين من عائلة الأسد من قبل زوجها.

مع انهيار الواجهة المحيطة بها، فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على السفر وتجميد الأصول على أسماء. في عام 2020، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها بسبب تراكم “مكاسب غير مشروعة على حساب الشعب السوري” واستخدام “جمعياتها الخيرية” المزعومة “لتعزيز القوة الاقتصادية والسياسية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *