بوريل من عين التينة: مستعدون لتكريس 200 مليون يورو للجيش اللبناني

بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال إستقابله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مفوض السياسة الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والوفد المرافق، بحضور المستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، المستجدات الميدانية والسياسية على ضوء مواصلة الاحتلال لعدوانه على لبنان والتداعيات الناجمة عنه على مختلف المستويات، إضافة لمسار الجهود السياسية التي تبذل لوقف العدوان.

وقال بوريل بعد اللقاء: “اخترت أن أختم تفويضي ومهمتي هنا في لبنان في بيروت بسبب ما يحصل في الشرق الأوسط وبشكل خاص هنا في بيروت يضع كل المجتمع الدولي أمام امتحان ونحن حقاً يجب أن نرى إن كنا مستعدين وقادرين لتحقيق السلام. إن هذا النزاع قد اتخذ نطاقاً دولياً والمجتمع الدولي لا يستطع أن يبقى دون تحرك أمام ما يحصل هنا، غياب السلام في الشرق الأوسط أصبح مرتفع للغاية ولا يمكن تحمله، الأشخاص يموتون تحت القصف”.

وأضاف: “في أيلول جئت الى لبنان وكنت ما زلت آملاً أن نتمكن من منع وقوع حرب كاملة من خلال اعتداء اسرائيل على لبنان، بعد شهرين لبنان على وشك الإنهيار مع الحرب التي تشتعل في الجنوب مع تدمير عشرات من القرى بالكامل ومع الغارات الجوية التي تستهدف بيروت وبعلبك والصواريخ التي تصل الى تل ابيب، ان الثمن البشري غالٍ ومرتفع للغاية، وإن غارات اسرائيل الجوية قد قضت على أكثر من 3500 شخص في لبنان وهذا العدد يفوق بثلاث مرات ضحايا العام 2006، وعدد كبير من المصابين ومن بين هؤلاء المصابين عدد كبير من المسعفين الطبيين والعاملين في المستشفيات الذين أصيبوا في المستشفيات التي استهدفت ومنذ شهرين لليوم، نرى فقط سبيل واحد للأمام هو وقف اطلاق نار فوري وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن 1701، تطبيقاً فورياً ومباشراً من جميع الأفرقاء”.

وأشاد بوريل بـ”الجهود التي تقوم بها أميركا وفرنسا وإن الإتحاد الأوروبي يدعم الجهتين، إن انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وانسحاب مقاتلي حزب الله وانسحاب ايضاً القوات الاسرائيلية واعادة نشر السيادة اللبنانية الكاملة جواً وبحراً وبراً، اسمحوا لي أيضاً أن أشيد بالعمل الذي تقوم به البعثة الدولية اليونيفيل لجنود السلام الذين يلعبون دوراً مهماً، مع انتشار أكثر من 10 الاف جندي سلام في الجنوب وقد أصيب عدد منهم أيضاً، وعدد من الإيطاليين منذ بضعة أيام بسبب الإعتداءات التي استهدفت اليونيفيل وهي غير مقبولة تماماً، ان اليونيفيل تحصل على الدعم الكبير من الإتحاد الأوروبي”.

وجدد بوريل دعمه لـ”الأونروا”،معتبراً أنها “تلعب دوراً لا مثيل له في غزة وفي لبنان، وإن الخدمات التي تقدمها الأونروا لنصف مليون لاجئ فلسطيني لا يمكن أن تقوم بها أي جهة أخرى، ونحن ندين أيضاً الدور الذي تقوم به اسرائيل ونحث الحكومة الإسرائيلية على عدم تطبيق قرارها بمنع الأونروا. وأنا آت من الأردن وقد رأيت الهيئات الأمم المتحدة التي تحاول أن تقدم المساعدة للأشخاص في غزة الذين يواجهون وضعاً مأسوياً وأنا أدعو المجتمع الدولي بأكمله لإتخاذ الخطوات لوقف هذه الحرب وايقاف المجازر في غزة”.

وتابع: “البارحة كنت أتحدث مع أمين عام الأمم المتحدة عن الوضع واليوم إنني أكرر الدعوة التي وجهتها بضرورة وقف المجازر في غزة. نحن بصفتنا الإتحاد الأوروبي ندعم الشعب اللبناني والجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية ومستعدون لتكريس 200 مليون يورو للجيش اللبناني وقد أبلغت رئيس الحكومة اللبناني عن كيفية وطريقة دعم الجيش اللبناني ليس فقط مالياً بل أيضاً تقنياً، وسنقوم بنفس الشيء وسأعلن ذلك اليوم أمام قائد الجيش اللبناني”.

وأكد أن “نجاح جهود الوصول الى وقف اطلاق النار ولحل مستدام طويل الأمد هو بين ايدي الأفرقاء، ومن أجل حل هذه الحرب على الرؤساء اللبنانيين والقادة اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم السياسية من خلال انتخاب رئيس جمهورية ووضع حد لهذا الفراغ الطويل للسلطة الذي تخطى العامين وقد بحثت اليوم مع رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري وإنني ادعو كل الأطراف السياسية لتحمل مسؤولياتهم أمام الشعب اللبناني، هنالك عمل كثير يجب القيام به على جبهات مختلفة، وقد أظهر الشعب اللبناني كرماً مذهلاً وتضامناً داخلياً ليس فقط لإيواء النازحين من الحرب السورية وليس فقط بمواجهة الأزمات الإقتصادية وانفجار المرفأ والآن مع هذا العدد الكبير من اللبنانيين الذين هربوا من الحرب في الجنوب، ونحن نقدم هذا الدعم من الإتحاد الأوروبي وأنا أغادر تفويضي ومهمتي بحزن مع رؤيتي هذا العذاب والحزن الذي يزداد في غزة وأزمة الرهائن والمسائل الدراماتيكية التي لم نتمكن من وضع حد لهذه الحرب ولكن يجب أن نختم هذه المأساة التي حصلت في غزة ولبنان لتفادي المزيد من العذاب لشعوب المنطقة، علينا أن نمارس الضغط على الحكومة الإسرائيلية وأيضاً ممارسة الضغط على حزب الله للموافقة على العرض الأميركي لوقف إطلاق النار، وهذا تم الإتفاق عليه، إن هذا الإتفاق ينتظر الموافقة العالقة مع الحكومة الإسرائيلية وعلينا أن نعمل كمجتمع دولي لاحترام القانون الدولي لأننا نرى المجاعة تستخدم كسلاح في الحرب، من خلال انتهاك القوانين الدولية، وأيضاً من خلال حصار كامل لغزة مع عدد من الأشخاص الذين يموتون في لبنان”

وأشار إلى أن “قرارات المحكمة الجنائية الدولية ليست بسياسية وهي اتخذت بموجب القانون الدولي ويجب أن تنطبق على الجميع ونحن ندعم بقوة المحكمة الدولية الجنائية، هذا ما أردت أن أنقله لكم اليوم بعد الإجتماع مع رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري وآمل أن الإتفاق الذي تم الوصول اليه مع الموفد الأميركي الخاص سيطبق أخيراً ونصل الى وقف اطلاق نار ووقف لأعمال القصف وزهق الأرواح في لبنان”.

واردف بوريل: “بموجب محادثاتي مع الرئيس بري اولاً يجب تطبيق وقف اطلاق النار، والجهود يجب أن تبذل لإنتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت، لأن الشعب اللبناني يحتاج الى رئيس جمهورية وهم يحتاجون أيضاً الى وقف اطلاق النار، ويجبأن تتحقق في لبنان سيادة الشعب اللبناني بأيدي الشعب اللبناني، ليس عن طريق تدخل دول أخرى وليس من خلال خطف الجميع سيادة الشعب اللبناني، يجب أن تأتي هذه المسائل إن كان ذلك من داخل او من خارج البلد”.

وعن إن كانت الجهود ستنجح لوقف إطلاق النار، قال: “منذ بضعة أشهر خلال الجمعية العمومية لمجلس الأمن تم الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار للبنان ودعمته دول عديدة من العالم وضمنها الإتحاد الأوروبي وأنا كنت ادعم هذا، وفي هذه المسألة لسوء الحظ لم نحصل على تفويض اسرائيل وحكومة اسرائيل رفضت عرض وقف اطلاق النار الذي دعمته كل الدول ومن ضمنها أيضاً الإتحاد الأوروبي. وكانت فرصة خسرناها وأخيرا كان الموفد الأميركي هنا في لبنان، وحصلت مفاوضات مع الرئيس بري وتم نقل الإقتراح الى الحكومة الإسرائيلية وفي هذا الوقت نحن ننتظر جواب كامل ونهائي من الحكومة الإسرائيلية والذي نأمل أن يحصل ذلك بمشاركة أميركا وفرنسا وهما يبحثان عن حل لهذه الأزمة”.