ماذا ينتظر لبنان في الساعات المقبلة؟

أمس وصل جواب لبنان إلى السفارة الأميركية في عوكر قبل إرساله إلى واشنطن حول المقترح الأميركي للتسوية بين لبنان وإسرائيل. لكن ما وصل الى الدبلوماسية الأميركية مجرد ردّ أولي وأسئلة ليست كافية ليؤكد هوكستين زيارته إلى بيروت. ما هي إلا ساعات تخللها تصعيد أمني إسرائيلي نوعي في وسط بيروت في منطقة “زقاق البلاط”، حتى عاد هوكستين وقرّر زيارة بيروت التي يصلها في الساعات المقبلة. ففي معلومات “أساس” أنّ خطّ الاتّصال كان مفتوحاً بين الموفد الأميركي آموس هوكستين ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمناقشة بنود الاتفاق، الذي تسلّمه لبنان من السفيرة الأميركية ليزا جونسون في زيارتها إلى كلّ من عين التينة والسراي الحكومي، يرافقها وكيل الأمين العامّ للأمم المتحدة لقوّات حفظ السلام في العالم جان بيار لا كروا، الذي زار بيروت وتل أبيب مكلّفاً بتأكيد تطبيق القرار 1701. فما هي المعلومات الجديدة حول هذه التطوّرات؟

في الساعات الأخيرة وصلت إشارات إيجابية من بيروت إلى واشنطن، مرفقة ببعض الملاحظات، دفعت هوكستين إلى أن يعدّ العدّة لينطلق برحلة إتمام الاتفاق نحو إسرائيل. بعد أخذ ورد قررهوكستين زيارة بيروت بعدما كان أكّد سابقاً، بحسب مصادر أميركية لـ “أساس”، أنّه لن ينطلق إلى بيروت إلاّ اذا وجد أرضية إيجابية وتطبيف القرار 1701 كما هو بكل مندرجاته.

فماذا ينتظر لبنان في الساعات المقبلة؟

أميركا تحاصر “ملاحظات” لبنان

في معلومات “أساس” أنّه بعدما وصلت الورقة الأميركية ببنود عدّة حول تطبيق القرار 1701، طلب الحزب نسخة من الورقة الأميركية كما هي، باللغة الإنكليزية، من الرئيس بري. اطّلع عليها وأجاب بإيجابية ووضع بعض الملاحظات.

الملاحظات اللبنانية انطلقت من الإضافات إلى القرار 1701.

أتت الإضافة في بند ينصّ على تشكيل لجنة مراقبة دولية لتكون ضمانة تطبيق القرار. وفي الاقتراح تشكيل لجنة دولية مؤلّفة من 5 دول لمراقبة تطبيق القرار 1701، أي في حال حصول أيّ شكوى من الجانب الإسرائيلي من أيّ “خرق”، يبلغ الإسرائيلي اللجنة، وهي تتابع مع الجانب اللبناني ضبط الخرق.

في معلومات “أساس” أيضاً أنّ الجانب اللبناني اعترض على وجود اللجنة على اعتبارها إضافة إلى القرار 1701، وأنّ الجانب الأميركي قد تحضّر لكلّ أنواع الاعتراضات ووجد لها مخارج مختلفة.

بعد تضارب المعلومات عن زيارة هوكستين عادت مصارد أميركية وأكّدت زيارته إلى لبنان ثمّ إلى تل أبيب ومعه الاتفاق على تطبيق القرار الأممي وفق مراحل.

قالت مصادر دبلوماسية لـ”أساس” إنّ الملاحظات التي وضعها لبنان هي ملاحظات قابلة للتعديل والنقاش وليست ملاحظات قاضية على الاتفاق.

على سبيل المثال، فإنّ البديل عن تشكيل لجنة دولية لمراقبة تطبيق القرار 1701 هو إدخال قوات أميركية وبريطانية إلى قوات اليونيفيل لتكون ضمن هذه القوات ومحكومة بقواعدها. وبالتالي فإنّ هذه القوات ضمن اليونيفيل كافية لتكون ضمانة لإسرائيل بعدم خرق القرار 1701.

هنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه اللجنة لا تتضمّن إسرائيل على الإطلاق ولا تتضمّن لبنان.

أمّا الخطوة التالية لتطبيق القرار 1701 فتكون بتشكيل لجنة تتضمّن إسرائيل ولبنان ودولاً أخرى كأميركا وفرنسا للإشراف على مفاوضات يديرها رئيس الجمهورية المقبل لتثبيت الحدود البرّية مع معالجة نقطة B1 ومزارع شبعا.

لا عودة إلى 2006… وروسيا جزء من الاتّفاق

ما يفترض أن يصبح مسلّماً به في لبنان هو أنّ حرب عام 2024 لا تشبه بأيّ شكل حرب 2006، أي أننا نتّجه إلى تطبيق القرار 1701 بكلّ مندرجاته، لا سيما القرارات 425 و1680، و1559.

لذا على إسرائيل أن تنسحب من الأراضي المحتلّة وأن ينتشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني. وذلك قبل أن تستكمل كلّ القرارات بضبط المعابر، لا سيما الحدود السورية بدعم روسي أصبح جزءاً من الاتفاق، وبسحب سلاح الحزب الذي أصبح خارج سياق الدفاع عن لبنان بعد توقيع اتفاقية الحدود.

هذا ما سيحصل في المراحل اللاحقة للاتفاق بعد تدفّق الدعم المادّي للمؤسّسة العسكرية لمزيد من التطويع والتجهيز تقنيّاً ولوجستيّاً ليبسط الجيش اللبناني نفوذه على كلّ الأراضي اللبنانية.

مراحل تنفيذ التّسوية

بالتالي سينفّذ التطبيق على المراحل الآتية :

– انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.

– انسحاب الحزب من جنوب الليطاني.

– دخول الجيش وتمشيط جنوب الليطاني.

بعدها سندخل في المرحلة الثانية عبر الآتي:

– انتخاب رئيس للجمهورية.

– تشكيل لجنة مشتركة مع إسرائيل للتفاوض على الحدود البرّية وتنفيذ القرار 425.

– بناء المؤسّسات لإعادة الإعمار.

– ضبط الحدود والسلاح وبسط الجيش اللبناني سيطرته على كامل الأراضي.

– إعادة الإعمار ضمن ورشة نهوض البلد.

هذه الخارطة التي وضعت للبنان والتي أصبحت واضحة في الكواليس، ستحتاج ترجمتها على أرض الواقع إلى أسابيع لا أشهر كما تقول المصادر الدبلوماسية. دخول أميركا على خطّ الحلّ المباشر مع البريطانيين، والموافقة الإيرانية من خلال مفاوضاتها مع الأميركيين في عُمان ستكونان مدخل تنفيذ الخارطة.

إذاً يتّجه لبنان في الساعات المقبلة إلى أحد الخيارين إما نجاح مهمة هوكستين ووقف إطلاق النار وبدء مسار مختلف للبلد، في حال تطبيق القرار 1701. وإما البقاء في الدمار إلى أن يُفرض القرار 1701 فرضاً.

جوزفين ديب – اساس ميديا