وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد “يفجّر” أزمة لحكومة نتنياهو

في أعقاب طلب الجيش الإسرائيلي زيادة 12 ألف جندي أو وقف الحرب، أعلن وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، عن مصادقته على إرسال 7 آلاف أمر تجنيد للخدمة العسكرية إلى الشبان المتدينين (الحريديين)، وفجّر بذلك أزمة ائتلافيّة لحكومة بنيامين نتنياهو.

وقالت مصادر في كتلة “يهدوت هتوراة” للمتدينين الأشكناز إنّ “حزب الليكود قرّر إعلان الحرب على الحريديين” الذين يرفضون التجنيد.

وأكّدت قيادة الحريديين أنّها ترفض بشكل قاطع خدمة شبانها في الجيش، وقالت إنّ “هؤلاء الشبان متفرغون للدراسة في معاهد تدريس التوراة، وهو ما يُعد موازياً للخدمة العسكرية”.

كما شدّد القادة الدينيون للحريديين على رفض التجنيد، مشيرين إلى أنّهم سيفضّلون الخروج من إسرائيل على الخدمة العسكرية. وهددوا بتفكيك الائتلاف الحكومي إذا أصر كاتس على قراره، وعدّوا تصرفه استفزازاً لهم.

وقالوا: “كانوا يدعون أنّ المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت، هما المسؤولان عن تجنيد الشبان المتدينين، لكن ما يتضح الآن هو أن حزب الليكود هو المسؤول، وهو بذلك يعلن الحرب على الحريديين”.

يُشار إلى أنّ قرار كاتس بتجنيد الحريديين يأتي في وقت أبلغت فيه قيادة الجيش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أزمة نقص شديد في عدد الجنود بشكل بات يؤثر في قراراته الحربية. ووضع الجيش بذلك نتنياهو أمام أحد خيارين؛ فإمّا أن يوقف الحرب، وإما أن يغيّر سياسة التجنيد.

ونشر الجيش معطيات أفاد فيها بأنّ عدد الجنود في منظومته القتالية، حالياً، يشكّل 83% من حجم القوات التي يحتاج إليها، وقال إنّ النقص في القوى البشرية نابع من “عدد القتلى والمصابين الكبير” في صفوفه منذ بداية الحرب على غزة واتساعها إلى لبنان.

وتوقّع الجيش أن تهبط نسبة المجندين إلى 81% في العام المقبل، وفي حال تمديد مدة الخدمة الإلزامية إلى ثلاث سنوات، فإن هذه النسبة سترتفع إلى 96%.

وحسب معطيات الجيش، فإنّ نقصاً حاصلاً في المنظومة التقنية؛ حيث نسبة المجندين فيها 74% من المطلوب، و66% في منظومة السائقين، ويتوقع أن تتراجع هذه النسب أكثر في العام المقبل.

وأفادت معطيات الجيش الإسرائيلي بأنّ 793 جندياً قُتلوا منذ بداية الحرب، بينهم 370 جندياً قُتلوا منذ بدء المناورة البرية في قطاع غزة، و41 جندياً قُتلوا منذ بدء المناورة البرية في جنوب لبنان. وقُتل خلال الحرب 192 ضابطاً، أي ربع العسكريين القتلى، وبينهم 4 ضباط قادة لواء، و5 ضباط قادة كتيبة، و63 قائد سرية، و20 نائب قائد سرية، و67 قائد وحدة عسكرية صغيرة.

وأوضحت المعطيات أنّ 48% من الجنود القتلى نظاميون، و18% في الخدمة الدائمة، و34% جنود في قوات الاحتياط.

وطلب الجيش إضافة 12 ألف جندي جديد للخدمة، بينهم 8 آلاف مقاتل، والبقية في الشؤون الإدارية واللوجيستية. لكنه قال في رسالة إلى المستشارة القضائية للحكومة بهاراف ميارا، قبل أيام، إنّ الجيش بحاجة إلى زيادة عدد الجنود بـ10 آلاف على الأقل، بينهم 7500 جندي في وحدات قتالية.

وجاء في بيان لوزارة الأمن، اليوم الجمعة، أنّ إرسال أوامر تجنيد الحريديين سيبدأ يوم الأحد بشكل تدريجي “بموجب اعتبارات الجيش الإسرائيلي”.

وذكرت “إذاعة الجيش الإسرائيلي” أنّه سيتمّ إرسال ألف أمر تجنيد إلى حريديين، الأحد المقبل، وأنّ إرسال 6000 أمر تجنيد سيمتد لفترة شهر ونصف الشهر، أي حتى نهاية العام الحالي.

ويتوقّع الجيش الإسرائيلي استدعاء جنود الاحتياط في بداية العام المقبل للخدمة العسكرية لمدة 42 يوماً على الأقل، وأن مدة خدمتهم العسكرية لن تكون محدودة، وقد تمتد بسبب الحرب إلى 70 يوماً.

وأشار إلى أنّ نسبة الحريديين الذين التحقوا بالخدمة العسكرية لا تزال ضئيلة، بعد إرسال أكثر من 3000 أمر تجنيد للحريديين منذ بداية الحرب، وأنّه صدر 930 أمر اعتقال ضد حريديين بسبب عدم امتثالهم للخدمة العسكرية.

المصدر:  الشرق الأوسط