تعتبر المتمولة الأميركية ـ الإسرائيلية مريم أديلسون، أكبر متبرعة لحملة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وتجاوزت ما تبرّع به الملياردير الأميركي إيلون ماسك.
وتمتلك أديلسون صحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية المؤيدة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف، لم تُخفِ نواياها في ما يتعلق بمصير الصراع مع فلسطين، وتحديداً تأييدها لضم الضفة الغربية.
وأديلسون طبيبة وسيدة أعمال أميركية ـ إسرائيلية، أرملة رجل الأعمال الملياردير الأميركي شيلدون أديلسون، وقد خلفته بعد وفاته في منصب الرئيس التنفيذي لشركة “لاس فيغاس ساندز”. حصلت على المركز الخامس لأغنى السيدات في الولايات المتحدة وفقا لقائمة “فوربس” لسنة 2024، وتعد أغنى أغنياء “إسرائيل” بثروة يصل قدرها إلى 29.7 مليار دولار.
صحيفة “ألباييس” الإسبانية، وفي نسختها الإنكليزية، ذكّرت بقرار ترامب نقل السفارة الأميركية في كيان الاحتلال الإسرائيلي من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وكتب بيير لومبا في الصحيفة الإسبانية: “في خطوة تحدت توافقاً دولياً دام عقوداً واعترافا ضمنياً بوضعها كعاصمة، نقل دونالد ترامب السفارة الأميركية في ‘إسرائيل’ إلى القدس عام 2018. وكان من بين الحضور في حفل الافتتاح، بابتسامات عريضة وتصفيق حماسي، الزوجان المليارديران مريم وشيلدون أديلسون، الثنائي المؤثر وراء إمبراطورية الكازينوهات ‘لاس فيغاس’، ‘ساندز كوربوريشن’. وقام آل أديلسون لاحقاً بشراء مقر السفير السابق في تل أبيب بأكثر من 80 مليون دولار لضمان عدم تراجع الحكومة المقبلة عن القرار”.
وأشار الكاتب إلى أن “مريم أديلسون وُلدت باسم مريم فاربستين، في تل أبيب، عام 1945، وهي ابنة مهاجرين يهود من بولندا. والدها، الاشتراكي الذي امتلك عدة دور سينما، هاجر في عام 1931 للانضمام إلى كيبوتس، إحدى المستعمرات الزراعية التي أُنشئت فيما سيصبح لاحقاً ‘دولة إسرائيل’. أما والدتها فقد نجت بصعوبة من الهولوكوست، حيث قضت عائلتها بأكملها. وولدت أديلسون قبل ثلاث سنوات من إنشاء ‘إسرائيل’، وتعد جزءاً مما يعرف بـ’أطفال الدولة’، وهو الجيل المسؤول عن بناء الأمة”.
ويذكر الكاتب بأن آل أديلسون، استغلوا نفوذهم عبر جريدتهم، “يسرائيل هيوم”، للضغط على رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت للخروج من السلطة، وإفساح المجال لصعود نتنياهو، وهو ما يذكره أولمرت في مذكراته.
ومضت مريم بعد وفاة زوجها، في نفس السياسات، وظل تركيزها على “إسرائيل”، ووصفت هجوم “حماس” في أكتوبر 2023 بأنه “نوع آخر من الهولوكوست”.
ويقول الكاتب نقلاً عن معارفها إنها “تطمح لأن تضم إسرائيل الضفة الغربية في نهاية المطاف”، وترفض بشكل قاطع حل الدولتين.
ويضيف “عندما نقل ترامب السفارة إلى القدس، مول التحالف اليهودي الجمهوري ـ الذي تموله عائلة أديلسون ـ إعلاناً في صحيفة ‘نيويورك تايمز’ يظهر ترامب يرتدي ‘الكيبا’ واضعاً يده على حائط المبكى، مع نص يقول: الرئيس ترامب. وعد. وفى”.
اما صحيفة “تايمز اوف إسرائيل”، فتقول في تقرير كتبه عساف إيليا شاليف، الشهر الماضي، إن تبرع أديلسون لحملة ترامب بمبلغ 100 مليون دولار، هو الأكبر بين موجة جديدة من الإفصاحات عن الإنفاق الكبير، متجاوزة بذلك 75 مليون دولار قدمها إيلون ماسك مؤخراً إلى لجنة دعم ترامب.
وتعلق الصحيفة على ذلك بالقول، إنه بصفتها ممولة رئيسية للسياسات المؤيدة لـ”إسرائيل”، تستمر أديلسون “في الإرث الذي بدأت بناءه مع زوجها الراحل، شيلدون أديلسون، وهي “لم تبتعد فعليا عن توجهات زوجها السياسية”.
وتتابع: “أديلسون أشادت بالرئيس السابق، حتى إنها اقترحت في عام 2019 إضافة ‘كتاب ترامب’ إلى الكتاب المقدس. وفي العام التالي، منحها ترامب وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة”.
وتشير إلى أن متحدثاً باسم أديلسون نفى في وقت سابق من هذا العام تقريراً يفيد بأنها ربطت دعمها لترامب بتأييده علناً لضم الضفة الغربية، ولكنها تلفت الانتباه إلى مستشار مقرب منها، الحاخام شمولي بوتيخ، قال لـصحيفة “نيويورك تايمز” إنها تعارض إقامة دولة فلسطينية.