وفاة الدكتورة عتيقة السعدي، سفيرة المغرب في العلم والأخلاق والأدب

عن الأستاذ:عبد الجبار الريحاني

شيع اليوم السبت 2،11،2024 عدد كبير من الأساتذة الأجلاء والطلبة الأفاضل بما فيهم طلبة الاجازة والماستر والدكتوراه. الأستاذة الفاضلة “عتيقة السعدي” بكلية اللغة العربية جامعة القاضي عياض اثر ازمة قلبية يوم 1،11،2024، إذ مرت الجنازة في جو مهيب حضره اسرة وأقارب المرحومة والمغفور لها عدد لا يحصى من الناس الذين انحدروا من مختلف المدن المغربية.
خلفت وفاة الراحلة صدمة وحزن عميق في صفوف الطلبة وأساتذة جامعة القاضي عياض.
وبهذه المناسبة الأليمة التي خلفت في نفوس أسرة كلية اللغة وطلابها حزنا عميقا، تتقدم الاسرة التعليمية، بأحرى التعازي القلبية، إلى جميع أفراد عائلة وزملاء وطلبة الراحلة، راجين من العلي القدير أن يتغمد الأستاذة الفاضلة، بواسع رحمته ويلهم ذويها الصبر وحسن السلوان، ويسكنها واسع جناته مع الصالحين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
تعد الدكتورة عتيقة السعدي من خيرة أساتذة الجامعة المغربية وعلم من أعلامها، حيث عرفت بحبها للعلم وتحبيبها له لطلبتها. و ألفت العديد من الكتب والمقالات في المجلات المحكمة.
عرفت الأستاذة والأم الحنونة بدماثة أخلاقها وحسن معاملتها مع الطلبة وزملائها وشرحها ومنهجيتها المبسطة في إلقاء المحاضرات و تلقين الدروس و تقديم الأنشطة ومشاركتها الفعالة في تنظيم الأنشطة في مختلف المؤتمرات والندوات بالكلية وخارجها.

اللهم ارحمها رحمة واسعة تسع السموات والأرض واجعل قبرها نورا دائما لا ينقطع واجعلها في جنتك آمنة مطمئنة وارحمها واغفر لها وأنس وحشتها ووسع قبرها وجعله رياضا من رياض الجنة و لا تجعله حفرة من حفر النار.
فعلا، كانت شخصية قوية، أندلسية الطبع و الهوى، سافرت بنا في كثير من محضراتها إلى ماضي الأندلس المجيد واقفة بنا عند الفردوس المفقود و تاريخها العتيد, من خلالها أسلوبها الراقي عرفنا تاريخنا وأحييْنا الصلة مع أسلافنا الميامين من أهل العلم والأدب والأندلس.

عندما نتذكر كل ما قدمته لنا خلال مشوارنا الدراسي تقف ألسنتنا عاجزة عن التعبير، فلا توجد كلمة كافية وشاملة توفي استاذتنا حقها في التعبير و الوصف التصويري ، فكانت بمثابة الأم قبل أن تكون أستاذة ومشرفة ومؤطرة، فهي القلب الأبيض والنور الذي أضاء لنا الطريق، بل المحفز الجوهري و الدائم الأول خلال مسيرتنا، توجهنا وترشدنا وتدعمنا، تسألنا عن أوضاعنا وعن صحتنا وعن أسرتنا، فمن يسأل عنا بعد رحيلك يا أستاذتي الغالية؟ فأنت قدمت لنا علما علمنا المبادئ والقيم و الأخلاق، نحبك أمي عتيقة السعدي، سنظل نحبك، فعندما نتذكر أننا فقدناك نشعر بالحزن العميق وجرح لا يعالج. نشكر من رباك وعلمك الأخلاق الحسنة والكلمات الطيبة فحديثك الشهد عند الدائق الفهم، فكلامك يحيي القلوب وميت الهمم. فأنت ان شاء الله من أهل الجنة، نعم أنت من أهل الجنة ألم يقل الله في كتابه الحكيم ” وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة. فانت من أهل العلم ومن تم فإنك من أهل الجنة .ويقول الله أيضا ” يرفع الله الذين آمنوا وأوتوا العلم درجات” المجادلة. فأنت من النساء اللواتي اتين درجات في العلم. وجاء في سنة رسول الله بيان فضل العلم و أنه من أعظم القربات واقصر الطرق إلى الجنة ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة …” فأنت سلكت طريق العلم ونشرت العلم و نفعت به . فأنت من أهل الجنة بحول الله وقوته.
أقول لك أستاذتي وأنت في دار البقاء كلمات :
كيف أنساك أستاذتي؟
أنت منبع الأخلاق والمعاملة.
نصائحك مكمن أحاسيس نبيلة ..
أنت نبراس كل طالب،،
فأنت ملاك من صنف البشر
ما أجمل التحدث أخلاقك،
وحسن مبادئك،،
كنت نعم المؤطرة في مسيرتي،،
ولكل طالب علم مثلي،،
نَقَشْتُ طَبْعَكِ في ذاكرتي
سأدعوا لك بالرحمة والمغفرة
في كل صلاواتي،،،
رحمك الله أمي عتيقة السعدي.
أسألكم كثرة الدعاء لمشرفتي و أمي عتيقة السعدي، اللهم ارحمها رحمة واسعة واجعل مثواها الجنة … يا حي يا قيوم…
اللهم ارزق اهلها الصبر والسلوان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *