الرؤساء في “قمة بريكس +”: لوقف العنف في الشرق الأوسط

سلّط زعماء بلدان “بريكس” في كلماتهم خلال اجتماع “بريكس+” Outreach في إطار قمة المجموعة بمدينة قازان الروسية الضوء على الأزمات والصراعات الدولية، وأهمها قضية الشرق الأوسط.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أزمة الشرق الأوسط باتت الأكثر دموية في التاريخ وأن حل الدولتين يجب ان يكون أساسا للتسوية.

وقال: “القتال في غزة امتد إلى لبنان ويؤثر على كثير من الدول في المنطقة، بينما يزداد التصعيد بين إسرائيل وإيران، وهو ما يضع المنطقة على شفير حرب شاملة”.

وشدد بوتين على أن “أوكرانيا تنتهك حقوق الروس وأن الغرب يحاول إلحاق “هزيمة استراتيجية بروسيا “، مشيرا إلى أن “من يعتقد ذلك لا يعرف تاريخ روسيا ولا يعرف وحدة وإرادة شعب روسيا”.

بدوره أكد الرئيس الصيني على أهمية “منع التصعيد في قطاع غزة ووقف الحرب في لبنان وتفادي معاناة المدنيين في فلسطين ولبنان”.

بينما شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أن “هناك حاجة ملحة وعاجلة لتطبيق قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من غزة” مجددا رغبة بلاده بالانضمام إلى مجموعة “بريكس”.

وأكد أن “الحرب الإسرائيلية ترتكب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وما يحدث الآن في شمال قطاع غزة حيث تلجأ قوات الاحتلال إلى تجويع السكان هناك”.

وقال: “إسرائيل تضرب بعرض الحائط القانون الدولي وتهدد بتوسيع دائرة الصراع.. ونعول كثيرا على دول مجموعة “بريكس” التي أصبحت تشكل ثقلا مؤثرا في إرساء قواعد السلم والأمن الدوليين”.

واعتبر أن “أصبحت هناك حاجة ملحة وعاجلة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار الفوري والانسحاب الكامل من قطاع غزة وتولي دولة فلسطين المسؤولية الكاملة عن إعادة السكان إلى أماكن إقامتهم”.

وأضاف: “تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني هو الاختبار الأول في هذه المرحلة التاريخية بعد مرور 76 عاما من معاناة الشعب الفلسطيني، وسيتيح اجتماعنا إعطاء دفعة بناءة لحل قضايا الساعة الإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وذلك من أجل بناء عالم أفضل”.

وتابع: “مرّ عام كامل على أكبر كارثة يمر بها الشعب الفلسطيني منذ النكبة الفلسطينية، حان الوقت لوقف الظلم وإنهاء ممارسات الاستقواء بالقوة العسكرية وإطالة أمد الاحتلال”.

من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وامتدادها إلى الأراضي اللبنانية تدل على ازوداجية معايير المجتمع الدولي.

وقال: “يأتي اجتماع اليوم في ظرف دولي دقيق، ويشهد مصداقية للنظام الدولي المتعدد الأقطاب”.

وأضاف: “لا يمكن الحديث عن الأزمات دون الحديث عن أزمة الشرق الأوسط على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد المواطنين المحاصرين في قطاع غزة وامتداد الحرب إلى الأراضي اللبنانية ما يدلل على تفريغ المبادئ وازدواجية المعايير”، مؤكداً أن هذا “يعد انتهاكا لقواعد القانون الدولي”.

وتابع: “تلك شواهد تفرض تضافر الجهود الدولية ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة في ظل امتداد الصراعات لتؤثر سلبا على حركة الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر واستقرار سلاسل الإنتاج العالمية”.

اما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أكد “تعرض العالم لتحديات جمّة بينها انتهاكات مبادئ القانون الدولي”.

وقال: “نرى مع الأسف استمرار جرائم القتل في غزة ولبنان فيما تعجز آليات مجلس الأمن عن نزع التوتر”.

ودعا وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى وقف فوري ودائم للقتال في قطاع غزة والسماح غير المشروط بوصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المدنيين، والبدء بمسار سياسي على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.

وقال: “تحقيق السلام والاستقرار الدوليين وحده كفيل ببناء الجبهة العالمية القادرة على مواجهة التحديات المشتركة”.

وأكد الوزير على أهمية استمرارية الجهود الدولية لخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط ووقف التعديات الإسرائيلية وإدانته بأشد العبارات انتهاك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

من جانبه، تساءل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن دور محكمة الجنايات الدولية في ضوء مايحدث في قطاع غزة وفي لبنان، وقال: “أم أنها فقط موجهة لدول الجنوب العالمي باستخدام وثائق مزورة ومزعومة؟!”.

وأضاف: “أين حقوق النساء والأطفال، دعونا نبحث عن خطط لإصلاح الأمم المتحدة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة في وجه المتغيرات المؤلمة التي تجري حول العالم”.

وتابع: “العالم الذي نسعى لإنشائه قيد الولادة، و”بريكس” هي مركز هذا العالم.. العالم القائم على المبادئ الإنسانية”.

وأشاد الرئيس مادورو بالدور الروسي في البحث الدائم عن إقامة عالم جديد خلال السنوات السابقة.

أما، أردوغان، فإعتبر أن النظام العالمي الحالي يحتاج للتعديل، مؤكدا ضرورة بدء البحث عن حلول توافقية وأن “بريكس” ستساعد في ذلك.

وقال أردوغان في كلمته: “الإرهاب لن يكسر روحنا.. نواجه كثيرا من التحديات بدءا من الأمن والإرهاب والمناخ والغذاء، ومجموعة “بريكس” تمكننا من التنسيق في مواجهة هذه التحديات على ضوء هشاشة التنمية الاجتماعية والاقتصادية العالمية”.

وأضاف: “النظام العالمي الحالي يحتاج إلى تعديل، علينا أن نعمل بدأب على البحث عن حلول توافقية، و”بريكس” ستساعد في ذلك”.

وتابع: “لا يمكننا توفير النمو بينما تستمر إسرائيل في سياساتها العدوانية ولا تكف عن سفك الدماء، لقد تسببت إسرائيل في استفحال الأزمة الراهنة، وحل الأزمة فقط على أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهو مطلب حاسم”.

وأردف: “ضخ إسرائيل بالأسلحة والذخيرة بلا شروط سيصعد النزاع ولن يوقفه. بادرنا بوقف التجارة وبيع الأسلحة لإسرائيل، ونعول على دعمكم بهذا الصدد. نحتاج إلى وقف إراقة الدماء ومعاناة السكان”.