هذه الحرب، فرضت على لبنان واقعاً مريراً ومأساوياً على كلّ المستويات، أُضيف الى ما يعانيه من أزمات وأعباء، ومن قلب هذه المعاناة والمأساة تتبدّى محاولة لالتقاط انفاس البلد، عبر بناء مساحة داخلية مشتركة للتلاقي الحقيقي على تحصين لبنان في وجه هذه الحرب، والاتفاق على الحدّ الأدنى من الخطوات الرامية الى اعادة تعويم البلد، وفي مقدّمها حسم الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، وفق المسار الذي حدّده لقاء عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
ولكن، وعلى ما تقول مصادر مسؤولة مواكبة عن كثب لهذا المسار لصحسفة “الجمهورية”، فإنّه يمكن لهذه المحاولة أن تنجح إذا ما خرجنا من دائرة الاشتراطات، اذا ما تمّ سلوك طريق التنازل لأجل البلد، فهذا التنازل هو المطلوب من الجميع، وظروف البلد الحالية توجب ذلك. صحيح أنّ حركة الاتصالات عكست ما بدا انّه تجاوب لفظي، فيما المطلوب هو تجاوب جدّي.
ورداً على سؤال، قالت المصادر: “لا نستطيع ان نتحدث عن تشاؤم لأنّ حركة الاتصالات لم تنته بعد، كما لا نستطيع ان نتحدث عن تفاؤل، هناك محاولة تجري لتحصين الداخل، وتجاوز التحدّيات الداخلية وفي مقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية، وهناك ايضاً اطراف ما زالت عالقة في دائرة الشروط والتحفّظات، ما يعني والحالة هذه – إنْ لم يتمّ الخروج من هذه الدائرة – أنّ الأمور ستبقى مكانها، وما يجري لا يعدو كونه طبخة بحص”.