على الرغم من الالتباس الذي أثاره تصريح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل يومين، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن اتفاق بينهما على “تطبيق القرار 1701 ونشر الجيش جنوب الليطاني وانتخاب رئيس لا يشكل تحدياً لأحد”، ثم مسارعة الرئيس بري إلى محاولة اجتواء ردود الفعل التي وصلته على هذا الموقف، فإن الرئيسان بري وميقاتي وسّعا دائرة التوافق، وانضم إليهما رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” السابق وليد جنبلاط، في لقاء مشترك بضيافة الرئيس بري في عين التينة، وانتهى ببيان مشترك تولّى ميقاتي تلاوته، وكرّر ما كان ميقاتي قد أعلنه قبل يومين حول تبني المجتمعين العناوين ذاتها، وجاء فيه:
“عقد في مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة لقاء ضم رئيس مجلس النواب استاذ نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي والاستاذ وليد جنبلاط حيث تم التداول بالاوضاع المصيرية التي يمر بها لبنان وقد اتفق المجتمعون على التالي:
أولاً: إدانة وإستنكار العدوان الوحشي الذي يشنه العدو الاسرائيلي المجرم على الشعب اللبناني والتعزية الحارة بالشهداء الذين سقطوا نتيجة جرائمهم المتمادية التي فاقت كل الحدود وهم شهداء كل لبنان سقطوا دفاعاً عنه وعن سيادته بوجه العدو الذي يمعن في جرائمه في فلسطين كما في لبنان والذي يسعى الى تفجير المنطقة وإدخالها في إتون حرب إقليمية .
ثانياً: التأكيد على أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني لا سيما القيام بواجب إحتضان العائلات النازحة من أبناء الجنوب والضاحية والبقاع وفقاً لما تقتضيه الأصول ومبادئ الإنتماء الواحد والمصير والمستقبل المشترك والتنويه بجهود الحكومة في هذا المجال ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والإستجابة لمتطلبات خطة الدعم التي طرحت من قبل لجنة الطوارئ الحكومية في اسرع وقت ممكن خاصة امام إصرار العدو الاسرائيلي على إطالة أمد العدوان وغياب المبادرات السياسية لوقفه ودخولنا فصل الشتاء وما يمليه ذلك من إحتياجات اضافية .
ثالثاً: إلتزام لبنان بالنداء الذي صدر في الاجتماعات التي جرت ابان إنعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة من قبل الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي واليابان والمملكه العربية السعودية واستراليا وقطر والمانيا وكندا وايطاليا وبالتالي الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار والشروع في الخطوات التي أعلنت الحكومة التزامها بها لتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 وإرسال الجيش اللبناني الى منطقة جنوب الليطاني ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام في الجنوب وذلك حماية للبنان من إستمرار الاعتداءات والأطماع الاسرائيلية ودعوة المجتمع الدولي الى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر بحق لبنان وشعبه .
رابعاً: دعوة الشركاء في الوطن الى سلوك درب الوفاق والتلاقي تحت مظلة الوطن الواحد والدستور والمؤسسات الجامعة والاضطلاع بمسؤولياتنا الوطنية المشتركة عبر إنتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يطمئن الجميع ويبدد هواجسهم المختلفة لنعيد صياغة اولوياتنا الوطنية في مؤسساتنا الدستورية التي تكفل مشاركة وحقوق الجميع خاصة في وقف العدوان الإسرائيلي وسلوك درب الاصلاح والانقاذ الاقتصادي والاجتماعي وفي هذا المجال فإننا نأمل ان يشكل لقاؤنا هذا خطوة أولى للقاء وإلتقاء جميع القوى والشخصيات المكونة لنسيجنا الوطني للإنطلاق في هذه المهمة ، وندعو الى البناء على الدينامية الايجابية التي اطلقتها الإتصالات المتعددة التي قام ويقوم بها الرئيس نبيه بري مع مختلف الكتل النيابية لاجل إنجاز هذا الاتفاق”.