ولد السيد حسن نصر الله في 31 أغسطس/ آب 1960 في بلدة البازورية ـ قضاء صور جنوب لبنان، في عائلة متواضعة وهو الابن الأكبر لعبد الكريم نصر الله، الذي كان يعمل بائع خضار في منطقة الكرنتينا في بيروت، ووالدته نهدية صفي الدين.
واهتم نصر الله من صغره بدراسة أصول الدين، وفي شبابه المبكر، ساعد والده في “الدكان”، الذي كان يمثل مصدر رزق الأسرة الأساسي، كما كان يساعد عائلته في تعشيب الأرض والاهتمام بها.
مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، عادت عائلة نصر الله من بيروت إلى مسقط رأسها بلدة البازورية في جنوب لبنان، وقد تم تعيينه ممثلًا لحركة “أمل” في قريته، حيث كان نشطاً في تنظيم الشباب الديني المحلي.
أكمل نصر الله تعليمه الثانوي في مدرسة صور الحكومية، ثم تعرّف في صور على إمام مسجد الإمام جعفر الصادق السيد محمد الغروي، والذي ساعده في الذهاب إلى النجف، حيث أمضى فترة من الدراسة الإسلامية في الحوزة العلمية. إلتقى هناك بعباس الموسوي، الرجل الذي ستجمعه معه علاقة صداقة متينة وشراكة في تأسيس “حزب الله” لاحقًا. بعد أن أنهى المرحلة الأولى من دراسته، اضطر نصر الله على العودة إلى لبنان في 1979.
بعد عودته إلى لبنان، درس نصر الله وعلّم بالحوزة الدينية في بعلبك، والتي كانت تتبع تعاليم آية الله محمد باقر الصدر، مؤسس حركة الدعوة في النجف خلال عقد الستينيات. وأصبح لاحقًا مندوب حركة أمل في البقاع، وأصبح عضوًا في مكتبها السياسي المركزي.
تزوج نصر الله من فاطمة مصطفى ياسين من قرية العباسية الجنوبية، وأنجب منها خمسة أبناء: هادي، زينب، محمد جواد، محمد مهدي، ومحمد علي.
ابنه الأكبر، هادي، استشهد في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان عام 1997.
تلقى نصر الله تعليماً دينياً في مراكز وحوزات شيعية في لبنان والعراق وإيران. انضم إلى “حركة أمل” خلال دراسته الثانوية، وتدرج بالمناصب حتى أصبح عضوا في المكتب السياسي للحركة عام 1979.
في عام 1982، انسحب من حركة “أمل” مع عدد من المسؤولين إثر خلافات حول كيفية مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وانضم إلى “حزب الله” الذي تأسس في العام نفسه، وتولى مسؤولية تعبئة المقاومين في منطقة البقاع (شرق).
في عام 1985، انتقل إلى بيروت حيث تولى منصب نائب مسؤول المنطقة، ثم أصبح المسؤول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات مجلس الشورى.
تولى نصر الله منصب الأمين العام لـ”حزب الله” في 16 فبراير/ شباط 1992، بعد اغتيال سلفه الشهيد السيد عباس الموسوي في غارة إسرائيلية.
منذ توليه القيادة، قاد نصر الله الحزب في سلسلة من العمليات النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي، أبرزها أدى إلى انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاماً.
في عام 2004، لعب نصر الله دوراً محورياً في أكبر صفقة تبادل أسرى بين “حزب الله” و”إسرائيل”، شملت إطلاق مئات الأسرى اللبنانيين والعرب.
نال نصر الله لقب “سيد المقاومة” محلياً نظرا لدور الحزب في تحرير جنوب لبنان عام 2000، ومواجهته للاحتلال الإسرائيلي في عدوان تموز عام 2006.
خطبه الحماسية وتنفيذ وعوده بشن هجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي رداً على اعتداءاتها المتكررة ضد الفلسطينيين، ساعدا في تعزيز شعبيته، خاصة في العالمين العربي والإسلامي.
عاد اسمه إلى واجهة الأحداث مع عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها فصائل فلسطينية، بينها “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، على مستوطنات غلاف غزة في فجر السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي تلاها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة تقترب من دخول عامها الأول ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 137 ألف فلسطيني.
وأعلن نصر الله عن فتح “جبهة في جنوب لبنان لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية”، وهي الجبهة التي قال في عدد من خطبه إنها لن تهدأ إلا بعد إنهاء الحرب على غزة.