“بيئة المقاومة” تستعيد معنوياتها: “معكم حتى النصر”! (فيديو وصور)

| زينب سلهب |

في خطوة منتظرة من “المقاومة الإسلامية” في لبنان، أشعل “حزب الله” المستوطنات الشمالية في الجليل الأسفل وصولاً إلى مدينة حيفا، في رد أولي على مجازر العدو الاسرائيلي بحق المدنيين على الأراضي اللبنانية، لا سيما مجزرتي “البيجر” واللاسلكي.

عمدت المقاومة على استهداف قاعدة جوية استراتيجية للعدو ومطار “رامات دافيد” في حيفا، ومستوطنات تقصف للمرة الأولى منذ بدء الحرب في غزة وجنوب لبنان. كما قصفت أيضاً مجمعات الصناعات العسكرية لشركة “رفائيل” المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الاكترونية، في حيفا.

أثبتت المقاومة من جديد، أن السكوت لبعض الوقت، ومفاجأة العدو برد قوي يزلزل كيانه، له نتائج إيجابية على كل الصعد، لا سيما النفسية.

فقد تمكنت المقاومة من إنعاش روح بيئتها من جديد عبر الاستهدافات، حيث هلل جميع مستخدمي وسائل التواصل في هذه البيئة للعملية، مؤكدين أن “حزب الله” يعد ويفي، ويرد في المكان والزمان المناسبين.

لطالما أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، أن المقاومة، والميدان، هما من يحددان كيف ومتى يرد الحزب، وأن العدو لم ولن يتمكن من جره نحو خطوات متسرعة، قد تؤذي المقاومة ووجودها واستمراريتها.

فبعد أن استفاق جمهور المقاومة على خبر طال انتظاره، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بآلاف التغريدات، عن مدى قوة المقاومة، وردها الذي أشعل الكيان حريقاً، وأطفأ نيران الانتقام في قلوب البيئة التي انتظرت أياماً وليالي لتبرد جراحها وتسكن، باستهداف الكيان وإرجاعه لحدوده.

أكدت المقاومة من جديد، أنها قادرة بقوة، على الوصول لأي بقعة في الكيان المحتل، لا سيما البقع التي تمكنت طائرة “الهدهد” من التقاط مشاهدها، والتي أكد الأمين العام لـ”حزب الله” مراراً أنه قادر على محوها بدقائق، تلك التي استغرقت الكيان أعواماً لبنائها.

تجدر الإشارة، إلى أن رد المقاومة “الأولي” لم يتضمن الانتقام لشهدائها القادة، وأن صواريخ “فادي 1 – 2” التي سميت تيمناً بشهيدها البطل فادي حسن طويل، أخ الشهيد وسام الطويل، الذي ارتقى على طريق القدس، ودعماً لغزة ودفاعاً عن أرض الجنوب، هي جزء من الرد على استهداف المدنيين، وأن الرد على استهداف القادة لم يحن بعد.

مما يعني أن الحرائق التي اشتعلت في حيفا، هي شعلة صغيرة مما قد تفعله المقاومة بمستوطنات أخرى، أو ربما بحيفا نفسها من جديد.

من مرحلة المتلقي إلى مرحلة المبادر، انتقلت المقاومة من جديد، لتثبت المؤكد، أنها تعي جيداً متى ترد، ومتى تستهدف، وأنها قادرة، متى أرادت، وبالرغم من تهديدات الاحتلال المتواصلة، من الوصول إلى أبعد مكان في حيفا، وما بعد بعد حيفا، كما قال السيد نصر الله.

تصدر “هاشتاغ” #حيفا مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا منشورات الجمهور الداعم للمقاومة، الذي لم يذق النوم ليل السبت الأحد، فرحاً بما كبدته المقاومة للعدو من خسائر، ودعماً لها في كل الأوقات، كما اعتادوا، فلطالما أكد هذا الجمهور، أنهم مع المقاومة وأمينها العام، لو مهما كلفت الأرواح والأنفس، لو مهما استشهد أناس وجرح آخرين، فلا نفس أغلى من المقاومة ولا جرح أغلى من الوطن.

وعلى الرغم من أن عبارات “لن نترك فلسطين” لم تترك الساحات اللبنانية رغم الوجع وخسارة الأرواح، إلا أن المقاومة أكدت مجدداً، أنها لن تترك فلسطين، ولن تترك نصرة المظلومين، وأنها بخير.. حتى النصر!

المصدر:الجريدة