رفعت التفجيرات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي لحزب الله اللبناني يومي الثلاثاء والأربعاء، مخّلفة عشرات القتلى والجرحى في صفوف عناصر الحزب والمدنيين، منسوب المخاوف من نشوب حرب واسعة بين إسرائيل ووكيل إيران بلبنان، ما دفع أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد إلى مناشدة الملك محمد السادس التدخل من أجل توفير طائرات لترحيلهم إلى المملكة، مؤكدين أن “التطورات الأخيرة تجعل مصير مغاربة الضاحية الجنوبية لبيروت والبلدات الحدودية بلبنان، تحديدا، على كف عفريت”، بتعبيرهم.
أفراد الجالية الذين تحدثوا لهسبريس أكدوا “عدم تسجيل أي إصابة أو وفاة في صفوف مغاربة لبنان جراء تفجيرات أجهزة الاتصال”؛ غير أنهم أوضحوا أن هذا التطور عمّق معاناتهم النفسية جراء “الضربات الإسرائيلية واختراق طائرات الدولة العبرية جدار الصوت بشكل متكرر”، مبرزين ضرورة تنظيم رحلات جويّة لإجلائهم، لاسيّما أن وضعيتهم الاقتصادية “المتدهورة” تجعلهم منهم غير قادرين على تأمين أسعار التذاكر المرتفعة.
في هذا الإطار قالت كريمة، مغربية مقيمة في مدينة صرفند، إحدى مدن الجنوب اللبناني التي امتدّ إليها التوتر بين إسرائيل وحزب الله: “من فرط الضربات التي أصبحت تنفذ بالمدينة، وتوالي عمليّات اختراق جدار الصوت من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، بتنا منذ مدة نتقاسم منسوب الرعب والهلع نفسه الذي يعيشه سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت”، مضيفة: “إحدى الغارات الإسرائيلية استهدفت قبل يوم منزلا لأحد عناصر حزب الله لا يبعد عن منزلنا سوى بـ50 مترا”.
وزادت كريمة، في تصريح لجريدة هسبريس: “تفجيرات أجهزة الاتصال الخاصة التي شهدتها البلاد يومي الثلاثاء والأربعاء ضاعفت من معاناتنا النفسية جراء هذا التوتر الأمني؛ بحيث بتنا نخاف من انفجار هواتفنا في أي لحظة، ونتوجس من أي مرافق أو مار في الشارع إلى جانبنا”، مردفة: “حدة هذه التفجيرات أكدت أننا ضمنيا في حالة حرب، وليس توتر أمني، تحتاج فقط إعلانا صريحا من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو حزب الله”.
وأفادت المتحدثة ذاتها بأن “السفارة المغربية في بيروت كانت فتحت قبل شهر باب التسجيل في لائحة لأفراد الجالية الذين يرغبون في ترحيلهم إلى المغرب؛ غير أنها أكدت أن عمليّات الترحيل لن تباشر إلا في حالة وجود حرب معلنة من قبل الجانبين”.
وأوردت المصرحة ذاتها، وهي أم لخمسة أطفال، أن “غالبية مغاربة لبنان يريدون العودة في أسرع وقت ممكن إلى المغرب؛ غير أنهم غير قادرين ماديا بسبب تردي وضعهم المعيشي منذ انفجار بيروت على توفير مبالغ تذاكر الطيران التي تستمر أسعارها في الارتفاع بشكل صاروخي مع كل تدهور جديد للوضع الأمني، لاسيما أن لديهم أبناء”، متابعة: “الجالية تأمل تدخل جلالة الملك من أجل تنظيم رحلات جويّة عاجلة لإعادة من يودون المغادرة”.
من جانبها أكدت عبير، مغربية مقيمة بلبنان ومطلعة على أوضاع الجالية المغربية بهذا البلد، أن “التفجيريات الأخيرة عمّقت المعاناة النفسية للمغاربة المقيمين بالضاحية الجنوبية لبيروت والبلدات المتاخمة للحدود اللبنانبية الإسرائيلية تحديدا، جراء استمرار الضربات الإسرائيلية ضد أفراد وبنى حزب الله”، لافتة إلى أن “هؤلاء الذين أرغمهم ضعف وضعهم المادي على البقاء في هذه المناطق غير الآمنة يعيشون على كف عفريت”.
وأوضحت عبير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “هشاشة الوضع الأمني جعل هؤلاء المغاربة يعيشون، إضافة إلى الهواجس النفسية من سقطوهم ضحية لغارة أو تفجير في أي لحظة، أوضاعا اقتصادية مزرية؛ إذ بات من الصعب عليهم توفير أدنى متطلبات الحياة اليومية الأساسية”، مجددة التأكيد على “مخاوفهم من تحوّل التوتر بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب واسعة”.
وأضافت المتحدث ذاتها أن “المغاربة الراغبين في العودة إلى أرض المملكة يناشدون تدخل جلالة الملك من أجل حث الجهات المسؤولة على تسهيل إجراءات السفر، وتوفير رحلات طيران بأسعار مناسبة أو مساعدتهم في تأمين التذاكر التي ارتفعت أسعارها بشكل مضاعف منذ بدء هذه الأزمة، حتى يعودوا إلى وطنهم وأسرهم”.
من جهتها أكدت مواطنة مغربية مقيمة بصيدا، جنوبي لبنان، على أن “سفارة المغرب في لبنان على اتصال دائم مع أفراد الجالية المقيمة بهذا البلد منذ بداية التوتر الأمني للاطمئنان على أوضاعهم، ومنفتحة على مسألة إعادتهم إلى المغرب”، إلا أنها استغربت “عدم توفير طائرات لإجلاء الراغبين في العودة مثلما حصل قبل أربع سنوات خلال انفجار مرفأ بيروت، لاسيّما أن تفجيرات الهواتف والغارات اليومية التي تشهدها المناطق الحدودية أخيرا تجعل الوضع الأمني أكثر خطورة ممّا كان عليه عقب حادثة الانفجار”.
المصدر: هسبريس