استخدم السيناتور الجمهوري جون كينيدي “خطاب كراهية” معاد للمسلمين، أثناء استجواب في جلسة استماع للجنة القضاء في مجلس الشيوخ بشأن ارتفاع جرائم الكراهية في الولايات المتحدة.
وقد استخدم كينيدي هذا الخطاب المقيت ضد المديرة التنفيذية للمعهد العربي ـ الأميركي مايا بيري أثناء الجلسة، مما أثار العديد من التساؤلات بشأن دوافع السيناتور، الذي حصل على أكثر من 250 ألف دولار من اللوبي الصهيوني على شكل تبرعات مقابل دعم الاحتلال الإسرائيلي.
السيناتور عن ولاية لويزيانا، وفي جلسة الاستماع التي حملت عنوان “تهديد للعدالة في كل مكان: وقف موجة جرائم الكراهية في أميركا”، سأل بيري “أنت تدعمين حماس، أليس كذلك؟”، كما خلط كينيدي بين “حماس” ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”، وهي الوكالة المكلفة بتوفير الخدمات العامة والمساعدات لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وردت بيري قائلة إنه “من المخيب للآمال بشكل استثنائي أن تنظر إلى شاهد عربي أميركي أمامك وتقول: أنت تدعم حماس”.
وقالت بعد ذلك بوضوح: “أنا لا أؤيد حماس”، لكن كينيدي قاطعها عندما رفع صوته متهماً إياها بعدم القدرة على التبرؤ من الحركة، واتهمها أيضاً بدعم “حزب الله” وإيران.
وقال كينيدي “يجب عليك إخفاء رأسك في كيس”، في إشارة إلى حجاب المرأة المسلمة، مما أثار دهشة الحضور.
وقالت منظمة “إمجيج أكشن” لتعبئة الناخبين المسلمين إن “التصريح المروع” كان “مثالاً صارخاً على الخطاب المعادي للعرب والفلسطينيين والمسلمين”.
وندد الديمقراطيون في لجنة القضاء بمجلس الشيوخ بتعليق كينيدي “الفظيع”، وبدلاً من ذلك قاموا بتضخيم رد بيري، الذي قالت فيه إنه أثناء مشاركتها في جلسة استماع بشأن خطاب الكراهية وجرائم الكراهية، “واجهت نفس القضية التي نحاول التعامل معها اليوم”، حسبما ذكرت منصة “كومن دريمز”.
وقالت بيري “لقد كان هذا للأسف بمثابة خيبة أمل حقيقية، ولكنه في الوقت نفسه مؤشر واضح على الخطر الذي تواجهه مؤسساتنا الديمقراطية الآن”.
كما واجهت بيري إدانة من كينيدي بسبب معارضتها لقرار الولايات المتحدة بتعليق التمويل للأونروا.
وقال روبرت مكاو، مدير الشؤون الحكومية في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير”: “لقد ذهبت مايا بيري إلى اللجنة لمناقشة جرائم الكراهية. وكان ينبغي التعامل مع السيدة بيري والموضوع بالاحترام والجدية التي يستحقانها. ولكن بدلاً من ذلك، اختار السيناتور كينيدي وآخرون أن يكونوا مثالاً للتعصب الذي واجهه العرب والفلسطينيون والمسلمون في الأشهر والسنوات الأخيرة”.
وكان الجمهوريون في اللجنة قد انتقدوا الديمقراطيين لدعوتهم شهوداً تناولت شهادتهم قضايا بعيدة عن معاداة السامية ـ والتي تم الخلط بينها وبين معاداة الصهيونية في مشروع قانون أقره مجلس النواب في وقت سابق من هذا العام وفي مشروع قانون قدم إلى مجلس الشيوخ.
وبالإضافة إلى بيري، وهي من أبرز المدافعين ضد التحيز ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، دعا الديمقراطيون كينيث ستيرن، مدير مركز بارد لدراسة الكراهية، الذي ندد بالجماعات اليمينية لقيامها “بتسليح” ادعاءات معاداة السامية ضد الأشخاص الذين يتحدثون ضد الحكومة الإسرائيلية.
وفي شهادتها، تحدثت بيري عن ارتفاع جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين الأميركيين، وكذلك ضد اليهود، والسود، والأميركيين الآسيويين، ومجموعات أخرى.
وقد أبلغت منظمة “كير” عن ارتفاع بنسبة 56% في جرائم الكراهية ضد الفلسطينيين والمسلمين في الولايات المتحدة، مع الإبلاغ عن 8061 هجوماً في عام 2023. وفي الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2024، وثقت المجموعة 4951 شكوى، بزيادة قدرها 69% عن نفس الفترة في عام 2023.