“تحت الحزام”.. كيف انفجرت أجهزة “البيجر”؟

| خلود شحادة |

منذ اللحظة الأولى لحصول الاختراق الأمني الخطير بانفجار أجهزة “البيجر” التي يستخدمها عناصر “حزب الله”، انطلقت الأسئلة القلقة حول طبيعة هذه الانفجارات، وكيفية حصولها، وحجم الاختراق الصهيوني، وقدرات العدو التي مكّنته من تنفيذ عملية غير مسبوقة في العالم.

كيف حصل التفجير؟ وما الذي انفجر؟ وكيف تمكن العدو الإسرائيلي من هذا الاختراق الخطير؟ وهل يمكن تفجير أجهزة الخليوي التي يحملها اللبنانيون؟ وهل تحوّلت أجهزة الاتصال الالكترونية إلى قنابل موقوتة؟

لكن، كل التحليلات والاحتمالات كانت تتقاطع عند نقطة أساسية هي حرارة بطاريات أجهزة “البيجر” وفق ما أفاد به عدد كبير من المصابين.

ومن هذه النقطة تفرّعت الاحتمالات والاجتهادات خصوصاً في ظل ما كشفته بعض المعلومات عن أن “حزب الله” كان قد أجرى قبل أشهر تحديثاً لأجهزة البيجر التي يستعملها عناصره، من خلال شرائه دفعة كبيرة من أحدث أجهزة البيجر ووزعها على عناصره، وهو ما أشارت إليه وكالة “رويترز” عندما أوضحت أن هذه الأجهزة هي “أحدث طراز” جلبه “حزب الله” خلال الأشهر القليلة الماضية. كما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن الأجهزة المستهدفة كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها “حزب الله” مؤخراً.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن “مركز أبحاث للأمن”: ما حدث ناجم عن أوسع عملية استبدال لأجهزة اتصال مستوردة بشحنة تحوي متفجرات

بالتالي، فإن هذا المعطى يفتح الباب على الاحتمالات التالية لحصول عمليات التفجير التي أطلق عليها العدو الإسرائيلي إسم “تحت الحزام”.

ـ إن الجهة البائعة أو الناقلة أو المستوردة لأجهزة البيجر قد زرعت شريحة متفجرة في كافة أجهزة البيجر قبل وصولها إلى لبنان، وتم تفعيل هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيّرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحيث عملت تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع سخونة بطارية الجهاز بما يؤدي إلى انفجارها.

ـ إن بطاريات هذه الأجهزة هي من “الليثيوم”، وقد تم تفجير هذه البطاريات عبر رفع حرارتها من خلال اختراق هذه الأجهزة عبر برنامجها.

ـ إنه تم زرع فيروس معين في برنامج البيجر وتم تفعيله بشكل متزامن لتسخين بطاريات الليثيوم في الأجهزة مما أدى إلى انفجارها.

لكن هذا الاحتمال لم يأخذ بعين الاعتبار أن دسّ فيروس في برنامج البيجر يعني أن هذا الفيروس سيتسلل إلى كل أجهزة البيجر في العالم، وبالتالي، سيؤدي تفعيل هذا الفيروس إلى انفجار الأجهزة الموجودة لدى “حزب الله” أو لدى غيره، وأيضاً في لبنان وفي محيطه، سواء في سوريا أو في فلسطين المحتلة أو في قبرص حتى… وهو ما يعزّز احتمالات النقطة الأولى المتعلّقة بزرع شريحة خاصة في الأجهزة التي اشتراها “حزب الله” مؤخراً، خصوصاً أن معلومات تم التداول بها تشير إلى أن الأجهزة القديمة لدى عناصر “حزب الله” لم تنفجر، وأن عناصر الحزب الذين ما زالوا يستعملون الأجهزة القديمة نجوا من الانفجارات!

في مطلق الأحوال، وعلى الرغم من الضربة المؤلمة التي تلقاها “حزب الله”، فإن الحزب بدأ تحقيقات مكثّفة لكشف خلفيات ما حصل.