في مقال له، تطرق الكاتب السعودي منصور الضبعان إلى فيلم “حياة الماعز” الهندي المثير للجدل، مؤكدا أن هذا العمل تجنى على السعوديين حين أظهرهم “بلا إنسانية”، وأن الفيلم “لم يكن منصفا”.
ونشرت صحيفة “الوطن” السعودية مقالا لمنصور الضبعان بعنوان: “حياة الماعز” والكفيل السعودي، حيث أوضح الكاتب في مقاله 7 نقاط من وجهة نظر، جاءت كالآتي:
- شاهدتُ فيلم “حياة الماعز” والهندي “نجيب” الذي جاء إلى السعودية، برفقة صديقه “حكيم”، من أجل العمل في شركة، ولكنهما تاها في المطار، لينتهز الفرصة رجل بدوي ويختطفهما إلى الصحراء حيث الإبل والغنم، فيذيق البدوي “نجيباً” أصناف العذاب، حتى تسنى لـ”نجيب” وصديقه الهرب بمساعدة رجل “إفريقي”.
- لكنهم تاهوا في غياهب الصحراء، ليقتل العطش “حكيم” والإفريقي، وينجو “نجيب” الذي يقلّه رجل “سعودي” يبدو عليه الثراء – هنا توقعنا “الإنصاف” – ولكن “السعودي” يرميه في الشارع لتقبض عليه الشرطة، فيصطف مع “عمالة” ليمر “الكفلاء” متبخترين يفتشون عن “عمالهم” الهاربين، ومن وجد “عامله” انهال عليه بالعقال – بحضرة الشرطة – قبل أن يتم ترحيل “نجيب”!
- الفيلم الذي صدر في مارس 2024، ويمتد لثلاث ساعات، قال “القيّمون” عليه إن مأخوذ من قصة حقيقية حدثت في التسعينيات الميلادية!
- من يشاهد الفيلم “الممل” يكتشف أنه تجنى على “السعوديين” حين أظهرهم “بلا إنسانية!”، كما تجنى على “الهنود” حين أظهرهم بمظهر الحمقى العالة، لسنا شعبا ملائكيا!، ولدينا بعض التجاوزات التي يقف لها القانون، بيد أن النادر لا حكم له، كما يُلاحظ في الفيلم: “التجديف”، والتعري، والمبالغة، والعنصرية ضد العرب، واللهجة الغريبة، وضابط الشرطة الذي يرتدي بدلة بـ”رتبتين”: عميد ووكيل رقيب في الوقت ذاته!، ومقارنات “المخرج” الذي يظهر “السعودية” كصحراء خالية قاسية، والهند كجنة عدن.
- الفيلم لم يكن منصفا، وفقد السيطرة على مجريات الأحداث بسبب “التطويل” الممل المخل، وغابت “الحبكة” في أغلب “منعطفات” القصة، وبالطبع الأغاني الطويلة.
- مشكلة “تجاوزات الكفلاء” وقف ضدها السعوديون سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفنيا، وقد حضرتُ مجلس أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر ورأيته يوبخ مواطنا منع “مكفوله” من الاتصال بالسفارة، وطلب منه أن يذهب به إلى السفارة فورا.
- “المبالغة” ركن في الدراما، ولكن ليس على نحو من “الظلم”، و”التجني”، و”الميكافيلية”، والمادية!، لا سيما أن “حياة الماعز” جاء متأخرا جدا في معالجة “ملف” أغلقته صرامة القانون السعودي منذ عقدين.
هذا ويروي فيلم “حياة الماعز”، وفق ما قدمه المؤلف والمخرج، قصة شاب هندي يدعى “نجيب” ذهب إلى السعودية، بحثا عن عمل، ووقع ضحية شخص ادعى أنه كفيله، ووجد نفسه محتجزا في صحراء لا نهاية لها، وعاش ظروفا مأساوية أُجبر فيها على العمل.
وأثار فيلم “حياة الماعز” مؤخرا انتقادات واسعة في السعودية والعالم العربي، حيث وصف بأنه “مسيء” للعرب بشكل عام، ولشخصية الرجل البدوي السعودي، الذي تم تصويره على أنه “جشع قاس”.
وكتب أحدهم معلقا: “فيلم حياة الماعز… قصة فردية لا يمكن ربطها بشعب كامل وما في شعب منزه ويخلو من الـشرار… الغرض منه الإساءة والتضليل الكبير والمطلع والمتابع يعلم أن نظام العمل السعودي يقف مع العامل أكثر من صاحب العمل..الله يحفظ خليجنا من شر الفتن وشر الاعداء”، وأضاف آخر: “حياة الماعز..الفيلم ده كاذب لتشويه صورة السعودية وشهادة حق أحاسب عليها أمام الله.. السعودية بلد طيب وشعب طيب ومملكة الإنسانية..17 عام قضيتهم بالسعودية ما شفنا إلا الخير.. تحملونا وأكرمونا أنا وكل الجنسيات وملايين البيوت مفتوحة من خير الله ثم السعودية..انتي ما مثلك بهالدنيا بلد دام عزك”.