احتفال تكريمي نظمه الحزب الشيوعي اللبناني في شحيم بمناسبة المئوية لتأسيس الحزبتحت عنوان:” لوقف الإبادة على الشعب الفلسطيني وادانة العدوان الصهيوني على لبنان”

بمشاركة حاشدة من رؤساء مجالس بلدية واختيارية وأهلية ورفاق احتفلت منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في شحيم بالذكرى التأسيس المئوية وتكريم عدد من المناضلات اللواتي كان لهم بصمات نضالية مع المقاومين الوطنيين في منطقة إقليم الخروب بعد النشيدين الوطني والحزب الشيوعي اللبناني وتقديم من ريم شحادة التي رحبت بالحضور وتحدثت عن تاريخ ونضال الشيوعيين في منطقة إقليم الخروب في مواجهة العدو الصهيوني ضمن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بعدها تحدثت مها نمور عن المكرمات والتي عدد نضالتهن في أكثر العمل النضالي والإنساني والاجتماعي

كلمة الحزب الشيوعي اللبناني وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ألقاها الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب والذي قال “السادة ممثلو القوى والأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية والشخصيات السياسية والبلدية والاختيارية والاجتماعية،
أهلنا الكرام في بلدة شحيم والاقليم والشوف عموما
الرفيقات والرفاق ، الصديقات والأصدقاء ،
الحضور الكريم
اسمحوا لنا بداية ان نتوجه بالتحية لكم جميعا لمشاركتنا هذا الاحتفال التكريمي، والتحيّة موصولة ايضا للرفيقات والرفاق في منظمة الحزب في بلدة شحيم الوطنية والمقاومة ومنطقية الحزب في الشوف على هذه المبادرة بتكريم رفيقات وصديقات نتحلّق اليوم من حولهن، لنرفع معا الصوت عاليا لوقف حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني ولادانة العدوان الصهيوني على لبنان، لمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس حزبنا.
والواجب الوطني يدعونا ان نطلق من هذا الاحتفال تحية البطولة والصمود لآهلنا في فلسطين ولمقاومتهم الاسطورية، في غزة و الضفة الغربية والقدس وفي أراضي ال48 ، معاهدينهم جميعا على الاستمرار في السير معا ، حتى تحقيق الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الوطنية الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمته القدس وحق العودة. انه احتفال فيه نوجه أيضا تحية اجلال واكبار لأهلنا في الجنوب للصامدين والنازحين منهم والمقاومين من مختلف القوى والتيارات السياسية المقاومة والذين يواجهون العدوان الصهيوني ببطولة واباء.
مئة عام من تاريخ حزبنا كان فيها صاحب الطلقات الأولى مع عساف الصباغ ابن بلدة ابل السقي الذي استشهد وهو يواجه العصابات الصهيونية وليستمر بعدها مع الشهيد علي أيوب في الحرس الشعبي ومع قوات الأنصار ومع المقاوم البطل الرفيق الراحل مازن عبود في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي سنحتفل في احياء الذكرى ال42 لانطلاقتها في أيلول القادم .
ايتها الرفيقات والصديقات المكرّمات، نكرّم اليوم من خلالكم ، هذه المئوية ، انها مسيرة طويلة شاقة مليئة بالتضحيات والآلام والمضرجة بدماء الشهداء الذين قدموا حياتهم في مختلف المعارك الوطنية والسياسية والنقابية من اجل التحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا ، درب تحرير الأرض والانسان من الاحتلال والاستغلال معا ، درب قيام وطن حرّ وشعب سعيد.
ان الوفاء لدماء الشهداء يكون بمتابعة مسيرتهم حتى تحقيق الأهداف التي ضحّوا بحياتهم من اجلها . وهذا الاحتفال التكريمي شاهد على التزامنا هذا ، ليس أدل على ذلك سوى اعلان عهدنا الذي نقطعه امام هذه الكوكبة من الرفيقات والصديقات المناضلات والمقاومات :
امام الرفيقة الحاجة ام إبراهيم التي لعبت دورا عظيما ومشرفا في النضال والمقاومة ، هي ام المقاومين والمقاومات التي حرصت عليهم وعلى إنجاح مهماتهم لسنوات وسنوات.

عهد نقطعه للرفيقة جنات فواز التي كانت في قلب المعركة توفر للرفيقات والرفاق كل مقومات الصمود فهي التي شاركت بفعالية في نشاطات الحزب وتحركاته في مختلف المحطات ولم تزل مثالا يحتذى للرفيقة الملتزمة والمخلصة،
عهد نقطعه للرفيقة مهى نمور التي لم تتخل يوما عن القيام بواجباتها الحزبية حتى في اصعب الظروف فكانت تخاطر بحياتها في مرحلة انتشار وباء الكورونا متنقلة من منزل لآخر مقدمة الدواء والمستلزمات الوقائية للرفاق وعائلاتهم وللمواطنين كافة،
عهد نقطعه لصديقتنا نوال شحادة المربية والنقابية المدافعة عن التعليم الرسمي وعن حقوق المعلمين والأساتذة والموظفين وكان لي شرف التعرف اليها في ساحات النضال التربوي والنقابي، وهي المستمرة في عطاءاتها الاجتماعية في كل ما يخدم أبناء بلدتها والجوار. انه عربون وفاء وتقدير لكن جميعا على كل ما قدمتموه وستقدموه في المستقبل
على هدى مدرستكم النضالية ، مستمرون اليوم في مواجهة الهمجية المتوحشة التي نراها في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وفي عدوانه على لبنان والمنطقة والمستمر منذ احدى عشر شهراً ، بمشاركة فعلية من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الاطلسيين وبتواطؤ أنظمة التطبيع العربي وقوى الرأسمال والتبعية في بلداننا العربية. مستخدمة أحدث أنواع الأسلحة التي توصّل اليها التطور العلمي ـ والتكنولوجي الخاضع لاحتكارها. وهو ما لم تشهده البشرية في حروب سابقة من حيث وحشيتها اللامحدودة.


مستمرون رغم كل الأثمان الباهظة التي ندفعها بفعل هذه الجرائم ، دما وضحايا وتضحيات وكوارث في النزوح والهجرات واللجوء والجوع وسوء التغذية والأوبئة والبطالة والمديونية… التي تفضح جميعها حالة الهمجية المتوحشة المعبرة عن عجز الولايات المتحدة الأميركية عن معالجة ازمة نظامها الراسمالي لذلك تعمل بكل ما لديها من قوة للحؤول دون خسارة هيمنتها عبر دعمها المطلق للكيان الصهيوني وقوى اليمين المتطرف العنصري، وارتكاب الاغتيالات والحصار والعقوبات والضغوط والتدخلات واثارة النزاعات الطائفية والأثنية وخلق الحروب المتنقلة كما يحصل في منطقتنا العربية وفي حرب الناتو ضد روسيا في أوكرانيا وفي قمع الحريات، حتى على شعبها وشبابها وطلابها،
وفي مواجهة هذه الغطرسة الأميركية، سقطت كل الشعارات الكاذبة التي روجت لها لتغطية حروبها العدوانية من شعار “الدفاع عن حقوق الانسان” الى “الدفاع عن الحريات العامة ” الى “عدم التدخل في شؤون الدول” حيث نزل ملايين المتظاهرين في شوارع أوروبا وأميركا واستراليا تضامنا مع فلسطين وشعبها ، فحصلت تحولات سياسبة كبرى لا سيما لدى الطلاب والشباب، ما انعكس على مواقف العديد من الدول والقوى السياسية والأحزاب والتجمعات .
ولكن رغم كل هذه البطولات وهذا الصمود الفلسطيني الأسطوري، فلا مجلس الأمن الدولي اتخذ قراراً بوقف هذه الحرب تحت البند السابع، ولا المحكمة الدولية أو الجنائية الدولية ترجمت مواقفها بما قررته. وفي ظل ميزان القوى الحالي العاجز عن وقف حرب الإبادة الجماعية، لم تتوصل مسارات التفاوض على كل الجبهات، لا إلى تسويات ولا إلى صفقة ولا إلى حلول في أي منها، وما يدل على ذلك هو هذه المواجهة المفتوحة وهذا التصعيد السياسي والعسكري السائد في فلسطين ولبنان وسوريا وايران وروسيا والصين وفنزويلا وكوبا.
فبعد زيارة نتنياهو الى الكونغرس الأميركي وعمليات الاغتيال الجبانة التي ارتكبها لأحد قياديي المقاومة الاسلامية فؤاد شكر ولرئيس حركة حماس اسماعيل هنية، يتصرف نتنياهو اليوم كالطاووس كما لو انه المنتصر، رغم أنه لم يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة، فلم يتمكن من سحق حماس ولا إعادة المحتجزين ولا من السيطرة على غزة رغم اقتحامها فالمقاومة لا تزال مستمرة وخسرت إسرائيل صورتها وانكشفت على حقيقتها كدولة فصل عنصري، وما كانت لتستمر لولا الدعم الأميركي والاطلسي، وكل ما فعله هو التدمير والقتل وارتكاب المذابح.
ان هدف الاستراتيجية الأميركية – الأطلسية الآن هو استعادة هيبة “إسرائيل” ووظيفتها وقوتها الردعية التي فقدتها في 7 اكتوبر، هي العمل على خطين ، أولا : اشتراكها المباشر عسكريا وتكنولوجيا في انجاح ضربات اسرائيل ضد ايران وحزب الله والحوثيين والحشد الشعبي ، وثانيا : افشال ضربات هؤلاء ضد إسرائيل عبر حشد المزيد من البوارج لحماية إسرائيل وتحقيق هذا الهدف.
المعركة طويلة ومستمرة وقد لا تحصل صفقة، ولكن حتى لو ابرمت صفقة ما فهي مؤقتة .

فنتنياهو سيعمل على توسيع الحرب وله مصلحة في ذلك لجر الولايات المتحدة إلى الحرب الشاملة. وهو يقوم باستغلال الوضع الكارثي الذي يعيشه لبنان في ظل الانهيار الشامل على المستويات كافة، فمؤسسات الدولة يهيمن عليها الفراغ والشعب اللبناني يعيش حالة العوز والهجرة والبطالة والتجويع وسوء الخدمات الصحية والتربوية مع انهيار الرواتب والأجور وارتفاع أسعار المواد الغذائية ورفع الدعم عن الطحين وبعض الأطراف السياسية اللبنانية من السياديين لديهم حالياً رهان على حرب غزة والجنوب لتغيير موازين القوى في الداخل، حيث يستمر خطابهم الطائفي والمذهبي، وترويج مشاريع الفدرلة والتقسيم، واستغلال ملف النزوح وعدم جدّية التعامل معه.
إننا نرى في ظل هذا الواقع الخطير وعلى أهمية الرد العسكري على العدوان والاغتيال الصهيوني فان الرد المطلوب هو رد سياسي قبل كل شيء. فالمعركة بالنسبة لنا هي معركة وطنية ومصيرية تطال لبنان وشعبه وهي ليست معركة ضد حزب الله حصرا. ووطنية المعركة تفرض الانطلاق من مشروع وطني، تبدأ إضافة إلى وجوب مقاومة العدو ، تحميل السلطة السياسية مسؤولية الواقع المتردي الذي نعيشه والذي يؤشر إلى مخاطر وجودية للبنان، فلا يجوز تغطيتها والسكوت عنها بحجة الانهيار فهي من تسببت به وعليها دفع الثمن في وجوب تغييرها.

وتغييرها يمر عبر إعطاء المعركة طابعها الوطني والشعبي لوقف العدوان على الجنوب وعلى الشعب الفلسطيني. لقد افقدت السلطة السياسية لبنان اهم مقومات الصمود الشعبي بنهبها للمال العام ولأموال أصحاب الودائع الصغيرة وتعويضات العمال والمهن الحرة ومعاشات التقاعد والرواتب والأجور للمعلمين والموظفين والعسكريين وافقدت لبنان خيرة كوادره الشابة ودفعتها للهجرة كما قامت بتعطيل العدالة وعدم محاكمة أي مسؤول عن الجرائم المرتكبة. فلا مياه ولا كهرباء ولا مدارس ولا مستشفيات ولا خطة طوارئ لإغاثة النازحين وايوائهم في حال توسع العدوان. لكل ما تقدم، فالمعركة واحدة لا تتجزأ ، تحرير وتغيير، والتغيير هو مشروع وطني يستوجب قيام دولة علمانية ديمقراطية مقاومة قادرة على تسليح جيشها وتوفير كل مستلزمات الدفاع عن لبنان تسليحا وتدريبا. ووصولا الى تحقيق هذا الهدف لا بد لنا من تحمل المسؤولية ومقاومة العدوان الصهيوني والعمل لتوفير مقومات الصمود الشعبي والاهتمام بالنازحين اذا ما توسّع مع الحفاظ على تاريخ الحزب المقاوم في تطبيق نداء اللجنة المركزية للحزب في دعوة الشيوعيين للاستعداد لمقاومة الاحتلال اذا ما حصل تحت راية جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وهو وما نعمل لتوفير مستلزماته.
مبروك لكنّ ايتها الرفيقات والصديقات هذا التكريم ، كنا معا ، وسنبقى معا
عاشت الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني والمجد والخلود لجميع الشهداء.

وفي الختام وزع عدد من الأسرى المحررين وقادة من المقاومة الوطنية اللبنانية الدروع التذكارية على المكرمات مع نهاية مميزة للفنان الملتزم وسام حمادة