كنعان اللاعب الأبرز في الفريق المناوئ لباسيل!

تقدّر مصادر في “التيار الوطني الحر” أن رد جبران باسيل على النائب ابراهيم كنعان وتأنيبه على إطلاق مواقف تتعلق بالشؤون الداخلية للتيار في مؤتمر صحافي، هو مقدّمة لاتخاذ إجراء بإحالة كنعان إلى المحكمة الحزبية تمهيداً لفصله أيضاً.

وبمعزل عن الماضييْن القريب والبعيد اللذين حاول فيهما كنعان أن “لا يقطع” مع أحد في الداخل والخارج، وأن يمارس دبلوماسيته داخل التيار الوطني الحر كما خارجه، إلا أنه تحوّل أخيراً إلى اللاعب الأبرز في الفريق المناوئ لباسيل داخل التيار، رغم أنه لم يرغب بأن تنزلق الأمور نحو الإقالات والاستقالات كما حصل في الأيام القليلة الماضية، ولا يرى أي مصلحة له أو للنواب الممتعضين بالاستقالة أو الإقالة.

وخلافاً للثلاثي السابق ذكره، شارك كنعان في اجتماع تكتل لبنان القوي عشية جلسة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في منزل باسيل، وقال رأيه كاملاً في ما يخص المرشح جهاد أزعور و”خطيئة انتخابه”، مؤكداً مع ذلك استعداده لتجاوز كل المآخذ والاقتراع لأزعور إذا حسم التكتل ذلك، وهو ما فعله فعلاً.

ولاحقاً واصل كنعان التحرك الإيجابي بين باسيل والنواب الثلاثة. وحتى بعد إقالة بو صعب، كان الانطباع العام بأن العلاقة الشخصية بين بو صعب وباسيل هي ما أوصلت الأمور إلى هنا، نظراً إلى صداقتهما الوطيدة السابقة وشعور كل منهما بالغدر والخيانة. ولا شك أن كنعان وعون وأبي رميا ما كانوا ليصدقوا أبداً أن الرئيس ميشال عون يمكن أن يطلب في رسالة مكتوبة طرد ابن شقيقته الأقرب إليه، وأن يندفع باسيل بهذا الجزم لإخراجهم دفعة واحدة.

واضح في هذا السياق أن سوء التقدير تبعه سوء إدارة للملف. وقد بدا واضحاً قبيل مؤتمر باسيل وبعده أن الأخير لا يريد أي شكل من أشكال “الاستيعاب” أو “التفاهم” أو الاعتراف بخصوصيات داخل التيار، إذ يمكن لمن يشاء أن يستقيل من التيار ويبقى في تكتل لبنان القوي إذا كان يريد الجمع بين تمثيله العوني واستقلالية ما، أما إذا كان يريد الاحتفاظ ببطاقته الحزبية فعليه الالتزام بحرفية النظام الداخلي للتيار.

والواضح هنا أن باسيل لا يريد مزيداً من أنصاف الحلول أو الهروب إلى الأمام تحت مسميات مختلفة، علماً أنه كانت لإقالة آلان عون تداعيات لمصلحته داخل التيار، فيما أعادت استقالة أبي رميا خلط الأوراق، ليطل كنعان في مؤتمره أمس بمظهر الحريص على استمرارية التيار ووحدته وقوته، علماً أن مشكلة الأخير الرئيسية تكمن في أن من يفترض أن يؤيدوه أو يشكلوا رافعة له داخل التيار أصبحوا بغالبيتهم خارجه.