أكد تحقيق لشبكة CNN الأميركية ومعهد “أميركان إنتربرايز” و”معهد دراسات الحرب”، أن حركة “حماس” أعادت بناء قدراتها القتالية إلى أكثر من نصف كتائبها العسكرية في شمال ووسط قطاع غزة، رغم عشرة أشهر من الحرب الإسرائيلية الوحشية.
ووفق تحليلات التحقيق، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كرر على مدار أشهر الحرب تصريحات حول “النصر المطلق” وأن جيشه يقترب من تحقيق أهدافه المتمثلة بالقضاء على حركة “حماس”، وكانت آخرها خلال خطابه في الكونغرس الأميركي قبل نحو أسبوعين. مؤكدة أن هناك شكوكاً كبيرة حول مصداقية نتنياهو بهذا الخصوص، وذلك استناداً للتحليلات الجنائية للعمليات العسكرية التي نفذتها “حماس” منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والتي استندت إلى بيانات عسكرية إسرائيلية وبيانات صادرة عن حركة “حماس” وجناحها العسكري، ولقطات من الأرض ومقابلات مع خبراء وشهود عيان.
ورغم الاغتيالات الإسرائيلية لقادة في “حماس”، فإن البحث الذي يغطي أنشطة “حماس” حتى شهر تموز/يوليو، ويظهر أن الحركة نجحت في استخدام الموارد المتناقصة على الأرض بشكل فعال، فعادت عدة وحدات إلى مناطق رئيسية كان قد أعلن جيش الاحتلال عن “تطهيرها” بعد معارك ضارية وقصف مكثف، وتحاول تجديد صفوفها.
ويقول التحقيق، إن الإسرائيليين يقول إنهم قضوا على المقاومة في مكان ما، لكنهم لم يفعلوا، ولم يهزموا هؤلاء المقاتلين على الإطلاق، و”حماس” مستعدة للقتال وتريد ذلك.
وقالت CNN إنها حللت آلاف البيانات التي أطلقتها “كتائب القسام” وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وحددت مواقع عشرات من مقاطع الفيديو التي تظهر المعارك في غزة في الأشهر الأخيرة، للتحقق من النتائج التي توصلت إليها مراكز الأبحاث، بالإضافة إلى مقابلات مع مصادر عسكرية إسرائيلية وفلسطينيين.
وقال خبراء عسكريون أميركيون إن استمرار الاحتلال في شن الحرب، والتي اتسمت بحملة قصف عنيفة، وغياب خطة لما بعد الحرب، ساعدا في تحفيز “حماس” على النهوض من جديد.
وظهرت أدلة على عودة هذا النشاط إلى الظهور في نقاط اشتعال رئيسية، ففي مخيم جباليا للاجئين، قالت “إسرائيل” إنها عادت، في أيار/مايو، إلى مواجهة مقاومة شرسة من جانب ثلاث كتائب تابعة لـ”حماس”، على الرغم من تدمير المنطقة في حملة قصف دامت ثلاثة أشهر تقريباً. ووفقاً للتحليلات، نفذت “إسرائيل” أربع عمليات توغل في حي الزيتون بمدينة غزة.
وأكد خبير عسكري أميركي متقاعد، أنه لو تم تدمير كتائب “حماس” إلى حد كبير، لما استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلية في القتال، “وحقيقة أنهم ما زالوا في غزة، وما زالوا يحاولون القضاء على عناصر من كتائب حماس، تظهر أن نتنياهو مخطئ.. إن قدرة حماس على إعادة تشكيل قواتها المقاتلة لم تتضاءل”.
وقال ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الحرب على غزة كـ “عداء الماراثون الذي لا يعرف أين يقع الاستاد. يركض ولا يعرف ما إذا كان يسير في الاتجاه الصحيح”.
ولفتت شبكة CNN إلى أنه في السابع من كانون الثاني/يناير، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نجح في تفكيك هيكل قيادة “حماس” في شمال غزة، لكن بعد أيام قليلة، وردت تقارير عن هجمات على دوريات إسرائيلية في الأجزاء الشرقية من مدينة غزة، وأظهرت مقاطع فيديو في الأسابيع التي تلت ذلك مقاومين من “حماس” يخرجون من تحت الأنقاض.
وأكدت الشبكة، أن “حماس” عادت للانتعاش مجدداً بعد أقل من أسبوع من انسحاب “إسرائيل” من شمال غزة في كانون الثاني/يناير، وجندت آلاف المقاتلين الجدد في مختلف المناطق منذ بدء الحرب.
ويشير التحليل الذي أجراه “معهد دراسات الحرب” إلى أن إعادة البناء تمت بطريقتين مختلفتين، فقد أعادت بعض وحدات “كتائب القسام” تجميع صفوفها، ودمجت خلايا متدهورة بشدة لإنشاء كتائب قتالية فعالة؛ كما جددت وحدات أخرى نشاطها، فجندت مقاتلين جدداً وصنّعت أسلحة جديدة من المواد المتفجرة التي خلفتها قوات الاحتلال.