تخضعُ مناهج التّعليم في لبنان لـ”نفضةٍ” كبيرة باتت بأمسّ الحاجة إليها في ظلّ التطوّر الكبير الحاصل وكونه لم يلحقها أيّ تعديل أو تطوير منذ العام 1997 لمواكبة الأساليب التعليميّة الجديدة والمواضيع التي فَرَضَت نفسها على يوميّاتنا.
تشرحُ رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء هيام اسحاق أنّ “تعديل المناهج سيطاول مُختلف الموادّ، وقد شُكِّلت لجان من مُتخصّصين ومُلمِّين في كلّ مادّة لوضع التعديل المناسب، أمّا بالنسبة للمواد الشّائكة كالتاريخ والتربية مثلاً، فالمقاربة ستكون وطنية بامتياز وستُعرض مختلف وجهات النّظر التي ستحثّ التلميذ على التفكير النقدي والتحليل ومعرفة الصحّ من الخطأ، فهدفنا هو تنمية الحسّ النقدي لدى الطالب”، مُضيفةً: “أبرز العقبات التي واجهناها كانت اختيار أعضاء اللجان فصحيحٌ أنه تقدّم حوالى 750 شخصاً، ولكن غالبيّة أصحاب الاختصاص هم خارج لبنان، فضلاً عن أنّ البدل الماديّ ليس كبيراً، إلاّ أننا استطعنا في النهاية تشكيل لجان ممتازة ستعمل طوال أشهر طويلة لصياغة الإطار ووضع السياسات العامة للمناهج، ومن ثمّ الغوص في تفاصيل كلّ مادّة”.
وتؤكّد إسحاق أنّنا “نطمحُ لنقلة نوعيّة كبيرة في المناهج سوف تكون علامة مُضيئة في التربية في لبنان”، مُشيرة الى أنّ “التلاميذ متشوّقون للمناهج الجديدة وينتظرونها بفارغ الصّبر، ولكن في المقابل، لدى بعض الأساتذة مخاوف من التّغيير، ولكنّه سيكون لمصلحة الأجيال الجديدة”.
وفي الختام، تقول اسحاق: “بعد ورشة المناهج، ستكون المرحلة الثانية صياغة الكتب وطباعتها، ونأمل أن تكون بين أيدي الجسم التعليمي في خريف 2026 إذا لم يحصل أيّ طارئ أو نشهد تطوّرات دراماتيكيّة في لبنان”.