أعلن رئيس حزب”حركة التغـيير” المحامي ايلي محفوض في مؤتمر صحافي مبادرة أعدّها الحزب للخروج من الأزمة، وقال:”إنّ إنسداد الأفق يتفاقم وتحلّل الدولة يقترب من تصنيفنا كدولة مارقة ( دولة لا تلتزم الأعراف الدولية).. ورغم انتهاء فريق 14 آذار تنظيميا وإداريا لكن الانقسام في البلد بين معسكرين مستمر منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري”.
أضاف:”ألم تلاحظوا بعد أننا ما زلنا مكانك راوح ولا تقدم في أي من الملفات و نواجه انسدادًا سياسيًا وكل فريق متمترس خلف شعاراته وقد جاءت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار في لحظة شدّ حبال بين الأطراف حيث أصبحنا أمام انقسام مدمّر لن ينجو منه أحد بمن فيه الفريق المستقوي بترسانة أسلحته وهو خاطف للدولة ووظيفتها الى أن وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من انعدام الحدّ الأدنى للتوازن بين فريق المعارضة والفريق الحاكم حيث لم يعد نهج المعارضة مقنعا ومُجديًا لا بنهجه ولا بأسلوبه في التعاطي وكيفية التعامل مع الفريق الحاكم وبخاصة أن فريق الإنقلابيين في البلد المستهتر المستخفّ غير المبالي بأي شراكة أو تكاملية وبيده مصدر قوة أي السلاح يستقوي به ويسيطر ويحكم ويتحكّم ، وعليه أصبحنا أمام أمر واقع حيث تمّ تعليق العمل بالدستور اللبناني والعَبَث بالجمهورية ومقدّراتها” .
تابع:”وعليه، انطلاقا من قناعاتنا بلبنان وطن لجميع أبنائه بدون تفضيل لمواطن على آخر ، ولا تفصيل دولة ونظام حكم على قياس جماعات ، ارتأينا في حزب حركة التغـيير التقدّم اليوم بمبادرة علّها تفسح المجال لحلول إنقاذية . وبما إن البطريركية المارونية مع ما تحمل في جعبتها من دور وطني جامع عابر لكل الاشكاليات ، ولكون هذا الدور مسلّم به من جميع العائلات الروحية اللبنانية نتقدّم بالاقتراح التالي : “أن تبادر بكركي بشخص البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الى دعوة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والفريق الذي يمثّل ،(ملحوظة:الرئيس بري طرفا وليس محايدًا لذلك الحوار برئاسته أو معيّته لا يستقيم) وممن يختارهم برّي من ممثلين عن حزب الله والتيار الوطني الحر وسواهم من فريق الحكم حيث يشكّل هذا الوفد برئاسة بري الموقف الآخر أي رؤية هذا الفريق ، في المقابل يبادر البطريرك الى دعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل والنواب اشرف ريفي وضّاح الصادق وسواهم ( نواب ال31) لينضموا الى الوفد من نواب وشخصيات سياسية ليصار بعدها الى عقد طاولة مستديرة في بكركي برعاية البطريرك الراعي ويكون جدول الأعمال كل العناوين والملفات العالقة على أن الأسباب الموجبة لعقد مثل هكذا طاولة هو الخطر الكبير على الجمهورية اللبنانية والهوية والكيان والوجود اللبناني الحرّ”.
اضاف:”كما نضطلع بالدور التاريخي لدارة المختارة وعليه لزاما حضور الأستاذ وليد جنبلاط ومعه فريق التقدمي الاشتراكي انطلاقا من الشراكة الحتمية للفكرة اللبنانية والتي قوامها التكاملية المسيحية – الإسلامية – الدرزية، كذلك الحثّ على مشاركة كل من مفتي الجمهورية اللبنانية ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي ، وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز بمشهدية تذكّرنا بعامية أنطلياس”.
ختم:”في الختام لأنه لا بدّ أن تنتهي الحرب في الجنوب ، ولا بدّ أن تستعيد الدولة سلطتها ووظيفتها بالرعاية والحماية.ولأن الملفات الساخنة لا بدّ وأن تعالَج لبنانيا وليس بطبيعة طائفية أو مذهبية وهذه ، مشتركة بين اللبنانيين جميعا فسقوط الهيكل سوف يصيب الجميع ، نرفع اليوم أمام الرأي العام اللبناني ومن خلاله الى السادة والمرجعيات المذكورين هذه المبادرة لمناقشتها دفعا باتجاه تحصين لبنان وتحسين ظروف عيش اللبنانيين لأن الخوف كل الخوف أن يستمر استقواء فريق على الآخرين وتجيير طفرة قوته المسلحة تأمينا لمصالح خاصة وخدمة لأجندات خارج حدود الوطن اللبناني ، وهذا ما سوف يدمّر أكثر الجمهورية وعندها لن يسلم أحد منا”.