نظمت لجنة الفنون ومركز العزم الثقافي – احتفالية بالفن المسيحي، في بيت الفن في الميناء، ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمّد وسام المرتضى وحضور مفتي الشمال الشيخ محمد امام، مطران طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك ادوار ضاهر، مدير بيت الفن عبد الناصر ياسين وحشد من الشخصيات الفنية والثقافية والاجتماعية.
تمثّلت الاحتفالية بمعرض للأيقونات تحت عنوان “كتابة الايقونة تقبّل للنور الإلهي”.
المرتضى
وكان لوزير الثقافة كلمة بالمناسبة جاء فيها: “لا يحدثُ إلا مرة في التاريخ ان تتنازلَ الأشكالُ والألوان عن الريشة فتمتهنَ الكتابة خارج أبجدية الحروف وداخلَ القداسة الساكنة في العيون والأيدي والقلوب.. إنها المسيحيَّةُ التي تخاطب البشرية عبر قديسيها وأوليائها وترسلهم عبر الأجيال علاماتَ أزمنةٍ لا تَعاقُبَ فيها إلا للغةِ المحبة المتمرّدة على أزمنة الشرّ المتعاقبة”.
وأضاف:”الأيقونة ديانَةٌ في ريشةٍ اتَّقدت ايمانًا فارتقت عبر القديسين والقديسات المزروعينَ بعنايةِ الابتهال في قطعة قماش فحوّلتهم إلى رسائلَ صمودٍ من صلاةٍ وطقوس هي الردودُ الحاسمةُ على الطاغوت الذي لن ينال من اللاهوت والناسوت.
انه الطاغوت المتمثلُ اليوم في أحقاد الصهيونية التلمودية التي تعيثُ تدميرًا وتهجيرًا وتكفيرًا في فلسطين المؤمنة والمحتسبة، فلسطين التي احتضن ترابُها المباركُ السيد المسيح عليه السلام وحيث أسرى الله بنبيّه الأكرم، هذه الأرضُ التي تعلّمُ العالم بأسره اليوم أن ٣٦٠ كلم مربّعًا عصيٌّ على أعتى قوة تدميرية في العالم، هذه الأرضُ التي تتغلبُ فيها خيمةُ النازح الغزّاوي على أقوى دبابة في العالم، هذه الأرضُ التي ورثت من المقاوم الأوّل السيّد المسيح عيسى بن مريم كيف تنتصر عين الحقّ على مخرز الشرّ وكيف يتغلب الصليب، على ما يؤمن اخوتنا المسيحيون، على الموت والشياطين”.
وتابع المرتضى: “الأيقونة هي أكبَرُ علامةِ مقاومة. تخيلوا كيف انَّ صورةً مكرَّسَةً تقاوم جيشًا جرارًا، تخيلوا كيف أنَّ ركعةً وسجدةً هما أقوى من المسيّرة والطائرة الحربية ونحن مدعوون مسلمون ومسيحيون في الجنوب الأبيّ وفي فلسطين المحتلة للحفاظ على موروثنا الفني المقدس وعلى لقائنا الرسولي والرسالي حتى انتصار الكلمة على اللكمة وغلبةِ الحق على اعداء الانسانية”.
وختم وزير الثقافة كلامه:”ما أجملَ اللقاءَ الذي يجمعُ اليوم لجنةَ الفنون ومركزَ العزم الثقافي والذي يزيدُنا فنًا وعزمًا لمواصلة قدسية اللقاء الحضاري والثقافي من طرابلس الذي ترتدي اليوم وكل يوم حلة العيش معًا الذي هو أقوى أيقونة وطنية على الإطلاق، فإلى مزيد من اللقاءات المباركة لمجد طرابلس ولبنان”.
وكان عبد الناصر المصري رحب بالمشاركين منوها بالتعاون مع وزير الثقافة ومع الدكتورة هند صوفي وفريق عمل الوزير في طرابلس عاصمة للثقافة العربية.
صوفي
وفي كلمتها اعتبرت الدكتورة صوفي بداية “ان الأيقونة تكتب ولا ترسم تكرم ولا تعبد”، مشيرة الى “رموز الأيقونة كفعل ايمان بيد الانسان واختلاف ميزاتها بين مدرسة واخرى”.
ولفتت الى انه “وجدت في طرابلس مدرسة وحركة ناشطة للايقونات مع نعمه الله المصور والاتي من حلب ، حيث أنجز في المنطقة اكثر من ايكونوستاز. كما ان مجموعه البلمند تعتبر استكمالا للاسلوب الحلبي، تبعتها مدرسة طرابلس مع كتاب الايقونو غرافيين واهمهم حنا القدسي وميشال الكريتي”.
و شكرت الوزير مرتضى على مباركته لهذا المعرض ولمدير مركز العزم الثقافي عبد الناصر ياسين الذي يفتح ابوابه دون مقابل امام كل مبادرة فنية هادفة
حيدر
وقال المربي شفيق حيدر: “اننا في حضرة الابداع، ونشكر العارضين والمنظمين والداعين”. واوضح “ان كتابة الأيقونة تعبير من تعابير الانسان في ساعات النجوى والتضرع”، مشيرا بالتالي الى “ان الفن الايقوني نوع من صلاة في ساعات الرضى ورصد للنور الازلي الساطع في ملكوت السماوات”، مشددا على ان “لهذا الفن فرادته وقدسيته ويعكس العواطف لما تهب والقلوب لما تنفتح لتقبل النور”.
ورحب بالمحاولات الجديدة لكتابه الأيقونة، شاكرا “الذين يسعون لتعود مدينتنا الى مواكب الجمال والحداثه والفن والثقافة والعلم والادب ،على رجاء ان لا يكون ذلك موضوع تغن وحنين فقط بل ليكون واقعا تترجمه الحياة والنشاطات.”
جولة ولقاءات
ثم جال الوزير مرتضى يرافقه المفتي امام والمطران ضاهر في المعرض مستعرضا اعمال المشاركين ومستمعا الى شروحاتهم. كما عقد لقاءات مع العارضين وكاتبي الايقونات مستمعا الى منطلقاتهم في كتابتها ورسمها وتنفيذها. كما شارك الحضور في أمسية.