منذ انجازها ما بين العامين 1961 و1962 شهدت سرايا النبطية الحكومية اعمال صيانة وتأهيل مرتين ، الاولى عام 1995 قبيل ايام من جلسة مجلس الوزراء الشهيرة في 14 آذار من ذاك العام ، حينها زارها الرئيس الشهيد رفيق الحريري آنذاك وترأس جلسة للحكومة اللبنانية بمناسبة ذكرى القرار الدولي الـ 425 الذي صدر بتاريخ 14 اذار 1978 .
أما المرة الثانية فمع بداية آذار 2024 وانتهت قبيل أيار الماضي، وكانت بمبادرة كريمة وشخصية من ابن مدينة النبطية المغترب محمد مالك يوسف جابر، الذي أخذ على عاتقه صيانة الطبقات الثلاثة المؤلف منها السرايا الحكومية في النبطية، فتمت صيانة الغرف وطلائها مع الممرات والمداخل الرئيسية والمنتفعات الخاصة بها، وتأهيل شبكة الكهرباء في المكاتب كافة.
مع انتهاء المرحلة الاولى من المشروع الذي سيليه تأهيل الواجهة الخارجية الرئيسية للسرايا ، بدا المشهد لافتا ومميزا، فالسرايا المتهالك مبناها، تعاني غرفها وسقفها مشاكل عدة، ولم تكن معالجتها الدورية تتم بشكل دقيق، ومع انهيار وضع الدولة ومؤسساتها ، وتدني الامكانات المادية بالنظر الى ارتفاع سعر صرف الدولار، برزت اهمية مشروع تأهيلها وصيانتها كأحد المشاريع الفردية الهادفة التي تركت بصمات ايجابية لدى الموظفين اولا ، ثم المواطنين الذين يتابعون معاملات لهم داخل دوائر السرايا.
وكرمت محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك محمد جابر وقدمت له درعا تقديرية لـمباردته في حضور رئيس دائرة التنظيم المدني في النبطية المهندس ياسر جابر، مدير المديرية الاقليمية لامن الدولة في محافظة النبطية المقدم حسين طباجة، رئيس دائرة النفوس في النبطية ابراهيم قلقاس ومأمور النفوس محمد دهيني ، والمهندس المشرف صبحي ترحيني .
وأثنت المحافظ الترك على المبادرة الكريمة التي قام بها “السيد محمد مالك جابر، ابن هذه المدينة الطيبة، وهذه المبادرة أتت بعد تشخيص اولي للواقع الصعب الذي يعانيه مبنى السرايا وبمحتوياته من مكاتب وممرات ومنتفعات صحية، والذي كان منذ فترات طويلة لم يتم اجراء معالجات كاملة له ، وبعد طرح الموضوع عبر رئيس دائرة التنظيم المدني في النبطية المهندس ياسر جابر ، وتواصله مع صاحب المبادرة محمد جابر ، انطلق هذا المشروع وهو يشكل مشهد من المبادرات الفردية والاهلية ومن اشخاص خيرين ، وبالنظر الى وضع الدولة ومؤسساتها في ظل الانهيار المالي والاقتصادي ، وأتت هذه المبادرة لتتلاقى مع سعينا الدائم لتحسين المشهد العام لمحافظة النبطية بإداراتها كافة داخل السرايا، وهذا سعينا الدائم لكي نؤمن بيئة مريحة للموظف حتى يؤدي واجباته اليومية بشكل مريح ومنتج اكثر”.
وأشارت الترك إلى أن “مبادرة جابر خيرية ومساعدة عينية، ونحن نركز على المبادرات العينية لا المادية لانه يهمنا ايضا ان يأخذ صاحب المبادرة حقه بشفافية العمل واتمامه بالشكل المطلوب”.
وتوجهت الترك الى المغتربين والخيرين بالقول: “المنطقة وابناء المنطقة بأمس الحاجة الى دعم المغتربين في ظل ازمات الدولة ، فللمغتربين دور دائم في تنمية ودعم حاجات المنطقة في كل الفترات من مشاريع وخدمات، وربما ساعدوا في كثير من المشاريع التي لم تنفذ بشكل جيد ولا المطلوب ومن هنا تأتي فائدة العمل باشراف المتبرع لانه حينها يعرف ان دعمه وصل الى المكان المطلوب ووضع في المكان المناسب وبالعمل المناسب”.
بدوره تحدث محمد جابر عن ” النبطية التي أحبها وأحبته بأهلها واحيائها وساحاتها، النبطية التي كنت اراها من بلاد الاغتراب بعيون والدي المرحوم ابو يوسف مالك مهدي جابر، الذي كان من فاعلياتها، والذي كان يوصيني دائما بواجبي بالوقوف الى جانب اهلي هنا في النبطية ومنطقتها، ومن واجبي انا وكل المغتربين على الوقوف الى جانب اهلنا وأنا أحثهم على ذلك باستمرار”.
ختم: “مبادرتي المتواضعة هدية رمزية للنبطية التي تستحق كل اهتمام ومتابعة، ونسأل الله ان نكون على قدر المسؤولية ونتابع خدمة هذه المنطقة. أشكر للمحافظ الترك تعاونها ومتابعتها معنا للمشروع ، كما اشكر صديقي رئيس دائرة التنظيم المدني المهندس ياسر جابر الذي لمست منه روح الايثار والخدمة لكل مواطن ومستحق ، واندفاعه الى متابعة اتمام تنفيذ مشروع تأهيل السرايا الحكومية بكل تفاصيله وبروح تعاون عالية”.