احتفلت رابطة “كاريتاس” – لبنان بعيد شفيعها الطوياوي ابونا يعقوب الكبوشي بقداس في كنيسة القديسة ريتا- حرش تابت، ترأسه رئيس الرابطة الاب ميشال عبود، عاونه منسق الاقاليم الاب رولان مراد، ممثل الرهبنات الرجالية في مجلس إدارة الرابطة الاب سمير غاوي و المرشد العام لكاريتاس الاب شارل صوايا.
شارك في القداس، نائب الرئيس الدكتور نيقولا الحجار، المدير التنفيذي جيلبير زوين ، مدير المال العام نديم نادر ، اعضاء مجلس الادارة، رئيس إقليم المتن الرابع ميشال سماحة، المستشار المالي ميشال فرح وموظفين ومتطوعين وداعمين.
عبود
و تحدث عبود عن معنى العيد قائلا:” نحتفل اليوم بذكرى ابونا الطوباوي يعقوب الكبوشي الذي توفى عند الثالثة من بعد ظهر 26 حزيران، لأننا نحتفل بعيد القديسين عند وفاتهم أي عند ولادتهم في السماء. عندما نتأمل بهذا العيد نتأمل بنقاط عدة، اهمها ما نمر به في المنطقة والذي يسموه وقت القلق، لان لا استقرار في أي مكان في المنطقة ، ونفكر دائما هل تتطور الامور هل ستدور الحرب بين حزب الله وإسرائيل،؟، هل سيعود الاستقرار؟، هل ستعود الأموال لأصحابها؟.
تابع:”هنا نضيف ، اذا كنتم تقومون بوظيفة فليس العمل فقط داخل الوظيفة بل في البيوت أيضا ومع العائلات، وقد يسهر البعض لساعات قليلة. لكن هذا ليس التعب، فالتعب يكمن في الجواب عن المرحلة المقبلة وماذا بعد؟ نحن نعلم جيدا أن ما نعيشه ليس متعلقا بنا بل بأشخاص يرسمون الخطط ويدمرون ولا نعرف ما هي أجندتهم ، اقول هذا لان الاب كبوشي عاصر الحربين العالميتين الأولى والثانية وعاش القلق نفسه ،وعندما بدأ بتنفيذ ما يريد كان عنده هم واحد وهو نشر صليب الرب. لذلك بدأ على تلة جل الديب التي نعرفها بإسم سيدة االبير، ومنها إلى يسوع الملك لان همه كان بأن يزرع صلبانا لانه كان يرى في الصليب القوة التي يعطينا إياها الله”.
اضاف:”اما همه الثاني فكان زراعة البرشان وتبشير الناس بالقربان وكان يقول (ازرعوا قربانا تحصدون قديسين) ، لانه لا يوجد أي مسيحي دون وجود القربانة في حياته والا كان مسيحيا على البطاقة، فعندما يتجسد المسيح في القربان وعندما يقرع الجرس ويدعون إلى الصلاة ، علينا أن نسأل عن الأولويات هل هو الله ام الامور التي تبعدنا عنه،ما تميز به القديسون هو انهم كانوا راديكاليين (ومش نص عنص) ، فالإنسان الصادق الذي يذهب إلى الأخير يستوقفنا حتى ولو ضايقنا ،يقول الحق مهما كان”.
واشار الى ان “الاب يعقوب كان مه في هذا الإطار، نشر الإنجيل أي رسالة المسيح الذي رآه في المهمشين ،فعندما أسس دير الصليب وهو مستشفى يضم أشخاصا أمضوا فيه أكثر من خمسين عاما والبعض لا نعرف أهلهم ، في دير الصليب أشخاص يأكلون ثلاث وجبات في اليوم ،وعندما أسس يسوع الملك كان هناك كهنة متروكين ليس لديهم أي شخص ، وفي دير القمر مؤسسة تضم مرضى باتوا يفهمون قيمة قلبهم وعقلهم لان من يريد أن يذهب إلى السماء لا يحتاج ليديه ولا لرجليه بل إلى قلب وفكر وعقل. هؤلاء الشباب والصبايا كبروا من دون اطراف غير قادرين على الحركة وعلى أن يحركهم أحد جعلهم يعرفون حقيقة الحب من الأشخاص التي تخدمهم”.
وقال:”لقد أسس كل هذه المؤسسات ، مع أنه ابتدأ من الليرة كما تعمل مؤسسة كاريتاس التي تأتي بالأموال من مصادر عدة ،لكن المصدر الأساسي هو العناية الإلهية التي نعمل به لان من يعمل لا يتعب، ومن ليس لديه عمل هو أكثر انسان متعب، والأكثر صعوبة هو التعب الفكري لكن التقوى تفيد في كل شيء ،فمن يصلي يرتاح نفسيا وروحيا وفكريا وجسديا”.
اضاف:”علينا أن نضع الله في أولى أولوياتنا رغم كل الإنشغالات ومن يدخل إلى جو الصلاة يصبح مدمنا عليها وإنما ادمان جيد جدا ، عندما يضع كل ما يضايقه من أشخاص وامور أمام الرب هذا ما يعلمنا إياه ابونا يعقوب . لقد أسس عشرات المشاريع ،بعدما خطط ونفذ وتعاون مع الكثيرين ،لم يكن همه ماذا يفعل بل ماذا يخدم وأن يتجمد الله بكل ما يقوم به ، ومع كل هذه الأعمال كان يعطي رياضة روحية ويؤلف تراتيل ويكتب مقالات ويعظ في الكنائس وكل ذلك دون وسائل نقل حديثة كما في أيامنا”.
تابع :” عندما تكرم القديسين تكرم عند ربنا ، لاننا نؤمن بهم وقد قال يسوع (من يؤمن بي يعمل ليس أعمالي فقط بل يعمل أعظم منها”) ، وكما يقول المثل الفرنسي (الإصبع يدل إلى السماء والجاهل ينظر إلى الإصبع ).فنحن لا نتطلع إلى القديسين بل إلى من قدسهم أي على يسوع المسيح ليكونوا مثالنا حيث قال القديس بطرس :(اقتدوا بي كما اقتدي انا بالمسيح )، ونحن شعارنا انت تستطيع أن تكون قديسا والبابا يوحنا بولس الثاني شدد على القول :ربوا أولادكم على القداسة”.
وختم :”عندما يكون الله حاضرا في البيت، لا تقف أي قوة أمام نعمته، رغم كل الصعوبات لكن بشرط أن نسلم أنفسنا للرب. واليوم بشفاعة الاب يعقوب الكبوشي نسلم رابطة كاريتاس وكل المحسنين لها وكل من يعمل فيها من مسؤولين وموظفين ومتطوعين للرب لنعمل إرادته ونعتمد على عنايته من جديد كما كنا من عشرات السنين سيبقى معنا له المجد إلى الأبد”.
بعد القداس تبادل الجميع التهاني مع التمنيات ان “يبقى الطوباوي القدوة والمثال في خدمة الاكثر حاجة”.