إثر إجتماعه الدوري أصدر تجمع علِّ صوتك البيان الآتي:
يؤسفنا ان نسمع ونقرأ ما الت اليه امور معمل معالجة النفايات (معمل الموت) في مدينة صيدا، وبعد ان أدلى كل بدلوه في الموضوع، من مهندسين واطباء وتجار ومسؤولين واصحاب مقامات وجمعِّيات أهلية ومدنية، وقد اجمع الجميع على الضرر الاقتصادي والصحي والبيئي الذي تتعرض له المدينة جراء عدم معالجة النفايات وتكديسها في محيط المعمل، والتي اصبحت المنطقة وجوارها بسببه منطقة موبؤه ومنكوبة بكل المقاييس…
سؤال برسم السلطة المحلية:
وماذا بعد؟
من المؤكد أن استمرار وضع المعمل على ما هو عليه، يشكل بحد ذاته اعتداء شرساً وقاتلاً ومدمَّراً … وإن من يتهاون ويسكت عن هذا الاعتداء فهو إما شريكاً أو متواطئاً او عاجزاً.
اذ لا يمكن لعاقل وهو يقرأ المقالات الصادرة عن ادارة المعمل ، إلا أن يشعر بالاستفزاز لما تحمله هذه المقالات، وخصوصا الأخيرة ، من تزوير للحقائق وتعمية وتضليل عن واقع المعمل المزري و الوعود الفارغة المتكررة التي تكاد ترقى إلى مستوى التفاهة و الوقاحة بحق وعي ابناء المدينة، حيث الحديث عن الجهد الذي يبذل لإستحضار الفنيين وأصحاب الاختصاص من فرنسيين وباكستانيين لوضع خطط ترميم المعمل المُتأكل، وكاننا امام ترميم مفاعل نووي؟؟… كما الحديث عن التوظيف والتصليح و الترمیم و سرديات وهمية عن الإنجازات التي ” تنوي” الادارة القيام بها.
كل هذا لا يعنينا بشيء على الإطلاق، ما يعني المدينة وأهلها هو تطبيق العقد الموقع بين البلدية وادارة المعمل (رغم كونه مجحف بحق المدينة). ان واجب ادارة المعمل كمتعهد لمعالجة النفايات هو أن تقوم بعملها على أكمل وجه، وكما نص عليه العقد الموقع، وتبعاً للمعايير البيئية والصحية والسلامة العامة، لانها تتقاضى بدل اتعابها لقاء ذلك ، وليس اتحافنا بسرديات وهمية عما تنوي القيام به والدليل على ذلك ان الادارة طلبت من البلدية أثر الانذار الاخير الذي وجهته البلدية ، مدة 6 اشهر لتصحيح الاوضاع… ولم تنجز شيئاً رغم انتهاء المدة .
مع العلم ان ادارة المعمل تقاضت عن هذه الفترة ( 6 اشهر) بدل معالجة مبلغ يقارب 4.275.000 $ دون القيام باي معالجة تذكر، وهذا من دون احتساب سعر المواد القابلة للتدوير التي يتم بيعها من قبل الادارة، والتي تقدر بربع قيمة هذا المبلغ.
ان واجب ادارة المعمل القانوني والتعاقدي والاخلاقي ،يقضي أن تنفذ ما التزمت القيام به.
وكل ما عدا ذلك لا يعني المدينة… للتذكير فقط ، انه من واجب ادارة المعمل ان تزفت طرقات المنشأة التي تعمل بها وتحافظ على نظافتها لانها في واقع الحال هي منشأة خاصة بدل ان تمنن البلدية والناس قيامها بذلك.
ومن واجب ادارة المعمل ايضاً الصيانة الدورية، ولو كانت تجري الصيانة الدورية للمعدات، لما آلت الأوضاع الى ما آلت اليه ..
كما ان عملية بيع المعدات والآليات التي حصلت من قبل الادارة هي التي دفعت الأوضاع إلى ما هي عليه الآن …
كفى عبثاً بعقول الناس وكفى تضليلاً وتعمية.
أنتم من راكم جبال الموت من النفايات غير المعالجة حول المعمل، وأنتم من تقاضيتم زوراً أموالا طائلة بدل معالجتها.. وما كان منكم سوى تكديسها وحرقها ونشر سمومها وامراضها.
من جهة ثانية نسأل السلطة المحلية عن موقفها من هذا الوضع الشاذ:
هل تريد وضع حد لهذا الاعتداء الحاصل ام أنها لا تريد؟
واذا كانت تريد وضع حد لهذه الكارثة من الذي يمنعها؟
وكأن النفايات أصبحت اقوى من القانون ، واقوى من ارادة الناس ….
وكيف لا ؟ وهي تزرع في كل بيتٍ مريضاً بداء السرطان دون حسيب او رقيب!
يكفي عبثًا بعقولنا ، واستهتارًا بصحتنا،واستخفافًا بإدراكنا …
الحقيقة مهما كانت مؤلمة ، إلا انها شافية،
صارحوا الناس، قولوا لهم ان لا حول لكم ولا قدرة ، لفرض النظام وتطبيق القانون والعمل بموجب العقود الموقعة…
صارحو الناس، انه ممنوع عليكم محاسبة الفاسدين والعابثين بصحة الناس وامن حياتهم،
صارحوا الناس، انه ممنوع عليكم التصدي لارتكابات المعمل واستنزاف المال العام،
صارحوا الناس ان الوضع سيبقى على حاله لعشر سنوات أُخر… كي تحضّر العائلات الأكفان للموت المفاجئ المتربص في الارض والهواء وخلف الأبواب، وخصوصا بعد تزايد نسبة الإصابة بأمراض سرطانية بات معظم بيوتات المدينة يعاني منها.
تجمع علَّ صوتك