قالت مصادر مطلعة لصحيفة “الديار” إن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ظاهرها كان البحث في الملف الرئاسي، انما اولوية الزيارة وهدفها هو حفاظ فرنسا على مصالحها الاقتصادية في لبنان، وتحديدا مع وزارة الاشغال والنقل التي اعطت لفرنسا تنفيذ مشاريع عدة، ابرزها مشروع ترميم مرفأ بيروت وتوسيع المنطقة الحرة، كما مشروع بناء مرفأ على الشاطئ الجنوبي لصيانة البواخر المعنية بعمليات تنقيب الغاز والنفط في البلوكات، التي تم فرزها بعد ترسيم الحدود البحرية اللبنانية.
ولفتت هذه المصادر ان باريس على يقين انها لا يمكن ان تضمن مصالحها الاقتصادية في لبنان، الا اذا كانت على علاقة جيدة مع “حزب الله”. واضافت المصادر المطلعة ان لقاء لودريان مع النائب محمد رعد يصب في خانة تبريد الاجواء بين فرنسا وحزب الله، التي توترت نتيجة المبادرة الفرنسية حيال جبهة الجنوب، ومطالبة عناصر الحزب بالتراجع 10 كلم، الامر الذي خلق “نقزة” عند “حزب الله”، ذلك ان المقاومة اعتبرت ان فرنسا تبنت الموقف الاميركي، وبالتالي لم تعد وسيطا بل طرفا في الصراع الدائر في المنطقة.
هذا التوتر انعكس ايضا بين عناصر الكتيبة الفرنسية ومقاتلي “حزب الله”، وتظهر ذلك بتراجع التواصل بين المسؤول في الكتيبة الفرنسية المعني بملف التعاطي مع «ميدانيين» للحزب، حيث بلغ ادنى مستوياته.
ويذكر ان اوساطا مقربة من المقاومة كانت قد اعربت عن امتعاضها من “شركة توتال إنرجيز” الفرنسية في وقت سابق، لاعلانها عن خلو بلوك رقم 9 من الغاز، متهمة اياها بالرضوخ للضغط الاميركي وخدمة مصالح “اسرائيل” في هذا المجال.
وبناء على هذه المعطيات، اراد الموفد الفرنسي جان ايف لودريان خلال لقائه النائب محمد رعد التأكيد ان فرنسا ليست عدائية تجاه “حزب الله”، وتوضيح وجهة النظر الفرنسية حيال عدة مسائل. ومن جهته، تلقف النائب رعد اللقاء بايجابية، معربا عن ارتياحه للنقاش الذي دار مع الموفد الفرنسي.