عكست مصادر ديبلوماسية فرنسية أجواء مناقضة للتقديرات المتشائمة بشأن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، والتي تستمر يومين. وأكدت المصادر الزيارة “مهمة ويجب عدم تهميشها”، داعية إلى مواكبة المحادثات التي سيجريها الموفد الفرنسي، لأنها ستنعكس على جهود اللجنة الخماسية التي انطلقت من أجل الدفع لإجراء الانتخابات الرئاسية.
وتستند انطلاقة المبعوث الفرنسي إلى “معايير مستخلصة من الردود المكتوبة التي تسلّمها من الأطراف كافة سابقاً”، وبناءً عليها احتل الموضوع الاقتصادي الصدارة في مقاربات الأطراف المعنية بالاستحقاق، ما انعكس تالياً على المواصفات التي ترتجى في الرئيس المقبل للجمهورية، بحسب ما نقلت صحيفة “نداء الوطن” عن تلك المصادر.
وبحسب المعلومات، فإن الخيار الثالث رئاسياً هو ما سيعمل عليه لودريان في زيارته وبصورة لصيقة مع “الخماسية”، التي نأت بنفسها عن الأسماء التي تنطبق عليها المعايير المطلوبة، على الرغم من الهوامش الديبلوماسية المتاحة لأعضائها، لكن ذلك لا يعني أنّ ما يرتئيه هذا السفير أو ذلك، سيكون موقف اللجنة.
وقالت الأوساط إنّ “أهم المعطيات التي ينطلق منها لودريان، هو أنّ الخيار الثالث يشمل حزب الله الذي يتردّد أنه ما زال عند خياره الاول الذي يتصل بزعيم تيار المردة سليمان فرنجية. لكن الحزب لن يقف ضد خيار آخر غير فرنجية، شرط ان يحظى هذا الخيار بموافقته”. وأضافت: “ما هو مهم أيضاً، أنّ الرئيس المقبل، يجب ان يمتلك الكفاءة في التعامل مع الملف الاقتصادي عندما ينخرط في معالجته داخلياً وخارجياً”.
وكشفت الأوساط الديبلوماسية أنّ الفكرة التي تردّدت حول اقتراح يحمله لودريان وسيعرضه لجهة استضافة باريس حواراً لبنانياً رئاسياً قد نُحّي جانباً، وحلّ محله أن ينعقد ما يسمى تشاوراً في لبنان على أن تكون انطلاقته برعاية لودريان، ومن ثم يمضي قدماً كي ينتهي الى جلسة نيابية مفتوحة على مدى أربع دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. ثم ستتكرر لاحقاً في جلسة أخرى اذا لم تنتهِ الى نتائج في المرة الأولى، وهكذا دواليك.
وأبدت هذه الأوساط تفاؤلاً بمستقبل الأوضاع في لبنان، وتوقعت أن يمضي الاقتصاد في لبنان “بسرعة هائلة نحو التعافي”، ما أن تنتهي التوترات في الجنوب.