يبدو ان المجلس الاهلي لمكافحة الإدمان في صيدا بدأ يخطو خطوات الى الامام عبر البدء ببناء مستشفى متخصص لعلاج المدمنين.
ويقول امين سر الهيئة الادارية للمجلس ومدير مركز العلاج ماجد حمتو:
” لقد حصلنا على دعم عبر الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، والصندوق الكويتي وممولين عرب و محليين.
هذا الدعم بالإضافة لغيره من التبرعات قد تم بمسعى حثيث من دولة الرئيس فؤاد السنيورة ومتابعة من البلدية وفعاليات المدينه قد ساهمت بوضع الهدف الثاني من اهداف المجلس الأهلي في موقع التنفيذ وهو إقامة المستشفى التخصصي للمدمنين الذين يحتاجون لمتابعة العلاج بمركز مقيم، وذلك بالتعاون مع جمعية جامع البحر الخيرية في منطقة بقسطا – الشرحبيل”.
ويوضح عضو الهيئة الادارية للمجلس حسن أبو زيد الصعوبات التي واجهها مركز العلاج مؤخرا:” لقد حجزت اموال المركز في المصارف مثل كل المودعين، ونحصل على مبلغ ٣٠٠ دولار شهريا في حين ان مصاريف المركز تتجاوز ١٧٠٠ دولار شهريا، مع العلم ان استخدامنا للمركز مجاني من صاحب الملك حتى نهاية هذا العام، والان بعد الحصول على التمويل اللازم حصل اتفاق مع جمعية جامع البحر، وتسير الأمور بإيجابية”.
ويوضح حمتو مزيدا من المعوقات والتحديات التي تواجه عمل المجلس الاهلي:” ان ظروف البلد استثنائية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. اننا نعيش في بلد يفتقر الى الخطط و السياسات العامة خصوصا في المجال الصحي، نحن في امس الحاجة لخطة استراتيجية للعمل الصحي، لمكافحة الأمراض المعدية،للمستشفيات العامة والتخصصية، للمراكز الصحية التي تعالج امراضا تخصصية كالادمان وتقديم العلاج المستمر”.
ويضيف حمتو:” نجد مفارقة في تطبيق القوانين بين وزارة واخرى، وكيف تتعاطى كل ادارة او وزارة مع الانسان المدمن، انه مريض وليس مجرما وله الحق بالعلاج على حساب الوزارة، وللأسف لدينا ٣ مراكز للمعالجة لوقف التعاطي ولمدة اسبوعين على الاكثر وهي دير الصليب، ضهر الباشق ومستشفى الحريري. لكن برنامج إعادة تأهيل المدمن يكون في مركز مقيم وعلى عاتق الجمعيات الاهلية. ونحن في المجلس الاهلي، كغيرنا من العاملين في المجال الانساني، نعاني من كثرة الاحتياجات وتدني التمويل بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية وتخفيف الدعم للبنان وتحويل معظمه الى الإغاثة”.
وعن الحلول الممكنة يشير حمتو الى ان أولوية الحلول،” إقامة شراكة مع السلطات المحلية وخصوصا البلدية، وفاعليات المجتمع المحلي، وخصوصا الاطباء، الصيدليات، المستشفيات والمدارس، كما يجب على وزارة التربية وضع برنامج توعية حول مخاطر الإدمان وهذا يسهل عملنا ويخفف من كلفة العلاج ومن الفاتورة الصحية”.
وعن التحديات التي تواجه عمل المجلس الاهلي، يشير حمتو الى ” ضرورة الاستمرار بالعمل تحت كل الظروف، على الرغم من قلة الدعم. والعمل للمحافظة على دور المركز لانه شكل قصة نجاح في مدينة صيدا. وقدم خدمات صحية وجسدية ونفسية لفئات اجتماعية مختلفة وجميع خدماتنا مجانية بالكامل، والتحدي كيف نواجه الشح المالي؟؟ وخصوصا مع بداية عملية بناء المستشفى المتخصص في منطقة الشرحبيل وبالشراكة مع جمعية جامع البحر”.
حول تجربة المركز الوقائي:
خلال الاعوام العشرة الماضية ساعد المركز الوقائي الاجتماعي الذي تم تأسيسه عبر المجلس الاهلي لمكافحة الادمان المرضى على التعافي من تحديات الإدمان وغيرها من الاضطرابات النفسية، اذ يوفر المركز مجموعة لا مثيل لها من الخدمات، التي يوفرها فريق كامل متخصص من الأفراد المؤهلين والمتعاطفين الداعمين. ولا يقتصر البرنامج العلاجي المقدم عبر المركز على دعم المدمن للتوقف عن تعاطي المخدرات والكحول ولكنه يتطرق ايضاً لمعالجة القضايا النفسية المتلازمة مع التعاطي ما بعد التوقف عنه كالقلق، والإضطرابات والمظاهر الإنسحابية وغيرها من الأمور، ويوفر جواً هادئاً وآمناً يرتكز في توجهه العلاجي على المدمن وعائلته.
ويذكر ان المركز يقدم مجموعة متكاملة من العلاجات، من الرعاية الطبية والرعاية النفسية إلى التوجيه ، ويخصص اختبارات و طرق علاجية فعالة ضمن خطة علاجية شخصية تتناسب مع كل مريض على حدة.
ويتم اشراك الأسر و تحفيز العائلات على المشاركة وعلى ان يكونوا شركاء، حيث يقدم المجلس الأهلي لمكافحة الادمان مقاربة مهنية للمريض واحبته على حد سواء. كما يتم تقديم الخدمات الصحية اذ يستفيد المدمن من فحوصات دورية ومجانية للكشف على كل انواع الأمراض المصاحبة للمتعاطين والمدمنين (HIV,HBI,etc). اضافة الى ذلك، يتم تقديم خدمات المتابعة القانونية: يؤمن المركز للمدمن متابعة قانونية لملفه القضائي من خلال فريق من المحامين لتقديم النصائح والاستشارات والمرافعات أمام المحاكم والمراجع المختصة. كما يقدم المركزالانشطة الرياضية والترفيهية الموجهة للمدمنين، ويعمل على تنظيم مجموعات الدعم الاسرية .
اما عن التدخل الاستباقي فانه يتضمن تقديم التوعية للمجتمع بشكل عام، فئة الشباب والمراهقين واليافعين بشكل خاص، على كل ما يتعلق بهذه الظاهرة، كيفية قول لا للادمان، المؤشرات التي تدل على وجود مدمن ضمن العائلة او مجموعة الأصحاب، كيفية التدخل معه واقناعه بالتوجه للعلاج، رقم الخط الساخن للمركز. كما يعمل البرنامج الاستباقي على تأمين المساحات الصديقة للشباب وزيادة الفرص للوصول الى المعرفة أكثر عن مخاطر المخدرات وكيف نقول لا للمخدرات من خلال برامج التوعية الناشطة ( نسبح بلا إدمان إلى شاطىء الأمان ، الجامعة خالية من المخدرات ‘ كبار وصغار ضد الإدمان ، خود وأعطي بلا تعاطي ، عيشها بلاها وبلا بلاها ) وكذلك من خلال بعض الأعمال الفنية والإسكتشات الهادفة وشهادات الحياة التي قدمها بعض التعافين .
اما حول اعادة الادماج فيعمل المركز على توفير فرص للمتعافين من الادمان للعودة لمزاولة انشطتهم الحياتية بشكل طبيعي، حيث يتم توجيهم لتدريب مهني،وفرص عمل مهنية وغيرها من الأمور.
اما عن الخدمات المقدمة خلال الفترة الممتدة ما ب ين العام 2013 و 2023 :
يطبق البرامج فريق عمل من 10 اخصائيين وعاملين اجتماعيين وفريق اداري ولوجستي اضافة الى 10 متطوعين ملتزمين بتقديم جلسات التوعية وتطبيق الانشطة الخارجية.
ومن خلال المركز العلاجي الوقائي الوحيد في مدينة صيدا فقد تم تقديم خدمات لـ 522 مسيء/ة لاستخدام المواد المخدرة والكحولية، تقديم خدمات الـ Detox، اعادة التأهيل النفسي والجسدي، العمل مع الاهل والاسر على تقديم بيئة داعمة للمريض، المتابعة الطبية والقانونية للمريض وتقديم كافة خدمات الاستشارة والاحالة وفقاً لكل شخص.
كما تم تقديم برامج توعية وتثقيف صحي خلال الفترة نفسها استهدفت 1050 من افراد الاسر والعائلات و 4428 من المراهقين والشباب في المدارس والجامعات والمعاهد ومن المتسربين مدرسياً.