لبنان يستعيد “رأس أشمون”!

استعاد لبنان قطعة أثرية مسروقة من معبد أشمون الأثري من ألمانيا، بعد وقتٍ قصير من اكتشاف أنّها معروضة في مزاد علني، بحسب ما أعلنته وزارة الثقافة اللبنانية.

واستلم السفير اللبناني في برلين مصطفى أديب، القطعة المعروفة باسم “رأس أشمون” من رئيس قسم الممتلكات الأثرية والفنية في الشرطة الجنائية في ولاية بافاريا، جنوبي ألمانيا.

وقالت وزارة الثقافة اللبنانية، في بيان، إن عملية استعادة القطعة الأثرية تأتي “في سياق المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة اللبنانية بالتعاون مع وزارة الخارجية اللبنانية، ممثلة بالسفارة اللبنانية في برلين”. أضافت أن وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وجّه كتاباً لاستعادة القطعة الأثرية، بعدما كانت مدرجة للبيع ضمن لائحة مزاد منظم من قبل دار “غورني أند موش”، المختص بعرض العملات والقطع الأثرية، في مدينة ميونخ في ولاية بافاريا.

وشكرت وزارة الثقافة اللبنانية وزارة الخارجية الألمانية وجهاز الشرطة الجنائية في ولاية بافاريا، ودار المزاد “غورني أند موش”، لافتةً إلى أنّه “سيصار إلى شحن القطعة الأثرية المستعادة الى لبنان بالطرق المناسبة وتسليمها الى وزارة الثقافة”.

من هو “أشمون”؟

أشمون هو “إله للشفاء وتجديد الحياة” عند الفينيقيين، وقد كان أحد أهم “آلهة البانثيون”. كما كان “الإله الذكر” الرئيسي لمدينة صيدا. كان أشمون في البدء “آلهة الطبيعة والحياة النباتية الربيعية”، وقد تمت مقارنته ومعادلته مع “الإله البابلي تموز”. توسَّع دور أشمون ضمن البانثيون الفينيقي فيما بعد واكتسب سمات سماوية وكونية. نقل الفيلسوف السوري داماسكيوس أسطورة أشمون في القرن 6 م، كما نقلها بطريرك القسطنطينية فوتيوس في القرن 9 م. تحكي الأسطورة حكاية أشمون وهو شاب من بيروت ذهب في رحلة صيد إلى الغابة فرأته “الإلهة عشتروت” وأعجبت بحسنه. استمرت عشتروت بمضايقة أشمون بمساعيها الغرامية إلى أن قام أشمون بخصي نفسه بواسطة فأس فقضى نحبه. أعادت “الإلهة الثكلى” إحياء أشمون ونقلته إلى السماء وجعلته “إلهاً سماوياً”.

من المنظور التاريخي، ذُكر أشمون في النصوص المكتوبة للمرة الأولى عام 754 ق.م. وهو تاريخ توقيع معاهدة السلام بين الملك الأشوري آشور نيراري الخامس وماتع-ايلو ملك أرباد السورية (تل رفعت حاليًا)؛ وقد ذكر أشمون في نص المعاهدة بصفة عرّاب وكفيل الإتفاق. تمت معادلة أشمون باسكليبيوس إثر النفوذ والتأثير الإغريقي على الفينيقية. ظهرت أولى دلائل هذه المعادلة كانت عملات نقدية معدنية تم اكتشافها في عمريت وعكا تعود للقرن الثالث ق.م. يتمثل هذا الواقع أيضاً في الهلينية (الإغريقية) لنهر الأولي في جنوب لبنان الذي سُمّي اسكليبيوس فلوفيوس (باللاتينية: Asclepius Fluvius) وباسم البساتين المحيطة بمعبد أشمون والتي عرفت ببساتين اسكليبيوس.