“تراجع الهيمنة الغربية ومصير الكيان الصهيوني”

بقلم :جمال الدين خالد

صحيح اننا محشورين في غزة او على التوضيح اكثر يبدو المشهد السياسي العام فيما يجري بغزة اليوم وكان القضية الفلسطينية في مأزق اوفي عنق الزجاجة بهذا التوازن الدقيق للقوة بين اسرائيل واطراف دول الممانعة ومن وراءهم القوة الدولية المتنافسة بشكل عام. ولكن القضية اكبر بكثير كما اراها وهي قضية افول وانتهاء سيطرة الغرب وهيمنته اللصوصية على العالم و هذا حتما سيأخذ في طريقه نهاية الكيان الصهيوني المغتصب بالتأكيد لانه لا مقعد له في النظام العالمي الذي يتشكل الآن ولإن وظيفته منتهية الصلاحية ولا تتناسب او تتكيف مع الواقع المستقبلي للعالم فهذا الكيان المصطنع لن يجد له مكانة او موقع بهذا الدور الوظيفي الذي يمارسه الآن بين السياسات الدول والقوة العالمية المستقبلية التي تبحث عن التكامل وتاسيس الشفافية والشرعية الاخلاقية في العلاقات البينية وتكاملها. ذلك ان العالم اصلا لم يعد بستطيع تحمل عنصرية امريكا واوروبا وبريطانيا وتقبل سياساتهم ونهبهم لثروات العالم بالاضافة الى دولة ربيبة لا تحمل الا المؤهلات الامنية البوليسية القمعية – في حين ان النظام العالم الجديد يتشكل ببطء على التأكيد ولكن في مسار حقيقي آخر ومختلف لم تكتمل ملامحه وان كان يفتقد حتى الآن الى انموزج استرشادي اقتصادي سياسي اجتماعي متكامل تنبثق منه اولى معالمه وان كانت بعض المحددات واضحة كما تكشفه السياسات الداخلية للدول- ولكنه مدفوع بالتوجهات العريضة والافكار و التجارب ودعوات التعاون والممارسات لتطبيقية التشجيعية وبالاتفاقات والتفاهمات والمبادرات الروسية والصينية التي تدفع باتجاه هذه العولمة الجديدة ونظامها وعهما باقي دولة منظمة البريكس التي تكتسب كل يوم مواقع جديدة واعضاء جدد بالاضافة الى الدول الاقليمية والقومية كما في توجهات الشعوب الافريقية وقادتها وايضا دول امريكا الوسطى والجنوبية . فالخروج من منظمات والتحالفات القديمة نحو اخرى جديدة تضغط على المؤسات الدولية القائمة باتجاه الاصلاح والتطوير ورغم هذا التعثر بالولادة والاقلاع لكن الايمان العميق بالعولمة الجديدة وولادة نظام عالمي اكثر تشاركية ومصداقية وعدالة اصبحت ليست افكار في العقول وطروحات تجول بل حاجات ضرورية وقناعات تتحول رويدا رويدا الى حقائق ملموسة بالممارسة والتطبيق .
وبالعودة الى فهم ما يجري في غزة وارتباطها بالتحولات الدولية وكأنه تسابق من اسرائيل لمعاندة التاريخ وثوابته والواقع وحقائقه بهذه العقليات العنجية المتعصبة المغيبة بهذا الاغترار بقوتها .تستهويها الارقام والقراءات المغلوطة للوقائع وللأنجازت العسكرية المبتسرة والناقصة لجيش الاحتلال على الارض بهذا الاعتراف الشفاف من كثير من قادته ان الاستراتجية العسكرية في غزة قد فشلت. وتبين حقيقة الافاق المسدودة امام المخططات الموضوعة لتهجير سكان غزة وخلق نيوجيوسياسية جديدة فيها _ حرب غزة كشف ان هذا الانكار الاسرائيلي لن يؤدي إلا الى اطالة امد الصراع بلا افق سياسي وامني واضح –
ان عنق الزجاجة التي نجدها في فهم وقراءة حرب غزة يمكن الخروج منها بهذه الاحاطة للمشهد الدولي الذي سيمنع اسرائيل من المضي في عدوانها واستراتجيتها الغاء غزة والقضية الفلسطنية لان الواقع الدولي الآن يدفع بالقوى الدولية الضامنة والداعمة لاسرائيل امريكا واوروبا وهي تواجه انتكاساتها في اوكرانيا وغيرها من المواقع الدولية والانتفاضات الداخلية ان تتقبل بواقعية التحولات الدولية وتبحث جديا عن تسوية او هدنة تثبيت مواقعها في الشرق الاوسط ومنها التفكير في تسوية سياسية ضمن افق قرار 242 وانشاء دولة فلسطينية باحياء اتفاقيات اوسلو التي تسير وفق مصالحها وتتجاوب وهيمنتها على المنطقة واحتكارها ملف الشرق الاوسط كافضل استراتجية سياسية تواجه بها امريكا وحلفاؤها اعداءها قبل ان تنتقل المبادرة الى المحور الممانعة ..
براى ان الرأى الدولي على مستوى من الوعى والتمييز سيمنع اسرائيل من المضي في عدوانها على غزة متحججة بحجة ضرب والانتقام من ارهاب حماس وهي تاخذ بطريقها الشعب الفلسطيني وتلغي قضيته – النظام العالمي القديم انتهى واسرائيل من اولى الكيانات المتأثرة وكما قال الممثل الأميركي ميل جيبسون في تغريدة من أعمق التغريدات: “سيزولون قريبا لذلك يدمرون كل شيء في طريقهم ! العالم بأكمله اكتشف حقيقتهم”…..
آلامك يا غزة طريق خلاص ليس الشعب الفلسطيني بل العالم
يتحدثون عن اسرائيل وعن لعنات العقد الثامن في النصوص الدينية وحسابات الجمل وفي الميثالوجيا وها هي هذه اللعنات تصب على اسرائيل بهذه المعاندة للمقادير وتعاليها وللحقائق ورسوخها وتغلبها على كل التقديرات والحسابات الجهنمية الاسرائيلية