تجهيل الشعوب بالتاريخ ذكرى يوم الشهداء في لبنان

عيد الشهداء،٦ ايار ،هو مناسبة وطنية كان يحتفل بها سنويا في لبنان و سوريا.
يعود اختيار التوقيت إلى ٦ ايار و هو تاريخ اعدام السلطات العثمانية لأكبر عدد من الوطنيين اللبنانيين و السوريين في ساحة البرج عام ١٩١٦ و التي سميت لاحقا ساحة الشهداء.
لطالما كان لهذه الذكرى قيمة معنوية شديدة في نفوس اللبنانيين،و كانوا يحييونها في المدارس و الساحات…إلا أن للحسابات السياسية رأي آخر، و أخذ قرار بعهد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة باختزال هذه المناسبة من قائمة الاعياد الرسمية و التي يوجب فيها تعطيل العمل في الإدارات العامة و الخاصة، و مع الوقت بدأت ذكرى هذه المناسبة تتلاشى في أذهان اللبنانيين،حتى أن الأجيال الجديد تكاد لا تعرف عنها شيئا.
ندرسهم تاريخ الآشوريين و البيزنطيين و يدخل في مناهجهم تاريخ اقدم الحضارات،ولا يعرفون اسم شهيد واحد اعدم في ٦ ايار… هل الهدف هو تجهيل الشعوب بتاريخها؟ام نريد أن نطمس الحقائق لنلمع صورتنا مع الخارج؟ أم أن كثرة الأحداث و تسارعها و الحسابات الداخلية جعلتنا نفصل من هذا البلد و منهجه التربوي و مناسباته الرسميه لباسا فضفاضا يفصل كل سياسي فيه على هواه؟
أيستحق من طالب بجلاء الظلام عن بلادنا و الذين أعدموا شنقا في الساحات أن تمحى ذكراهم؟ أيستحق شهيد القلم و الفكر و الصحافة أن ينسى في ادراج الملفات السياسية؟ هؤلاء وحدهم من يستحق أن ترفع صورهم في الساحات و الادارات. وحدهم يستحقون أن نقيم لهم كل يوم ذكرى،فلولا دمائهم الذكية لكانت رقابنا إلى اليوم لا تزال مهددة بالتعلق على مشانق ساحة البرج.
و الملامة لا تقع على الحكومات المتعاقبة فحسب التي ما حركت ساكنا،انما على الجسم التربوي الذي ما عاد يستذكر المناسبة حتى بفرض تعبير كتابي للطلاب، و على الوسائل الإعلامية التي ما عادت تولي المناسبة حقها ولو بتقرير من بضع اسطر أو موجز ببعض دقائق..
تاريخنا أساس حاضرنا،لا يمحى و لا يختزل منه حرفا واحدا.
بقلم :اريج عصام الدنف