الإمتحانات الرسمية في القطاعين المهني والأكاديمي “الموحدة”أصبحت معروفة “الزمكان “،ومشيك شكرا” معالي الوزير ولكن :”لن يبتسم لبنان وجنوبه يتألم “.

وأشرف بيضون “شاهد حي ومواقفه غيرشعبوية تربوية ونص وتلات رباع”

الإمتحان الموحد:

حسم الأمر وإنقشعت الرؤية ،وتم تحديد موعد الإمتحان الرسمي وأثبت الوزير وفريقه الإداري أنهم يعيشون مع الطلاب ومعاناتهم وأول الغيث كان الإستجابة وبكل رحابة صدر إلى أبرز مطلب أطلقه الطلاب وهو تأخير الإمتحانات ،و في حين أن الصرخة التي أطلقها الطلاب طالبت بالتأجيل إلى النصف الثاني من حزيران ،أصدر مدير عام التربية ورئيس اللجان الفاحصة جدول الإمتحانات المؤجلة إلى الأسبوع الأول من تموز وذلك إفساحاً بالمجال أمام المدارس لإكمال المناهج وإعداد الطلاب جيدا” وبذلك يكون فعل أقصى ما يمكن فعله من ناحية تأخير موعد الإمتحان ،وأثبت أن مصلحة الطالب فوق كل إعتبار والتراجع عن أي موقف معلن يصب في خانة الدعم المعنوي له هو شرف لا يخجل منه أحد.

المشهد الجنوبي “ما زال الطوفان مستمرا“ ،والمكتب التربوي العين الساهرة والشاهدة على ألم الجنوب”:

يحمل المكتب التربوي في حركة أمل ،أمانة الحفاظ على الإمتحانات الرسمية وعلى هيبة الشهادة الرسمية في القطاعين المهني والأكاديمي،ويحاول قدر المستطاع دعم الطلاب نفسيا” ومعنويا” ومن هنا يشكر رئيس المكتب التربوي معالي الوزير على التجاوب السريع بتعديل موعد الإمتحان “الموحد” ويعتبر أن هذا الموقف الوطني الكبير بعدم سلخ الجنوب عن لبنان ليس غريبا” عن المدرسة الجنبلاطية التي لطالما كانت مواقفها تنسجم مع مدرسة الإمام الصدر ولايمكن أن يبتسم لبنان وجنوبه يتألم ولكن في دراسة ومراجعة للوقائع يرى مشيك أن الطوفان كان إسم على مسمى وحصل فجأة وفي اليوم الثاني للسابع من تشرين إنطلقت الجبهة الجنوبية الداعمة له وبدأ النزوح التدريجي وفي البداية إعتقد الجميع أن النزوح سيكون مسألة أيام معدودة ولذلك في البداية كانت الأمور تقتصر على النزول عند الأقارب ولكن مع مرور الوقت والتصعيد في المواجهة مع الجزار الصهيوني الذي لا يعرف سوى المواجهة الجبانة القائمة على قتل الأطفال والمدنيين العزل ،بدأ النازحون بالبحث عن أماكن سكن يستقرون فيها من خلال إستئجار منازل والبحث عن مدارس لأولادهم ومحاولة تنظيم حياتهم لأن المواجهة مستمرة ولا نعلم تاريخ نهايتها ،ولا تقتصر فقط على المناطق الحدودية فمواكب الشهداء إنطلقت من الهرمل إلى الناقورة والإستهداف عشوائي ووصل إلى بعلبلك وعند تنفيذ أي غارة تتأزم الأمور في القرية المستهدفة لمدة إسبوع أو أكثر والإستبيان الذي قمنا به كشف لنا أن دراسة المركز التربوي لم تكن دقيقة أبدا” وعليه فإن المواقف قبل الإستبيان تختلف عما بعده والنتيجة لدينا هي كالآتي :

أولا”: ظروف إمتحانات ال ٢٠٢٤ ليست أفضل من إمتحانات ال ٢٠٢٣ على مستوى كل لبنان لأن الفاقد التعليمي كبير والتقليصات التي إعتمدها المركز التربوي بحاجة إلى توسيع والمستوى الحقيقي للطلاب في كل لبنان ولا يزايد أحد على طالب الجنوب لأن حال طلابه ليس أفضل وعليه فإن المواد الإختيارية أصبحت مطلبا” واقعيا”.

ثانيا”: إذا كان الفاقد التعليمي كبير ويظهر عيوب كثيرة في مستوى الطلاب في كل لبنان ،فكيف حال الطالب الجنوبي الذي خرج من بيته هربا” من الموت دون أن يصطحب حتى كتبه وهو يعاني من وضع نفسي يضاف إليه نقص تعليمي ،وحتى دورات التقوية التي نظمها المكتب التربوي العام الماضي من شبعا وصولا” إلى مروحين وصديقين وقانا وبنت جبيل وعيترون وحداثا و عيناتا وعيتا وتبنين وبليدا والتي يستحيل هذا العام تنظيمها بذات المستوى التي نظمت به العام الماضي لن تستطيع في ظل هذا التصعيد الأمني إعطاء نتائج فعالة .
ثالثا”: لا إمكانية للتعويل على قدرة الأهالي بدفع تكاليف التسجيل في المعاهد والمنصات التربوية التي تتقاضى رسوما” بالدولار بدل التدريس الخصوصي .
رابعا”: الوزارة مطالبة بالخطة “ب” في حال توسعت رقعة الحرب وإشتد العدوان .

ولذلك فإن الحل يكون في المواد الإختيارية وخاصة أنها تشمل مواد خارج الإختصاص الجامعي ولكن هناك خيار آخر
وبعد مراجعة أهل الإختصاص والخبرة فإنهم يعتبرون أن اللجان التي ستضع الأسئلة وأسس التصحيح قادرة على حل الأزمة والإنطلاق من الأرضية المشتركة بين كافة المحافظات وبذلك فإن هذه اللجان بإمكانها في حال عدم إعتماد المواد الإختيارية وضع أسئلة تعتمد نظام المجموعات الإختيارية ويختار الطالب مجموعة من أصل إثنين على أن تشمل المجموعة الأولى النصف الأول من المنهاج ومن المفترض أن كافة الطلاب لديهم التحصيل العلمي الكافي للإجابة عليها والمجموعة الثانية تحتوي على النصف الثاني من المنهاج وللطالب الخيار والقرار .

مواقف النائب أشرف بيضون ليست شعبوية بل نابعة من واقع جنوبي حزين :

الدكتور أشرف ،هو نائب كتلة التنمية والتحرير عن قضاء بنت جبيل وهو إبن مدينة بنت جبيل ،وهو عضو لجنة التربية النيابية وصاحب مبادرات لدعم الطلاب والمعلمين في مناطق المواجهة بل أكثر من ذلك هو على تواصل مباشر مع النازحين ومطالبهم وبطبيعة الحال هو يحمل في داخله أوجاعهم وكونه يصول ويجول بين القرى المستهدفة والقرى المحاذية لها فإن مواقفه بمثابة “شاهد حي ” ولا يحتاج إلى دراسة يجريها مركز إحصائي على الهاتف قد تفتقد إلى الدقة بل من يريد أن يحصل على دراسة دقيقة واقعية عليه أن يبدأ بشهادته وبما أنه نائب “أمل”،التي تخوض معارك بطولية وتقدم شهداء وتحقق إنجازات وطنية ،فهو ليس بحاجة إلى مواقف شعبوية كما تفوه بعض من خانته العبارة وليسمع القاصي والداني :
“حركة أمل تنظيم و بتضحيات أبطالها توزع شعبية وشعبوية على الشرق الأوسط بأكمله”،

وعليه من هنا أتى طرح فكرة “النص إختياري” مقابل “الثلاثة أرباع إختياري” التي كانت معتمدة من قبل وعلى سبيل المثال كان الطالب يختار مادة من أصل ثلاثة في الإجتماعيات و”,مبادرة أشرف” تقتضي إختيار مادتين من ثلاثة ولاقت دعما” من مدراء المدارس والبيان الذي تلاه أشرف اليوم وعلل أسبابه يثبت أن الروزنامة الجنوبية هي روزنامة تربوية ،و المدارس التي يتباهى الناطق الرسمي بإسمها أنها أنجزت المناهج بأكملها وأنه من غير الجائز ربط مصيرها بطلاب الجنوب وهذه المواقف العظيمة إعتدنا سماعها من “رجل يشغل منصب رفيع “في المدارس الخاصة ولكن على ما يبدو “مبهبط عليه شوي”,تستفيد من هذا “الإختيار ” وربما تحصد المراتب الأولى بعد غياب طويل عن ذلك و الله يرحمك يا ستي “المي بتكذب الغطاس”.

“المحاور الإختيارية هي الحل الحقيقي”:
طلاب لبنان إستعدوا:

المطالبة بإعتماد المواد الإختيارية في كافة المحافظات هو فقط بسبب أن هذا العام جاء بعد سلسلة أعوام متعثرة والفاقد التعليمي لا يمكن معالجته إلا تدريجيا” ولا علاقة له بالوضع الأمني في الجنوب ،وطالب الجنوب يعاني من هذا الفاقد إضافة إلى عام متعثر ولذلك فإن حذف مادة إختيارية لا علاقة له بعدم إكمال كافة المحاور في المواد الأساسية بل خيار المجموعات الإختيارية هو أكثر عدلا” ولكن الإنجاز الأساسي هو في إجراء هذه الإمتحانات ولذلك بما أن هذا الموضوع تم حسمه ،عليكم بالإستعداد للإمتحانات وثقوا أنه في النهاية أي آلية ستعتمد لن تكون إلا لمصلحتكم لأن الهدف الأساس هو حصولكم على شهادة ذات قيمة حقيقية وليس تعجيزكم .