كتب داود رمال في “الانباء الكويتية”:
منذ أكثر من أربعة أشهر، شهدت العلاقة بين مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ومقر التيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، دينامية ايجابية في العلاقة التي شهدت خضات وتوترات سبقت ورافقت وتلت العهد الرئاسي للرئيس العماد ميشال عون.
بعد محاولات عديدة، تبين لاحقا ان بعض القائمين بها أظهروا حرصا على تنقية العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بينما عمليا كانوا يعمقون الشرخ، نجح عضو «تكتل لبنان القوي» الوزير السابق النائب غسان عطاالله من احداث الخرق المطلوب، الذي يسهل تطوير العلاقة أقله حول ملفات اساسية بحاجة إلى توافق وطني.
ووفق مصدر مطلع، فإن «الزيارات التي يقوم بها النائب عطاالله إلى عين التينة، العلنية منها والبعيدة من الاضواء، لا ينحصر النقاش خلالها بالملف الرئاسي، انما بالعلاقات البينية بين حركة امل والتيار الوطني الحر، وملفات اصلاحية اساسية وصولا إلى ملف الاستحقاق الرئاسي، والجو العام للنقاشات ايجابي جدا، وهذه الايجابية فرضتها التطورات الاخيرة التي وضعت لبنان في قلب المواجهة الحربية الدائرة في المنطقة، والتي انعكست للمرة الاولى انقساما حادا في الداخل اللبناني حول جدوى انخراط حزب الله في هذه الحرب».
وكشف المصدر لـ«الأنباء» عن ان «اللقاء الأخير الذي حصل منذ ايام قليلة بين بري وعطاالله، ركز على سبل منع الجيش الاسرائيلي من الاستثمار على الانقسام الداخلي حول الحرب، وكيفية التعاون المشترك لمعالجة حالات سلبية ظهرت في قرى وبلدات حدودية لاسيما بلدة رميش، ومنع أية جهة من استغلال أي موقف وأخذه إلى توتر بين ابناء المنطقة الواحدة، اذ نشطت قيادة التيار الوطني الحر عبر لقاءات وزيارات واتصالات مع فاعليات بلدة رميش لتهدئة النفوس بالتعاون مع الثنائي حركة امل وحزب الله، وقد أثمرت هذه الجهود لحد الآن وهي محل متابعة دائمة».
وأوضح المصدر أن «النقاش بين رئيس المجلس ونائب التيار تناول البند الدائم على جدول اعمال أي لقاء، اي الاستحقاق الرئاسي، انطلاقا من ان التيار الوطني الحر وعبر رئيسه النائب جبران باسيل، تعاطى بكل ايجابية مع دعوة الرئيس نبيه بري للتحاور حول انجاز الاستحقاق الرئاسي، ان في الدعوة الاولى حيث أيد باسيل كل حوار يؤدي إلى انتخاب رئيس من ضمن القواعد الدستورية، او في الدعوة الثانية والتي دفعت بتكتل الاعتدال الوطني إلى اطلاق مبادرته بعد الخلاف على المصطلحات، بين من رفض الحوار لأن المطلوب الذهاب إلى المجلس وانتخاب رئيس، وبين من فضل أن يحصل تشاور ضمن سقف زمني ومن ثم الانتقال إلى جلسات الانتخاب، وبالتالي فإن باسيل المؤيد للحوار يريد أن تؤدي اية صيغة تلاق بين الفرقاء اللبنانيين إلى نتائج عملية واولها انتهاء الخلو في سدة الرئاسة وتمتين الشراكة الوطنية ومجابهة مشاريع التفتيت».
واشار المصدر إلى ان «هناك تقاطعا بين بري وباسيل على وجوب تأمين الاحاطة لمبادرة تكتل الاعتدال الوطني لكي تنجح في الوصول إلى التشاور وفق آلية واضحة ومحددة، وهناك بعض الأمور يحصل تدوير زوايا بشأنها حتى لا تستمر عقدة مانعة امام الذهاب إلى التلاقي تحت أية صيغة كانت، تشاورا او حوارا، ولأن مبادرة التكتل هي الوحيدة المطروحة فالمصلحة هي بدعمها وانجاحها وهذا ما يعمل عليه الجانبان».
ولفت المصدر إلى ان «الأهم في اللقاءات بين بري وعطاالله هو الحرص المشترك على عدم تهديد الاستقرار الأمني والسلم الأهلي للخطر، ولجم كل محاولات نقل المشهد اللبناني إلى مرحلة الاحتراب الطائفي، لانه على ما يبدو هناك من لم يعتبر من مآسي الماضي القريب، والاتفاق هو على تغليب الخطاب المعتدل والجامع وتنبيه اللبنانيين خصوصا في المناطق المختلطة ذات العيش المشترك الواحد إلى عدم الانصات إلى اصحاب المشاريع الهدامة، والابتعاد عن كل ما يمتّ إلى الاثارة الطائفية والمذهبية بصلة».