تحقيق رامي ضاهر “اطفال ومراهقين فريسة الحروب ومنظمات الطفولة تحذر”
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من التأثير “المدمّر” للأزمات المتفاقمة في لبنان على الأطفال، مشيرة إلى التدهور المتزايد في معظم جوانب حياتهم، جاء ذلك في تقييم أجرته في نوفمبر 2023 تحت عنوان “محاصرون في دوامة الانهيار”.
وبحسب تقييم “اليونيسف”، تحرم الأزمات، الأطفال في لبنان بشكلٍ متزايد من التعليم وتجبر الكثيرين على التوجه إلى العمل، في محاولة يائسة من أهلهم للصمود وسط التحديات الشديدة والتناقص المستمر للموارد والأساسيات، حيث يجوع الأطفال ويعانون قلقاً واكتئاباً.
وزاد تمدد الحرب الإسرائيلية في غزة إلى الحدود الجنوبية للبنان من الأعباء النفسية لا سيما بين الأطفال الذين هم في مواجهة التصعيد العسكري، وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من التأثير “المدمّر” للأزمات المتفاقمة في لبنان على الأطفال، مشيرة إلى التدهور المتزايد في معظم جوانب حياتهم،
وأفادت بأن 46% من الأسر أطفالها يشعرون بالقلق و29% يعانون من الاكتئاب، وفي النبطية، أبلغ الأهل أن 46% من الأطفال يعانون من القلق و33% من الاكتئاب.
بدورها ربى جمّول معالجة نفس – حركي ولايف كوتش أكدت ان الواقع الاجتماعي والأمني المتدهور في لبنان يؤثر بشكل كبير على الأطفال والمراهقين،
فما يتعرض له الأطفال والمراهقون من أصوات قصف أو مشاهد رعب وقتل ودمار يترك آثاراً نفسية سلبية عديدة عليهم، سواء على المدى القريب أو البعيد، وهذا ما ألحظه كمعالجة نفس-حركي خلال عملي في عيادتي.
بالإضافة إلى ما يعيشه الطفل أو المراهق اليوم من نزوح وعدم استقرار نفسي بسبب تغيير مدرسته ومكان سكنه.
لذلك كثُرت مؤخراً الصعوبات النفسية والتي تؤثر بدورها على الوظائف الذهنية والحركية لدى الطفل أو المراهق. ومنها:
-زيادة الاندفاعية لديهم واستخدامهم للسلوك العدواني في التعامل مع الآخرين.
-ارتفاع مستوى التشتت وعدم التركيز والشرود الذهني.
-ضعف في ذاكرة العمل ونسيان شديد.
-عدم انتظام في النوم وزيادة معدل القلق لديهم.
-سرعة الانفعال والدخول في نوبات غضب شديدة مبالغ فيها عند أبسط المواقف.
-شعور بالخوف بشكل هستيري.
بناءاً على ذلك، علينا كإختصاصيين مساعدتهم ومساعدة أهلهم على تخطي الصعوبات وعلى تقبل مشاعر الخوف وعدم التهرب منها بالكبت بل بالتعبير عنها.
-ما هي الاعمار التي يجب أن تتابع مع الاطباء مباشرة أو مرشدين ومختصين:
أكدت جموا أنه ينبغي على كل الفئات العمرية متابعة جلسات تأهيل (نفسية، نفس-حركية، …) بحسب الصعوبات التي يشعرون بها والتي بدورها تُعيق أنشطتهم الحياتية.
كما بإمكان الأهل دعم وتحصين أطفالهم ومراهقيهم نفسياً من خلال بعض التمارين:
-تجنيبهم مشاهدة مناظر قاسية أو الاستماع لأخبار مؤذية ما أمكن.
-القيام بتمرين التنفس بشكل يومي لتخفيف التوتر؛ وذلك بعمل شهيق وزفير طويل وعميق مع العد للستة.
-تشجيعهم على تفريغ خوفهم، من خلال مخاطبة عواطفهم ومنحهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم سواء بالحديث بالنسبة للمراهقين أو بالرسم بالنسبة للأطفال.
-امنح طفلك مساحته ليسترجع ذكريات عاشها في بيته الذي ابتعد عنه أو مع الشخص الذي فقده.
-علينا أن نتجنب قول: لا تبكِ، فهذا أخطر ما نقوله لأطفالنا.
-عدم الاستخفاف بمخاوف أطفالنا وحتى المراهقين وعدم التغافل عنها.
-قراءة القصص والقيام بأنشطة تفتح الحوار مع الأطفال.
-المحافظة على حديثك هادئاً متناسباً مع عمر الطفل.
-لا تبالغ في مشاركة مخاوفك معهم أو التحدث أمامهم عن أمور مخيفة.
-تجنب التحدث عن هذه المواضيع قبل النوم مباشرة.
-ذكّر أطفالك بأن العديد من الناس يعملون بجد في جميع أنحاء العالم لوقف الصراع وإحلال السلام.
اخيراً، يجب أن لا ننسى بأنّ هؤلاء الأطفال والمراهقين يحملون أكثر من طاقتهم ويتعرضون لأمور لا يجب أن يتعرضوا لها فمنَ المفروض أن ندعهم يحزنون ويفرّغون مشاعرهم بالطرق المناسبة كما علينا أن نسلحهم بالإيمان والطمأنينة قدر المستطاع.