كيروز: ستبقى “القوات” في خدمة لبنان والقضية اللبنانية

أكّد النائب السابق إيلي كيروز، أن “القوات ستبقى قوة لبنانية حُرّة في خدمة لبنان والقضية اللبنانية”.

وقال بمناسبة الذكرى الثلاثين لحل الحزب في 23 اذار 1994 أنه”في هذه الذكرى، أستعيد بعض الوقائع التي لم يتسنَّ للبنانيين يومها، وبعدها أن يواجهوا في ضوئها كفاية حقائق تلك المرحلة:

وأشار في بيان إلى أنه “بدأ ذلك النهار باعتقال رئيس الهيئة الإدارية في حزب القوات فؤاد مالك بعد زيارته البطريرك صفير”.

وتابع: “لقد عقد مجلس الوزراء اللبناني جلسة استثنائية برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة والوزراء بمن فيهم الوزراء المسيحيون للمصادقة على القرار الكبير . وقد أذاع البيان يومها وزير الإعلام ميشال سماحة”.

وأضاف: “لقد اتخذ مجلس الوزراء قراراً، بعد اقتراح وزير الداخلية بشارة مرهج بناء على قانون الجمعيات الصادر في ٣ آب ١٩٠٩ في عهد الاحتلال العثماني بسحب العِلم والخبر المُعطى بتأسيس الجمعية المسمّاة حزب القوات اللبنانية وحل الجمعية وعلى الطريقة العثمانية”.

واستكمل: “لم ينتظر مجلس الوزراء نتيجة التحقيق في جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة – ذوق مكايل ولا القرار الظني ولا حكم القضاء المبرم بل إكتفى بحكم الرئيس السوري الذي إتخذ قراره بإعدام القوات اللبنانية وشطبها من المعادلة السياسية اللبنانية لكونها قوة لبنانية استقلالية ومعارضة للإحتلال السوري”.

ولفت كيروز إلى أن “لقد أراد النظام السوري مستغلاً تفجير الكنيسة أن يفجّر صورة القوات في الوجدانَين المسيحي واللبناني فإتّكأ على بلاغة وزير الإعلام ميشال سماحة (أصبح في ما بعد مستشاراً إستثنائياً للرئيس السوري بشار الاسد) الذي أخبر اللبنانيبن عن المشروع الذي يطل على الوطن والذي يشرب من الينبوع الإسرائيلي تحقيقاً لغايات مشبوهة” كما إدّعى وزير الإعلام”.

وأشار إلى أن “لقد أكد وزير الإعلام أن مجلس الوزراء، ويقصد الرئيس السوري، لن “يسمح بمقولة الأمن الذاتي ولا بإقامة الجزر الأمنية على اي بقعة من لبنان”، ولقد فاته عن قصد أن حزب الله هو الحزب الوحيد المسلّح في لبنان الذي يقيم المربعات والجُزر الأمنية المحظورة على الدولة، فضلا عن الاستعراضات العسكرية”.

وأردف: “سجّلت وسائل الإعلام في تلك الايام العراضة المسلحة والمظاهر الميليشيوية كلها التي رافقت يوم القدس العالمي الذي أحياه حزب الله في بعلبك، وانتشر في وسائل الإعلام اللبنانية تعبير “صيف وشتاء تحت سقف واحد”، فحاول وزير الداخلية بشارة مرهج تبرير هذا التصرف بقوله إن الظهور المسلّح لحزب الله في بعلبك كان رمزياً. وأشار قائد القوات اللبنانية بدوره يومها الى وجود ثغر امنية بأحجام كبيرة في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله”.

وأستكمل: “لقد وُظفت الجريمة لتوجيه ضربة قوية لوسائل الإعلام المرئي والمسموع من خلال منعها وإعتباراً من منتصف ليل ٢٣ – ٣ – ١٩٩٤ من بث الأخبار والبرامج السياسية، المباشرة وغير المباشرة، الى حين صدور قانون الإعلام المرئي والمسموع. فقد أراد النظام السوري أن يرتكب جريمته بحق القوات من دون أن يترك أيّ أثرٍ أو دليلٍ وان يفرض تعتيماً كاملاً على القضية، الأمر الذي تتقنه الإستخبارات السورية وربيبتها الإستخبارات اللبنانية”.

وأشار إلى أنه “في ذلك التاريخ أصدر المحقق العدلي في جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة القاضي جوزيف فريحة مذكرات توقيف وجاهية وغيابية بعدما كان العقل الإستخباراتي الشرير قد بدأ منذ ١٠ آذار بحياكة القرار الظني بحق القوات قبل أن يُسلِّم جرجس توفيق الخوري نفسه لعناية الإستخبارات اللبنانية، وليُمليَ هذا القرار على القاضي فريحة. وإنني في هذه الذكرى أوجّه التحية لأنطوانيت شاهين وجميع الرفاق والرفيقات والأمهات والزوجات الذين ظُلموا ودفعوا الأثمان الكُبرى من عمرهم وصحتهم ومستقبلهم…”.

وقال إن “في ذلك اليوم المشؤوم عقد قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مؤتمراً صحافياً في غدراس إعتبر فيه أن توقيف فؤاد مالك على خلفية تفجير الكنيسة هو توقيف سياسي محض، ودعا إلى البدء بالمحاكمات العلنية أمام الصحافة والرأي العام، وأكد أن القوات مُستهدفة سياسياً، وأنه غير مستعد لتغيير قناعاته وموقفه السياسي”.

وشدد كيروز أنه “سيبقى ذلك اليوم في ٢٣ – ٣ – ١٩٩٤ يوماً أسودَ في تاريخ لبنان وفي سجل الإعلام والحريات، وستبقى القوات اللبنانية قوة لبنانية حُرّة في خدمة لبنان والقضية اللبنانية، وسيبقى المناضلون والمناضِلات في لبنان والإنتشار هم الحُرّاس الذين لا ينامون في مواجهة المخاطر التي تُحدق بلبنان السّيد الحُر المستقل والتعددي”.