اعتبر النائب طوني فرنجية أنّ ” الحرب في الجنوب والمفاوضات الجارية تشير إلى أننا أمام مرحلة جديدة قيد التأسيس، وهذا ما يتطلب انتخاب رئيس للجمهورية، ومن هذا المنطلق يخوض رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المعركة الرئاسية”، متمنياً “انهاء الفراغ الذي يرهق المؤسسات ويعزز حضور الأحزاب المتطرفة”.
ورأى فرنجية في حديث صحافي، أنّ “إدانة العدوان الإسرائيلي المتوحش تأتي من الباب الانساني والوطني والعربي، فالعدو الإسرائيلي يتعامل مع الفلسطنيين في غزة وكأنهم ليسوا بشراً، والبشرية جمعاء سقطت أمام امتحان الانسانية في غزة، فعبر ارتكاباته تخطى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ما سبق وأقدم عليه هيتلر”.
ولفت إلى أنّ “الصورة التي رُسمت عن دور الحكومة خلال هذه المرحلة وأظهرتها كأن لا دور لها، هي غير صحيحة، فالحكومة تلعب دورا ديبلوماسيا هاما، والرئيس الصديق نجيب ميقاتي الذي بدأ حياته السياسية في كتلة نيابية جمعته مع رئيس المردة، يعلم اليوم أن الواقع العام غير صحيّ وغير سليم ونحن نتفق معه في غالبية الأحيان على الرغم من بعض التباين”.
واعتبر فرنجية أنّ “التيار الوطنيّ الحرّ له دور كبير في الساحة اللبنانية، لكنّ مواقفه الوطنية لا يمكن ان تأتي وفقاً لمبدأ غب الطلب، ففي العام 2016 مثلاً وفي خضم المشاكل التي عانى منها لبنان واليمن والعراق والمرتبطة في المحور نفسه، وفي ظل تعطيل للانتخابات الرئاسية دام لسنتين ونصف لم يكن لدى التيار إشكال مع موضوع وحدة الساحات، اما اليوم فبات موقفه مختلفاً تماما”.
وأضاف: “نسأل: لو تخلى حزب الله عن دعم ترشيح سليمان فرنجية، ودَعم ترشيح شخصية مطروحة من الوطني الحر، فهل سيكون للتيار الموقف نفسه من وحدة الساحات؟ من هنا لا بد للمواقف من أن تكون متزنة، وهذه ميزة رئيس تيار المردة، الذي لم يبدّل يوماً في مواقفه ما اكسبه محبة الناس واحترامهم”.
وعن التخوّف في حال انتخاب فرنجية رئيساً من وجود ظروف تعطل عمله، قال النائب فرنجية: “سأكون أوّل من يدفع الثمن بحال حصول تعطيل. وسأقف بكل ما لدي من قوة لإنجاح الرئاسة وذلك لمصلحة لبنان، علماً أنّ سليمان فرنجية في حال تفلتت الأمور من يديه، لديه كلّ الجرأة للتوجه الى الاستقالة، لكن عندما يعمل الانسان باخلاص بعيداً عن المصالح الشخصية لا بد من ان يكتب له النجاح”.
وأما عن الواقع المسيحي، فقال فرنجية إن “المطلوب هو حدّ ادنى من التنسيق بين جميع الأفرقاء ونلتقي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول الكثير من الأمور. كما واننا منفتحون على كلّ الأفرقاء المسيحيين، لذلك لا بدّ من البناء على القواسم المشتركة بدلاً من اتحاد بعض المسيحيين من أجل اقصاء البعض الآخر”.
وقال فرنجية، رداً على سؤال عن مواقف رئيس “حزب الكتائب اللبنانية” سامي الجميّل: “مع كلّ الاحترام لشخصه، لم أعد أفهم على الشيخ سامي، إذ كيف يمكن له أن يرضى بالتفاوض مع حزب الله على مرشح شرط ألّا يكون سليمان فرنجية، وفي الوقت نفسه يقول إن مشكلته ليست مع فرنجية بل مع حزب الله”.
وأكّد فرنجية “أن المردة تلتقي مع كتلة الاعتدال الوطني، على الكثير من المواقف الوطنية، وتربطنا بمعظم اعضائه علاقة استثنائية وهم شركاؤنا في الأمس والمستقبل، ومبادرتهم لو أتت من أي طرف آخر لرفضناها من الأساس، لكن موقفهم المتزن خوّلهم أن يأخذوا هذه المبادرة ويجولوا بها على كل الافرقاء. وفي السابق قلنا اننا لن نذهب إلى أيّ حوار مشروط، غير أنّ طرح المبادرة على يد االاعتدال الوطني، جعلنا نقبل دراسة شروطها التي قد تعجبنا أو لا تعجبنا مع حلفائنا”.
وفي ما يتعلق بالانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة اعتبر النائب فرنجية أنّ “مجريات الأمور تشير إلى أننا أمام سيناريو مشابه لما حصل في السنة الماضية لجهة تأجيل الاستحقاق”.
وقال إنّ “البلديات ورؤساءها في مختلف المناطق اللبنانية يمسكون كرة النار في يدهم، وعلى الرغم من ذلك نرى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي بعيداً عن الناس وليس على تماس مباشر معهم، فالغاء لجنة الاعتراض على البلديات ليس الا تخلٍ من قبل وزير الداخلية عن مسؤولياته راميا اياها على البلديات التي لا تمتلك أيّ قدرات”.
وتابع: “فليتفضل وزير الداخلية ويشرح لنا كيف يمكن للبلديات ان تقوم بعملية رفع النفايات، وهل يعلم معاليه أننا في زغرتا والكورة والضنية والمنية وبشري والبترون وغيرها من المناطق نعاني من ازمة نفايات؟. وهل يعلم أنّ بعد إقفال المكب الذي كان من الضروري إقفاله لدواع صحية، أصبح لدينا عشرات المكبات غير الصحية وأصبحت النفايات منتشرة في مختلف الطرقات”.