يستمر توافد المدعوين إلى العاصمة الجزائرية للمشاركة في القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز والذي سينعقد في ظل تمنيات كبيرة من المنظمين في إرسال رسالة إطمئنان للدولة المصدرة للغاز.
الصحافي الاقتصادي وليد مذكور أكد للزميل رامي ضاهر أن قمة الغاز في الجزائر لها أهمية عالمية بأبعاد إستراتيجية فهذا الحدث هو فرصة لمناقشة القضايا المتعلقة بصناعة وتجارة الغاز الطبيعي واستشراف مستقبل الغاز وكذلك هو بحث للتحديات التي تواجه صناعة الغاز في العالم وسبل لتطبيق الحلول المبتكرة بما يصب في مصلحة المستهلكين والمنتجين على حد سواء ، وتابع مذكور وزير الطاقة الجزائرية السيد محمد عرقاب قال في تصريحات صحفية إن منتدى الغاز سيكون فرصة لخلق توافق في الرؤى على المدى الطويل وإيجاد حلول لبعض المشاكل العالقة التي تمر بها سوق الغاز العالمية ، هي قمة التحديات الكبرى كما اسماها الوزير الجزائري وذلك بالنظر إلى الظروف والمتغيرات الهامة على المستويين الإقليمي والدولي، حيث أكد الوزير أن قضايا أمر الطاقة والتوترات الجيوسياسية ستأتي على رأس أولويات القمة لافتاً إلى أن جدول الأعمال يشير إلى أن هناك تحديات كبرى على المستويين الإقليمي والدولي ، وأضاف المذكور أن المجتمعون في قمة الغاز في الجزائر سيرسلون رسالة إطمئنان للدول المصدرة للغاز وسوف يسعى المجتمعون خاصة المنتجون الكبار للغاز لحماية مصالحهم وتعزيز العقود الغازية طويلة المدى ومحاولة إظهار هذا المنتدى كلاعب أساسي في صناعة الطاقة والصناعة الغازية بصفة خاصة وسيتناول المنتدى ايضا مسألة عودة الإستثمارات إلى العقود الأحفوري والغاز الطبيعي خاصة مع تصريحات الشركات الكبرى قبل جائحة كورونا والتغيرات الجيوسياسية التي فرضت على الشركات الكبرى الغازية في العالم العودة إلى الغاز الطبيعي والإستثمار فيه وكذلك الغاز الموسال والحديث عن مسألة حماية ممرات الغاز فهناك ممرات مهمة للغاز الطبيعي تؤثر على أسواق الطاقة والغاز خاصة مع التحولات الجيوسياسية الموجودة في العالم فهناك حرب في أوكرانيا وتوترات في مضيق باب المندب والبحر الأحمر ما يعني أن هناك تحديات كبرى أمام قمة الغاز لكن يحاول المجتمعون والمصدرون حماية مصالحهم الغازية .
بدوره الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة الجزائر الدكتور توفيق بو قعدة أكد أن المنتدى جاء من اجل تحقيق الاهداف التي أنشأ من اجلها وهي تعزيز الحوار بين الدول المنتجة والدول المستهلكة وكذلك البحث عن حلول للمشاكل التي تعيق الامن الطاقوي ومنها تحديد السعر المرجعي للغاز والبحث عن وضع أطر لتفادي هذا الإحتكار وخاصة بالنسبة للشركات الضخمة التي دائما ما كانت تتلاعب بسعر الغاز وتحاول أن تجعله لصالح الدول المستهلكة دون أن يحقق عائدات لاستمرارية الإنتاج بالنسبة للدول المنتجة ، غالبا تعمل هذه الدول على استغلال حالة الدول المنتجة لبيع مونتها الغازية وتقوم بإبتزازها ، وتابع اعتقد ان التحولات الجيوستراتيجية التي يعيشها العالم في هذه المرحلة ألقت أهمية كبرى على هذا المنتج الحيوي مما جعل ضرورة للبحث عن خطط من اجل إعادة تنظيم السوق وتطوير التقنيات التي تساهم وتساعد الدول المنتجة من أجل تقديم خدمة أكبر للمستهلكين والمنتجين دون حدوث أضرار على المستوى البيئي وأضاف هذا المنتدى سوف يبحث في العديد من النقاط التي طرأت على المشهد الجيوسياسي وسوق الطاقة العالمي للخروج بتوصيات يأمل الاطراف على تطبيقها، هناك العديد من الاطراف التي تعمل على التشويش على هذا المنتدى وتحاول أن تبعث رسائل للإنقاص من قيمة المنتدى.
ومن جهة أخرى يستمر الشعب الجزائري بدعم القضية الفلسطينية وخلال مقابلات خاصة أجراها الزميل رامي ضاهر تحدث عدد من النشطاء والصحافيين عن أهمية هذه القضية بالنسبة للجزائريين حيث اكد الإعلامي فاهم بو عبدالله انه اولاً دعنا نتفق أنه ليس غريباً ابداً عن الجزائر شعباً وقيادتاً هذه المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية وهي التي تستمد سياساتها الخارجية ومواقفها كذلك من كفاح طويل ضد الإستعمار وضد كل أشكال العبودية وإنتهاك حقوق الإنسان ، أما العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة قد بلغت مستويات غير مسبوقة من الوحشية والجرم في حق أطفال ونساء قطاع غزة فلا يمكن للجزائر إلا أن تكثف عملها الدبلوماسي وتصعد مواقفها المستنكرة والمطالبة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووقف آلة القتل والتشريد والتدمير ضده وتمكينه من حقوقه التي يسلبها له العدو الصهيوني منذ أكثر من سبعة عقود ، وتابع الجزائر كانت كذلك قد وعدت بتسخير مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ولم تدخر أي جهد في هذا المسعى فعرضت مشاريع قوانين حملت المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة مسؤولية ما يحدث للفلسطينيين في قطاع غزة منذ ما يقرب خمسة أشهر مكررة مواقفها الداعية لوقف حمام الدم في غزة ووقف كل مساعي الاحتلال لتهجير الفلسطينيين ، وربما يتجلى كل هذا في تصميم الجزائر على رفع التحدي وكذلك إعلان معركة دبلوماسية في اروقت الامم المتحدة وكذلك على مستوى مجلس الامن الدولي وعلى مستوى الهيئات القضائية الأممية التي تدعوا إلى تجريم الإحتلال والضغط عليه لوقف العدوان على قطاع، الجزائر كانت من الدول السباقة الى التحذير من إنفجار المنطقة ككل إذا إستمرت ممارسات الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين سواء في قطاع غزة او في الصفة الغربية والتي تشهد هي الأخرى تصاعداً غير مسبوق للجرائم والإنتهاكات من خلال الاعتقالات اليومية والإغتيالات الميدانية وحملات المداهمات للمنازل ومصادقة حكومة الإحتلال على مشاريع استيطانيه جديدة في الضفة على حساب الأراضي الفلسطينية ، كل هذه الجرائم حذرت منها الدبلوماسية الجزائرية وحذرت من امكانية انفجار الوضع ككل في المنطقة باستمرار هذه الممارسات وباستمرار الحصانة الدولية التي يتمتع بها هذا الإحتلال والتي مكنته وكأنها تعطيه ضوء اخضر لذبح الفلسطينيين والتنكيل بهم وتشريدهم في قطاع غزة ،
أضف إلى ذلك المشروع الذي رفعته الجزائر أمام مجلس الأمن الدولي والمطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وتسريع إدخال المساعدات إلى القطاع على الرغم من انه حصل على مصادقة شبه كلية الا أنه كما تعودنا الفيتو الأمريكي أجهض الإتفاق وبالتالي أعقد أن جملة المواقف التي تتخذها الجزائر تجاه القضية الفلسطينية ليست وليدة العدوان الصهيوني الغاشم والغير مسبوق على قطاع غزة وإنما هو ملخص لمسار عام ولموقف توارثتها أجيال الدبلوماسية الجزائرية منذ الإستقلال، وهي تستمدها من كفاح ونضال طويل ضد الإستعمار الفرنسي وضد كل اشكال العبودية وانتهاك حقوق الشعوب.