| غاصب المختار |
فتحت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، وفتح بيت الوسط للحشود الشعبية والسياسية والشخصيات الدبلوماسية والاقتصادية والمالية والأمنية، باب التكهنات على كثير من الأمور اللبنانية العالقة، ولا سيما دوره المرتقب في حلحلة الاستحقاق الرئاسي، نظراً لعلاقاته الداخلية الواسعة وتأثيره السياسي على عدد النواب، وهو أبدى أمام زواره حرصاً كبيراً على ضرورة إنجاز الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت “حتى يستقيم وينتظم عمل المؤسسات الدستورية وتنتهي حالة الفوضى القائمة في البلاد، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية الصعبة القائمة، والتسويات التي يمكن أن تنتج عن الحراك الإقليمي والدولي المتوتر”.
وحول موضوع الاستحقاق الرئاسي أيضاً، لمس الزوار “أن الحريري يضمر تقديراً خاصاً، ودعماً ملحوظاً لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة”. وسمع بعض الزوار كلمات واضحة مفادها: “لو كنت موجوداً في لبنان لكانت الانتخابات الرئاسية جرت منذ وقت طويل”.
لكن بعض الزوار استنتج أن ما جرى من مشاركة شعبية كبيرة في ذكرى 14 شباط أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومروحة اللقاءات الواسعة التي أجراها، والنقاشات التي حصلت خلالها، والمواقف التي أطلقها أمام زواره، هو تحضير لعودة الحريري النهائية، لكن هذه العودة قد تحصل في نهاية العام الحالي ربطاً ببعض الأحداث المرتقبة، وأبرزها الآتي:
– انتظار نتائج الحوارات والمساعي القائمة لإنهاء حرب غزة، وانعكاسها على لبنان.
– انتظار الانتخابات الأميركية التي تجري في تشرين الثاني المقبل، وانعكاسها على أوضاع المنطقة العربية والعالم.
وفي هذا الصدد لاحظ أحد زوار الحريري أن “الشغور الرئاسي استمر سنتين وبضعة أشهر في لبنان، وانتهى بعد أيام قليلة فقط على انتخاب الرئيس دونالد ترامب في أوائل تشرين الأول عام 2016، وحيث تم تنصيبه رسمياً في 20 كانون الثاني 2017، وتم انتخاب الرئيس ميشال عون في 31 تشرين اول 2016”.
– وجود مسعى لـ “لملمة” الساحة السنية التي تفرقت بعد اعتكافه، وعدم وجود مرجعية جامعة. وفي هذا الصدد، لاحظ زوار بيت الوسط أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان هو الذي بادر إلى زيارة بيت الوسط على رأس وفد كبير من المفتين والقضاة الشرعيين، خلافاً للزيارة السابقة العام الماضي حيث زار الحريري دار الفتوى، إضافة إلى إطلالته التلفزيونية الوحيدة عبر قناة “العربية” السعودية. ما فسره بعض الزوار بأنه “موافقة” سعودية على الطلب الأميركي ـ الإماراتي برفع “الحُرم السعودي” عن الحريري، بانتظار اكتمال ترتيبات العودة، سياسياً ولوجستياً.
– ترابط الاستحقاق الرئاسي بالوضع في الجنوب، لجهة المسعى القائم لتطبيق القرار 1701، وهو أمر اعتبره أحد الوزراء العسكريين السابقين أمر مؤثر على الاستحقاق، بحيث بات من الصعوبة انتخاب رئيس قبل التوافق على الآليات التنفيذية للقرار، والمرتبط تنفيذه أيضاً بوقف الحرب على غزة.
في خلاصة التقديرات حول الاستحقاقين، عودة الحريري وانتخاب رئيس الجمهورية، ثمة استحقاقات اقليمية ودولية يجب أن تتم، وبنجاح. وإن فشلت، فليبحث السياسيون اللبنانيون عن مرجعيات خارجية أخرى تُسهّل لهم إدارة بلادهم.