كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، عن صفقة سرية بين واشنطن وتل أبيب تقضي بتجميد البناء في مستوطنات بالضفة الغربية، مقابل حصولها على ذخائر، كانت ألحت في طلبها من الإدارة الأميركية في أعقاب هجوم الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وذكرت الصحيفة، أن مصادر على صلة بالموضوع، أبلغتها أن واشنطن اشترطت تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالذخائر المطلوبة بتجميد البناء في المستوطنات بالضفة الغربية، مبينة أنه لهذا السبب لم تطرح الحكومة أي مناقصة أو عطاء للبناء في المنطقة المسماة (E1).
وترمز المنطقة “E1” إلى مخطط استيطاني إسرائيلي بدأ عام 1994، يستهدف ربط القدس بالمستوطنات الواقعة شرقي المدينة، ولا سيما مستوطنة “معاليه أدوميم”، وكان قد توقف عام 2009 بضغوط دولية، وعاد في عام 2014، وشهد زخمًا إبان ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنها حصلت على معلومات بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وضعت شرطًا أمام كيان الاحتلال الإسرائيلي بشأن تسليمه الذخائر المطلوبة، يرتبط بوقف البناء بالمستوطنات.
ونقلت عن مصادر مطلعة، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراء بحكومته، كانوا على قناعة بقدرتهم على تمرير مشروعات البناء بالمستوطنات في ظل انشغال الجميع بالحرب على غزة، ما يعني أن الحرب كانت ستشكل غطاءً لمشروعات البناء الجديدة، إلا أن واشنطن وضعت الشرط المشار إليه.
وبحسب “معاريف” فإن شحنات الذخائر التي يفترض أن تصل إلى الاحتلال الإسرائيلي وتبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات، تشمل 1000 قنبلة غير موجهة (MK-82) متعددة الأغراض حرة الإسقاط، وذخائر (KMU-572) والتي تضيف توجيهًا دقيقًا للقنابل، وصمامات القنابل (FMU-139).
وأوضحت الصحيفة نقلًا عن مصادر مطلعة أن تسليم الذخائر يخضع حاليًا لعمليات مراجعة داخلية في واشنطن، ويمكن أن تتغير طبيعة الشحنات قبيل المصادقة النهائية عليها داخل لجان الكونغرس.
كما نقلت عن مصادر عسكرية، أن الشحنات التي تحمل الذخائر ستُمول من حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وأن الأسلحة الموجهة الدقيقة ستُمكن قوات الاحتلال الإسرائيلي من تحسين ودقة الضربات التي تهدف إلى تصفية قادة “حماس”.
وقالت الصحيفة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تريد من وراء هذه الأنواع من الذخائر ضرب المناطق المحصنة التي تتواجد بها قوات “حماس”، بما في ذلك الأنفاق تحت الأرض.
وأشارت إلى أن جهات أميركية عديدة أعربت عن مخاوفها من تسبب هذه الأسلحة بتداعيات على الصعيد الإنساني، وطالبوا كيان الاحتلال الإسرائيلي بتقديم خطط للدفاع عن المواطنين المدنيين قبل تنفيذ مثل هذه الهجمات ولا سيما على مدينة رفح.