نشر موقع “واللا” الإسرائيليّ تقريراً تطرق فيه إلى إنتقاداتٍ وجّهها ضابط إسرائيلي كبير إزاء ما شهدته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة المندلعة منذ 4 أشهر.
وبحسب التقرير ”، قال العميد جيورا إنبار: “عندما نزلت إلى قطاع غزة يوم 8 تشرين الأول، أي بعد يوم واحد فقط على الهجوم الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل، كنتُ أرتدي ملابس مدنية. حينها، شعرت بالخجل من ارتداء الزي العسكري. نعم لقد شعرت بالخجل. هناك شيء ما انكسر بداخلي. لقد فهمت الموقف، وفهمت العجز، وفهمت ما حدث، شعرت بالخجل من ارتداء الزي الرسمي”.
يكشف إنبار كيف استفاق صباح يوم السبت 7 تشرين الأول على أصوات صافرات الإنذار والصواريخ، ويضيف: “قلت لنفسي، ما الذي حدث بالفعل؟ بدأت بإجراء مكالمات هاتفية.. كانت هناك صدمة كاملة. بدأت الشائعات حول الرهائن.. قلت حسناً، الجيش الإسرائيلي يعرف كيفية التعامل مع الأمر، إذ سيقوم بإغلاق المنطقة التي تعرضت لهجوم وعزل منزل داخله الرهائن واقتحامه”.
وتابع: “في غضون ساعات قليلة، فهمت حقيقة ما حصل.. الهجوم لم يحصل ضد منزل.. لقد شهدنا على إحتلال مسلحين لمناطق إسرائيلية.. الجيش الإسرائيلي مشلول، وأصدقائي من الوحدات الخاصة يخبرونني عن الوضع الذي كنت أراه قاتماً جداً”.
ولفت إنبار إلى أنه يوم الأحد، 8 تشرين الأول، قام بالتوجه إلى غزة، لكنه تم إبلاغه إن الجيش الإسرائيلي بحاجة إليه في القيادة الشمالية، وأردف: “كان هناك خوف جدي من أن يرسل أمين عام حزب الله حسن نصرالله قوة الرضوان إلى المستوطنات الإسرائيلية في الجليل”.
وبحسب “واللا”، فإنَّ إنبار (68 عاماً) هو من أكثر الضباط عدوانية، كما أنه قاد عدداً من العمليات السرية داخل لبنان وقضى وقتاً طويلاً في جنوب لبنان.
خلال حديثه، يكشف إنبار أنه “يعرف كل المنطقة الجنوبية في لبنان، كما أنه يعرف كافة أفراد حزب الله”، وقال: “جواد الطويل، القائد في قوة الرضوان في جنوب لبنان والذي تم القضاء عليه الشهر الماضي، حاولت إستهدافه لقتله عدة مرات قبل سنوات طويلة وتحديداً قبل أكثر من 20 عاماً. كذلك، كان بإمكاني تأليف كتاب عن رئيس أركان حزب الله إبراهيم عقيل. الأخير كان في عهدي قائداً لمنطقة النبطية.
ويتحدث إنبار عن المنطقة الحدودية من الجانب اللبناني، واصفاً إياها بـ”المتشابكة والمحصنة، وتتضمن تجمعات لحزب الله لا يمكن إختراقها لاسيما في الأدغال وأحياناً تحت الأرض”، وأردف: “لدى الجيل القتالي في الجيش الإسرائيلي مهارات جيدة، فالجنود يعرفون كيف يقاتلون حزب الله. يجب عليك مطاردة عناصر الحزب طوال الوقت للبحث عنهم وعدم السماح لهم بالهرب، وهذا ما فعلناه خلال الأشهر الـ4 الأخيرة”.
وانتقد إنبار ما جرى عقب حرب تموز عام 2006 في لبنان، معتبراً أن الحزب منذ ذلك الحين، قام بتوليد قوته وترسيخ ثقله في الجنوب واستعادة السيطرة هناك، وقال: “لقد أصبح الحزب عمدة الشرطة، وأنا أقول إنه في بعض الحالات، لم يقصد الحزب الأمر المذكور ولم يخططوا له.. الحقيقة هي أنهم رأوا ضعفنا وازدادوا قوة”.
يلفت إنبار أيضاً إلى أن نصرالله أرسل رئيس أركان “حزب الله” إبراهيم عقيل لإقامة ما بين 3 إلى 5 مواقع للحزب عند السياج الحدودي، كما دعاه لإقامة مركز مراقبة من دون أسلحة مرئية، وقال: “هناك الكثير من المجمعات التابعة لحزب الله عند السياج وعلينا الآن تفكيكها واحدة تلو الأخرى. في السابق، تركنا حزب الله يفعل ما يريد.. كان هناك دائماً من يقول: هل بسبب 3 رعاة تسللوا من لبنان إلى إسرائيل سنحرق الشمال كله الآن؟ هذا الكلام أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن”.