| ناديا الحلاق |
كشف طبيب تجميل لموقع “الجريدة” عن خروقات خطيرة لطب التجميل في لبنان، أدت إلى وفاة إمرأتين في العقد السادس من العمر، بعد إجرائهما حقن بوتوكس العنق على يد منتحلي صفة خلال العام 2023.
ويقول الطبيب، أن هاتين السيدتين، وبعد حقنهما لمادة البوتوكس في العنق بيومين، شعرتا بضيق تنفس حاد واضطراب في الكلام والبلع وسيلان اللعاب، ما استدعى نقلهما المستشفى، وبعد أيام من العوارض فارقتا الحياة بسبب اشتراكات في الجسم بحسب ما قالته المستشفى للأهل.
وتبيّن فيما بعد، أن هاتين المريضتين حقنتا منطقة العنق بالبوتوكس ،في إحدى مراكز التجميل غير المرخصة، ويسوقون لأنفسهم كخبراء تجميل وأطباء متخصصين.
ولأن مادة البوتوكس قد تكوت مزورة أو أنه تم الإفراط باستخدامها في هذه المنطقة الحساسة، تعرضت السيدتين بحسب الطبيب الذي رفض الكشف عن اسمه، لعوارض جانبية في الجسم أدت إلى الوفاة.
وللوقوف عند تفاصيل القضية، تواصل موقع “الجريدة” مع مستشار نقيب الأطباء للشؤون التجميلية في لبنان، والذي أكد أن “الافراط بحقن البوتوكس في العنق، واستخدام المواد المغشوشة قد يؤدي إلى الوفاة، لأن العنق من الأعضاء المعقدة تركيبياً في جسم الانسان لما يحتويه من عضلات وأوعية عصبية تمر من الرأس نزولاً باتجاه الجسم لتغذيته، خصوصاً في منطقة الرقبة الأمامية والتي تتضمن أعصاب البلع وأعصاب حركة الحنجرة وأعصاب فتح الأوتار الصوتية وإغلاقها، لذلك تعتبر منطقة حساسة جداً فأي حقن لمادة البوتوكس فيها يتطلب الدقة والحذر خصوصاً وأن هذه المواد سامة وتعمل على شلّ العضلات”.
وبحسب رطيل فإن “البوتوكس في العنق قد يكون له مضاعفات جانبية كحالات الاختناق وضيق التنفس وعثر البلع، في حال تم حقن بعض الاعصاب الدقيقية في هذه المنطقة ما قد يؤدي إلى الوفاة”.
وأضاف: “تزداد المضاعفات والأخطاء لدى منتحلي صفة طبيب، بسبب عدم مهنيتهم وتعديهم على المهنة، وبسبب اعتمادهم المواد المغشوشة والمزورة، وللأسف يلجأ الكثر من الناس إلى مراكزهم التجميلية توفيراً للمال، من دون أن يدركوا خطورة هذه المواد ومضارها على أجسامهم وصحتهم”.
وأشار إلى أن “البوتوكس المزور يكون مفعوله مضاعف ونتيجته سريعة حيث تبدأ بالظهور بعد ساعات وهو ما جعل الكثير يعتقد بأنه الأفضل”.
وقال: “للأسف يخضع منتحلي الصفة لدورات تدريبية لمدة أيام، وبعدها يتجهون لممارسة إجرامهم على الناس، ولا يستثني الأطباء من هذه المعادلة حيث يعتمد الكثير من الأطباء المتعدين على مهنة الطب التجميلي في عملهم على البوتوكس المزور، بغية جني مزيد من الزبائن والأرباح”.
كما لفت إلى ظاهرة خطيرة تنتشر بقوة في لبنان، وهي أن بعض منتحلي صفة طبيب يقومون بشراء شهادات مزورة كي يصبحوا أطباء.
وشدد رطيل على أن “التفلت من الضوابط والقوانين في لبنان يستشري في كل القطاعات، وقطاع التجميل إحداها، حيث تنتشر مراكز التجميل غير المرخصة ويتزايد أعداد منتحلي صفة أطباء، الذين يشرعون لأنفسهم إجراء عمليات تجميلية بشكل عشوائي في ظل غياب الرقابة والمحاسبة، ما انعكس بالطبع، ارتفاعاً في أعداد ضحايا التشوه والمتضررين”.