أظهرت محادثات سفراء اللجنة “الخماسية” في بيروت أمس، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي في ضوء الحرب في غزة، لا يزال يقتصِر على العناوين الفضفاضة، فضلاً عن واقِع لم يعُد بالإمكان إغفاله، يتمثل باختلاف الرؤية بين العواصم الخمس في مقاربة الملف اللبناني.”الجمعة” التي أقامها السفير السعودي وليد البخاري في دارته في اليرزة قبلَ أيام، لم تخف استمرار التوتر العالي في ما بينهم.
وأشارت صحيفة “الأخبار” إلى عناصر اعتبرتها عناصر تنافس إضافية، وهي أن بخاري لم يكُن أول الواصلين إلى عين التينة وحسب. بل “تقصّد المجيء قبل نصف ساعة من موعد الاجتماع الذي كانَ مقرّراً مع بري عند الواحدة بعد الظهر للقاء معه منفرداً”.
وقال بري بعد الاجتماع إن “الموقف كانَ موحّداً والاجتماع كان مفيداً”، لكنّ مصادر مطّلعة لصحيفة “الأخبار” قالت إن “السفراء الخمسة لم يحمِلوا معهم جديداً، بل تحدّثوا بشكل عام عن ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتسريع الجهود”، مكرّرين “البحث عن الرئيس غير الفاسد والإصلاحي وإعادة الانتظام الى المؤسسات ووضع خطة اقتصادية للمرحلة المقبلة”.
وفسرت أوساط سياسية لصحيفة “الأخبار”، البيانات الرسمية التي تولاها السفراء الفرنسي والمصري والأميركي، بينما لم يصدر عن البخاري أي كلام علني، بأنه إشارة جديدة إلى سوء العلاقة بين أعضاء اللجنة، وبأن السفير السعودي فهِم جيداً رسالة السفيرة الأميركية بأنه “لا يُمكن لأيّ من السفراء التصرف من موقع قيادي وكأنه يتقدّم على الآخرين”، علماً أن “البخاري باستباقه زملاءَه، أيضاً كان يحاول تسجيل موقف رداً على الانتقادات”.
وبمعزل عما إذا كانت “الخماسية” ستنجح في تفعيل حراكها، فإن استئناف النشاط يطرح أسئلة حول ما إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق خرق، خصوصاً في ظل الكلام عن اجتماع قريب سيُعقد على المستوى الوزاري في حال كان هناك ما يُبنى من دون أن يتحدّد ما إذا كانت الرياض هي من ستستضيفه.