صرحت نائبة مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة آنا يفستيغنيفا بأن الولايات المتحدة، باستخدام الضغط والابتزاز، أجبرت مجلس الأمن على إدراج “ترخيص فعلي لقتل” المدنيين الفلسطينيين في غزة.
ويأتي تصريح يفستيغنييفا بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد التعديل الذي اقترحته روسيا على القرار الخاص بالشرق الأوسط، والذي يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية في قطاع غزة.
وقالت الدبلوماسية الروسية: “تم استخدام أقذر أدوات الضغط والابتزاز، والتي يسميها زملاؤنا الأمريكيون بمكر الدبلوماسية الثنائية الفعالة. وبعد عدة أيام من لي الأذرع النشطة، تأكدت الولايات المتحدة من تشويه المقصد الأصلي للمشروع تماما”.
وأضافت: “وبدلا من الدعوة إلى وقف الأعمال القتالية في النص، ظهرت صياغة ذات معنى معاكس تماما – دعوة إلى تهيئة الظروف لوقف الأعمال القتالية، أي في الواقع، ترخيص لإسرائيل لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة بموجب اتفاق السلام الشامل. بحجة أن تطهير القطاع هو الخطوات ذاتها من أجل تهيئة الظروف المذكورة”.
ووفقا لها، فإن واشنطن “لعبت لعبة عديمة الضمير للغاية” من أجل “الحفاظ على حرية التصرف الكاملة في غزة لحليفها الرئيسي في الشرق الأوسط”.
وأضافت يفستيغنيفا أن روسيا تسترشد بـ”الضرورة الأخلاقية غير المشروطة” لإنقاذ المدنيين في غزة ولا يمكنها السماح لمجلس الأمن “بالتوقيع على وثيقة مصممة وفقا للأنماط الأمريكية من شأنها أن تبارك استمرار إبادة سكان غزة”.
وعلى خلفية ذلك، اقترحت روسيا تعديلا “يعيد صياغة فقرة من المسودة الإماراتية الأصلية بشأن ضرورة وقف الأعمال القتالية، بدعم من المجموعة العربية”.
وأعربت نائبة المندوب الروسي الدائم عن اقتناعها بأن واشنطن، من خلال التحدث ضدها (الفقرة المعدلة) علنا، قد كشفت عن نفسها في الواقع.
وأضافت: “كشفت واشنطن بمعارضتها للخطة، عن نفسها وأظهرت أن الهدف الحقيقي لجميع مؤامراتها وراء الكواليس ليس التوصل إلى نص توفيقي، كما فعل الوفد الأمريكي بشكل منافق في السابق، والضغط من خلال مجلس الأمن الدولي على حرية القيادة الإسرائيلية في اتخاذ تدابير بما في ذلك الخطوات الأكثر وحشية لمواصلة تطهير غزة”.
وسبق أن أكد مندوب روسيا لدى مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبنزيا، أن الولايات المتحدة أدرجت عنصرا خطيرا في مشروع القرار الذي اعتمدته يسمح لإسرائيل بتطهير قطاع غزة.
هذا وتبنى مجلس الأمن الدولي في 22 ديسمبر الماضي، قرارا يطالب إسرائيل و”حماس” بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، ويدعو أيضا الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين منسق لتسليم هذه المساعدات.
وكانت الولايات المتحدة قد أفشلت باستخدامها حق النقض “الفيتو”، تعديلا على القرار الداعي لتوسيع تسليم المساعدات في غزة يدعو لوقف إطلاق النار في غزة اقترحته روسيا.
وأكد أن “الصيغة الروسية المقترحة الآن، هي أضعف الإيمان، يا حبذا لو أصبح التصويت على هذا القرار بمثابة لحظة الحقيقة لمعرفة من يريد وقف إطلاق النار في غزة ومن لا”.
المصدر: RT