التلفزيون العربي
يعكس مرضى الكلى في غزة، وجهًا من أوجه معاناة سكان القطاع الفلسطيني، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر ومتواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفاقمت الانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي، المتوغل بريًا في القطاع منذ 27 أكتوبر، من معاناة مرضى الكلى، لا سيما الأطفال منهم، في ظل استهداف جنود الاحتلال المستشفيات والكوادر الطبية العاملة، إضافة إلى الحصار الخانق على القطاع المستمر منذ 17 عامًا، مع تشديد إسرائيل عليه منذ بداية العدوان.
“نسيم مهرة”
الطفل الفلسطيني، نسيم مهرة، واحد من مرضى الكلى، الذين يعانون يشكل خاص من العدوان، وقد تضاعفت مأساته، إذ يخشى صاحب العشر سنوات المحتاج لغسل الكلى بانتظام، ألا يرى أسرته مرة أخرى بعد أن اعتقلت القوات الإسرائيلية والده في أثناء اصطحابه له إلى مستشفى في جنوب غزة لغسل الكلى.واصطحب أحد الجيران نسيم إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، يوم أمس الأحد، بعد أن انفصل الفتى عن ذويه في غمرة اشتداد القصف الإسرائيلي على غزة.
وقال نسيم لوكالة رويترز، بينما كان متصلًا بجهاز غسل الكلى، إنه يخشى أن يباغته الموت قبل أن يرى أسرته وأقاربه، وأضاف أنه لم ير والدته منذ أسابيع. وعبر عن رغبته في أن تنتهي الحرب حتى يتمكن من العودة إلى منزله وحياته الطبيعية.
ورأى جار الطفل الفلسطيني، واسمه عادل هنية، نسيم بينما كان متوجهًا إلى جنوب غزة مع أطفاله، ووافق على تولي رعايته. وأوضح هنية للوكالة نفسها أن والد نسيم اعتقل عند نقطة تفتيش للجيش الإسرائيلي.
وأشار هنية إلى أن حالة نسيم صعبة، ويحتاج إلى طعام خاص، وتابع “أنهم ينامون في المسجد ويذهبون إلى المستشفى بعربات تجرها الحمير”. وتحدث عن وقوفهم في الطابور لساعات حتى يأتي دور الفتى في غسل الكلى.
ويؤكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن القصف الإسرائيلي للطرق الرئيسية في غزة، عرقل بشدة سير سيارات الإسعاف ومركبات الطوارئ الأخرى، فيما يشدد أطباء في المستشفى برفح، بالقرب من الحدود المصرية، على أن نقص الوقود وعدم كفاية الإمدادات الطبية يجعل ظروف العمل هناك شديدة الصعوبة.