طلاق نهائي بين فرنسا والنيجر يتوج اليوم الجمعة بمغادرة آخر جنود فرنسا المنتشرين في البلاد، وتنتهي بذلك حقبة دامت أكثر من 10 سنوات من القتال الفرنسي ضد “الجهاديين” في منطقة الساحل.
ويأتي هذا الخروج الفرنسي اليوم الجمعة مع إعلان الجيش النيجري في احتفال أقيم في قاعدة “نيامي” الجوية بأن القوات الفرنسية انجزت انسحابها من النيجر.
يشار إلى أن 58 جنديا فرنسيا قتلوا في المجموع خلال القتال في منطقة الساحل منذ 2013 وعملية “سيرفال” التي أطلقها الرئيس آنذاك فرانسوا هولاند لدعم الحكومة المالية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة.
وقال اللفتنانت في الجيش النيجري سليم ابراهيم “تاريخ اليوم … يمثّل نهاية عملية فك ارتباط القوات الفرنسية في منطقة الساحل”.
وغادرت الدفعة الأخيرة من الجنود الفرنسيين في طائرتين عسكريتين، بحسب ما شاهد صحافي في وكالة “فرانس برس”. وسلّمت فرنسا القاعدة الجوية الموقتة الى سلطات النيجر.
وكانت النيجر تعتبر آخر دولة حليفة لباريس في منطقة الساحل قبل وصول الجنرالات إلى السلطة في 26 يوليو، بعد الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو اللتين دفعت فرنسا فيهما إلى الانسحاب من قبل المجموعتين العسكريتين الحاكمتين المعاديتين لها.
وسبقت ذلك مواجهة استمرت شهرين مع السلطات الجديدة في نيامي التي ألغت عددا من الاتفاقات العسكرية مع باريس، وانتهى الأمر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الإعلان في نهاية سبتمبر عن رحيل القوات الفرنسية من النيجر “بحلول نهاية العام”.
وغادر السفير الفرنسي لدى النيجر سيلفان إيتيه الذي طردته السلطات، البلاد في نهاية سبتمبر بعد أسابيع أمضاها داخل الممثلية الدبلوماسية. وقررت فرنسا إغلاق سفارتها.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، قطع جنرالات النيجر الموجودون في السلطة علاقاتهم مع عدد من الشركاء الغربيين واقتربوا أكثر من الروس.
كما اقترب من موسكو كل من مالي وبوركينا فاسو والآن النيجر، تلك التي شكلت معاً تحالفا ضد “الجماعات الجهادية”.
المصدر: أ ف ب