بقلم د _أحمد مقلد
تبنت إسرائيل في حربها مع الفلسطينيين خطط توسعية معلومة، وأخري خفية وسيظل ملف الأسرى يطارد “نتانياهو” حتى بعد عودة جزء منهم ،فقد أراد الكيان الصهيوأمريكي أن يبث للعالم فظائع وجرائم حماس حتى يكتسب الدعم الغربي ، بعد أن نفدت أو أوشكت ذخيرته علي النفاذ، فعاد للأم أمريكا فمنحته عونها، وتغافلت عن حليفتها أوكرانيا بعد أن ورطتها في حرب ضروس مع الدب الروسي، والآن تتخلي عن دعمها لها، وتنقل العون والعدة لحليفتها وممثل قوتها بمنطقة الشرق الأوسط إسرائيل، فهل هناك سر في ذلك؟ وهل سيكون المستقبل القريب به تطورات أكثر؟ ولماذا خسرت إسرائيل ملف الاسري؟ والآن دعونا نبدأ مقالنا حول موقف الكيان الصهيوأمريكي وتأثيره على الأحداث، وهل هناك سر وراء هذه التحولات؟ وهل سيشهد المستقبل تطورات أكثر إثارة؟ والآن دعوني أقدم إليكم تحليلاً مفصلاً لهذه القضايا والمزيد من خلال هذا المقال: -بداية يمكن تعريف مصطلح الصهيوأمريكي بأنه دلالة ارتباطية تدلل علي حجم التعاون المشترك واللامحدود من خلال اتصالات وتفاهمات وتحالفات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بما يحفظ أمن وأمان إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط، ويمنحها صك الغفران لتفعل الخطيئة، وتمنحها التبرئة وتعفو عنها باعتبارها كيان مضطهد ولم يجد من يحنو عليه غير الأم أمريكا، وبالتالي لم نجد يوماً قراراً دولياً أو عقوبة ضد إسرائيل لكون حق الفيتو الأمريكي محفوظاً لحمايتها من أي عقوبة، أو مساءلة، منذ وجودها ككيان محتل، وحتي الآن نجد أمريكا دوما تمنحها السلاح والعدة والعتاد والمقاتلين وكأنها حرب النهاية ووسيلة لبسط السطوة وإعلان قوة أمريكا من خلال إظهار قوة ممثلها بالمنطقة وما لديه من تسليح حديث ومدمر.والآن وقد بات جلياً حجم العدو الذي نواجهه، وقدر الخطر الذي يقف أمام أي سلام قائم علي العدل من دولة غاصبة للأرض، وطامعة في التوسع لتكون كما رسمت في علمها والذي يجسد حلم إسرائيل من النيل إلى الفرات، حيث أنها وسدت نجمة داود في المنتصف وكأنها تقول للعالم بأن “مملكة داوود” ستضم مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان، والآن وقد نجحت المخططات الغربية في استباحة أراضي ودول ضمن ذلك المخطط وتم القضاء علي قوة العراق وجيشها وسوريا وقوتها ولبنان قد فاضت قوة مقاومتها، ولم يبقي صامداً غير مصر والأردن وقد تصدوا لقوة قرار دولي لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيهم لتأجيل موعد الفصل في القضية، حيث سيحاول هذا العدو استكمال المخطط وفق ما تم إعداده من بني صهيون ومن عاونهم من النورانيون ممثلي الماسون والمهندس الأعظم.والآن وقد ظهرت محاولة إسرائيل لتضليل الرأي العام العالمي من خلال الترويج لكونها ضحية الصراع الدائر مع الشعب الفلسطيني الأعزل. رغم أن مستوى الإرهاب البدني والإنساني يتجاوز احتلال الشعب وأرضه، بل والاستيلاء على موارده وثرواته، وفي كل مرة ينجح الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائم فظيعة بقطاع غزة مدعوما بالقوى الغربية، وتأييد زعماء الغرب لنتنياهو، مما يشجع على تصاعد الأحداث الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، حيث تجاهلت حكومات الغرب لآراء شعوبها والتي تعارض العدوان، ولا تجد دولة غربية واحدة تستطيع أن تعلن أن ما ترتكبه إسرائيل في غزة يُعتبر جرائم ضد الإنسانية، بل إنهم يعتبرونهم يدافعون عن أنفسهم، وأي دفاع ضد شعب لا يملك مقومات التعايش فلا يجد قوته ولا وقوده ولا يجد أمنه ولا أمانه ولا يجد علاجه ولم يمنحه العالم فرصة لتتعافي جراحه فها هي الهدنة تخترقها إسرائيل لتعود لمسلسل القتل بعد أن ضمنت لها أمريكا مطالبها وأوجدت لها مطالبها من ذخيرة، وقوة عسكرية غير مسبوقة وكأنها حرب نهاية العالم.ولكن كان يجب على إسرائيل أن تستوعب الدرس ولا تتمرد على ما حصدته من خسائر في نواحي عدة نذكر منها: نتج عن استهانة أجهزة الأمن الإسرائيلية بقدرة حماس أن تمت أحداث السابع من أكتوبر 2023 وما تلاها باعتباره ثاني انتصار عسكري محرج لدولة الاحتلال من دول عربية وفي ذلك احراج لقوة إسرائيل وامريكا في توقع الهجوم وصده.ظهور فشل التكنولوجيا المتقدمة لجيش الاحتلال مثل الطائرات بدون طيار والتي تتنصت على غزة والسياج المجهز بأجهزة استشعار يحيط بالقطاع، أمام سلاح المفاجأة والأسلحة البدائية من مقاتلي حماس، والفشل الإسرائيلية في استخدام أساليب المراقبة عالية التقنية من أجل توفير المعلومات الاستخبارية التكتيكية عن حماس، مثل تحديد الموقع الدقيق لمنصات إطلاق الصواريخ، أو كشف نيات القيادة، ومخابئ مقاتلي حماس وأين مركز قيادتهم، وأين يحفظون أسراهم.عدم الاستقرار الداخلي وتصاعد المظاهرات الداعية لإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإفراج عن الأسرى الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية خلال عملية طوفان الأقصى، وقد فشلت الحكومة الإسرائيلية في استعادتهم جميعاً حتى الآن، باعتبار ما يحدث هو فشل أمني، يتحمل مسئوليته نتنياهو وأعضاء حكومته ذوي التوجه اليميني المتطرف. خسارة إسرائيل لملف شيطنة حماس وإساءتها للتعامل مع الأسري في ظل ما أكده الأسري أنفسهم من حسن التعامل معهم من مقاتلي حماس دون أن يواجهوا أي عنف أو إهانة، بل أن مقاتلي حماس جمعوا مواطني كل مستوطنة ليتعايشو مع بعضهم البعض، مما أشعرهم بالراحة كما تم تزويدهم بالغذاء والمسكنات والأدوية الاعتيادية وكانوا يسمحون لهم بأن يجلسوا ويتحدثوا معاً، وبالطبع هذه الشهادات الموثقة من الأسري لابد أن تجعل حكومة نتانياهو تشعر بالخجل.هناك نية تدور الآن لتحقيق خرق للهدنة في ظل استقرار نسبي بعد أن تم تهدئة بعض الأسر، وعودة ذويهم من أجل إثبات قدرة، وقوة أمريكا قبل إسرائيل من خلال تنفيذ مخطط توسعي يضيق الخناق علي حماس، بهدف محاولة السيطرة على القطاع الشمالي من غزة بالكامل، بما يضمن للكيان المحتل سطوته علي المنافذ البحرية، ويستطيع أن ينفذ توسعاته الاقتصادية والإضرار باقتصاد “مصر” من خلال تحويل منفذ التجارة العالمية ممثلاً في قناة السويس ليبحث عن بديل منافس من خلال إقامة “قناة بن غوريون” المأمول تنفيذها لمحاولة تركيع مصر في ظل وجود مخطط موازي تم الإعلان عنه على هامش قمة مجموعة العشرين بدولة الهند لمشروع ممر جديد للشحن يربط بحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا، وتحت رعاية أمريكية.وبالطبع لن يترك الإسرائيليين القطاع الجنوبي بمعزل عن التضيق علي سكانه من الفلسطينيين حيث سيتم جعله تحت إشراف دولي، أو منح الضغط علي إحدى دول الجوار لمتابعة شئونه، وقد تستفذ قوات الاحتلال سكان هذا القطاع بعد ذلك فتكون الذريعة لمحو وجود الفلسطينيين، وإزالة وجودهم مع سعي لمد الصراع مع دول مجاورة، ولولا يقظة الدولة المصرية قيادة وشعباً، وكذا الدولة الأردنية، لعلمهم بعظم المخطط المراد تنفيذه كسيناريو تم اعداده وتجهيزه منذ سنوات طويلة لتهجير الفلسطينيين، ومحو وجودهم وتحييد المنطقة لتكون داخل نطاق توسع دولة الاحتلال من خلال تقسيم المقسم، وفق مفهوم الشرق الأوسط الجديد.وفي ختام هذا التحليل، نجد أن إسرائيل تعيش الآن في فترة تحوّل حاسمة، حيث يتصاعد صراعها مع الفلسطينيين، في ظل تأثيرات قوية ومتسارعة، مما يتركنا نتساءل عن مسار المستقبل، في ظل وجود مناورات سياسية وعسكرية غير مبررة من إسرائيل مما يجعل المشهد الدائر معقدًا وغامضًا، وينتظر الكشف عن توابعه. بين جمود الرؤية وتعاظم القوة، وتسارع الزمن نحو مفاجآت لا يمكن تجاهلها في ظل خرق الهدنة والسعي لاستمرار دائرة القتل.ولكن، ينبغي على إسرائيل أن تعيد النظر في إستراتيجياتها وأساليبها التي تنتهجها، في ظل وجود ضغوط دولية متزايدة لوقف نزيف الحرب، والتي سببت الدمار والخسارة للعالم كله، فقد خسرت الدول الغربية مصداقيتها أمام شعوبها حين لم تعبر عن رفضها لما تنتهجه إسرائيل من دمار وقتل جماعي، والآن قد بات من المهم أن نسأل أنفسنا هل ستستمر إسرائيل في السعي لتحقيق أهدافها التوسعية؟ أم ستتجه نحو مسار جديد يحقق الاستقرار والسلام في المنطقة؟ وبالطبع ستكون الصراعات والتحديات الدائرة، مؤثرة في توجيه المستقبل الغامض والمليء بالتساؤلات. ولكن هل ستستمر إسرائيل في خسارة ملف الأسرى؟ أم ستجد سبلًا جديدة للتفاوض والتسوية؟ وهل سيكون الزمن هو مقياس الحكم النهائي في هذا السياق؟ ولهذا وجب علينا أن نتابع بانتباه تطورات المشهد السياسي والإقليمي، فربما تكمن مفاتيح فهم المستقبل في رموز الحاضر.